الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في يوم لأجلها: أم صهيب تواجه صنوفاً من العنف وحيدة

نشر بتاريخ: 25/11/2010 ( آخر تحديث: 25/11/2010 الساعة: 16:51 )
غزة-خاص معا- لم يطرق بابها أحدُ ممن يقول انه يدافع عن كينونتها كامرأة، سمعت بهم، مؤسسات وجمعيات، نسوية وحقوقية، حتى أخرى إغاثية ولكنهم بالطبع لم يعثروا على مكانها ولم يطرقوا بابها ولم يوفروا لها أي غطاء يقي حقوقها ويحفظ جسدها وجسد طفليها صهيب وملك من قيظ الصيف وبرد الشتاء.

هي واحدة من آلاف النساء الذين أصابتهم الحرب الإسرائيلية الأخيرة في أكثر من مقتل وضربت حقوقهن عرض الحائط، منهن من قضت شهيدة وأخريات لا زلن يعايشن جراحاً لم تندمل... وهي واحدة ممن حرمها المحتل البيت والمأوى وتركها تحت رحمة خيام الإيواء في الشهور الأولى ونسيها الزمان بعد ذلك لتحاول جاهدة البقاء.

تواجه العنف منفردة وحيدة دون محامين بتاء التأنيث أو دونها، تواجه حلل الطبخ المتسخة، والرمال المتعلقة بكسرة الخبز والشتاء إذا ما انهمر على فراش نومها ونوم أطفالها لتهب وحيدة تواجه زخات المطر.

أم صهيب بشير تعيش في شيء ما يشبه البيت شمال مدينة غزة، دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلها إبان حربه الأخيرة على غزة، انتقلت مع من هدمت منازلهم إلى مخيم العزة - أنشأ بعد الحرب شمال القطاع لإيواء المتضررين- بعد أشهر قليلة تم هدم المخيم وأمروا باستئجار شقق أو تدبير شئونهم لأنه ببساطة صرفت لهم أموال بدل معيشة وإيجار- هذه الأموال نفدت – كما يقول زوجها وهو رجل قارب الخمسين من عمره يعيل أسرتين فقد استأجر شقة لإحدى زوجتيه وأطفالها وقام ببناء غرفة من " الزينجو" لإيواء زوجته الأخرى وطفليهما.

" ما اعيشه يمثل قمة العنف، فالأقدار أشعر أنها ضدي، كثيرا ما أشعر أنني وحيدة في غزة رغم المساكن الكثيرة التي تحيط بي، لم أعتقد يوماً أنني سأواجه هذه الظروف" متحدثة عما آل إليه حالها وسط منزل محاط بألواح الزينجو وتراب يتعلق بكل حاجياتها وحاجيات طفليها، كانت ترفع حصيرة متهالكة غطت بها أرض الغرفة التي تنام فيها مع طفليها.

وقالت:" لماذا لم ينظر أحدا لحالي أنا وطفلاي ولماذا لا يبدأ إعادة الإعمار بالقطاع المدمر فهل نسينا العالم، ألسنا نساء ومن حقنا أن نعيش بكرامة"؟

ويمكن القول أن النساء في قطاع غزة هن المتضرر الأول جراء العنف الإسرائيلي الممارس ضد الشعب الفلسطيني فهن إما أمهات الشهداء والجرحى والأسرى وإما الشهيدات أو الجريحات والأسيرات وإما الفاقدات لمنازلهن بفعل آلة البطش الإسرائيلية، وليس أدل على ذلك من استشهاد 460 امرأة خلال عشر أعوام في قطاع غزة وفقاً لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان.