الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد نشر معاناتها على "معا"- سيادة الرئيس يوقع كتاب علاج اسيرة محررة

نشر بتاريخ: 25/11/2010 ( آخر تحديث: 25/11/2010 الساعة: 18:15 )
رام الله - خاص معا - بعد نشر معاناة اسيرة محررة على وكالة معا وحاجتها للعلاج وللمصاريف، اصدر الرئيس محمود عباس قرارا بعلاجها على الفور.

وكانت قصة الفتاة التي نشرتها معا هي:

" لا نريد اموالا، كل ما نحتاجه هو علاج ابنتنا وفق ما يقرره الاطباء"، هذا ما طلبته بحرقة والدة الاسيرة المحررة، رانية علي مصباح جبارين، (26) عاما، التي تقف حائرة وملهوفة على حياة ابنتها الاسيرة التي باتت تعيش حياة مهدد بالموت البطيء بسبب ما حل بها من امراض عديدة جراء تعرضها للضرب وتحطيم اسنانها واصابتها بكسر في فكها العلوي وكسر في الانف، لحظة اعتقالها على حاجز قلنديا العسكري بتهمة محاولة طعن جندي اسرائيلي بسكين، الامر الذي يجعل تلك الاسيرة التي تضاعفت خطورة وضعها الصحي بسبب ما تستهلكه من كميات كبيرة من الادوية التي منها "المضادات الحيوية " وحبوب تهدئة الالم.

استمرار تدهور الحالة الصحية للاسيرة جبارين، يجعل والدتها توشك على فقدان وعيها، سيما انها ترى ابنتها وكأنها تذوب رويدا رويدا حسب تعبيرات الام.

وتقول المواطنة فريال وهي ارملة، ووالدة الشهيد محمد جبارين الذي استشهد برصاص جنود الاحتلال عام 2007، في منطقة رام الله التحتا حينما داهم جنود الاحتلال الحي واطلقوا النار عليه رغم ان عمره كان لا يتجاوز 15 عاما... تقول صحيح ان ابنتي الاسيرة المحررة تعرضت للضرب وتحطيم اسنانها وفكها من قبل جنود الاحتلال، لكنني اشعر الان بانها اسيرة لدى مؤسسات السلطة الفلسطينية التي لا تحرك ساكنا لمساعدة ابنتي التي توشك على الموت بسبب الالم الذي اصبحت تعاني منه".

وقالت والدة رانية بطريقة عفوية وهي توشك على البكاء لـمراسل "معا" في رام الله :" خطية ابنتي في رقاب كل المسؤولين في السلطة والشعب باكمله".

تفاصيل قصة المعاناة التي تعيشها الاسيرة المحررة رانية، تتلخص باصابتها بالتهابات حادة في اللثة بسبب تكسر اسنانها وبقاء جذور اسنانها في فكها المكسور، الامر الذي ادى الى انتشار هذه الالتهابات الحادة الى الكبد والكلى واجزاء اخرى من جسدها واصابتها بالتهابات في المسالك البولية، ما دفعها للتوجه للاطباء في مؤسسات السلطة الوطنية الصحية من اجل العلاج، حيث تظهر التقارير الطبية الموثقة انها تعاني من تلك الامراض مثل صعوبة التنفس من الانف، بسبب الكسر في عظمة الانف الخارجية وانحراف الوتيرة الانفية، وفقدانها جميع الاسنان العلوية وبعض الاسنان السفلية، وبروز اكياس دهنيه في مناطق مختلفة من جسمها.

وعند زيارة الاسيرة المحررة في منزلها المتواضع في منطقة رام الله التحتا، ولقاء رانيه، فان مجرد مشاهدة وضعها الصحي بالعين المجردة كفيل لاستشعار المخاطر الصحية التي تهدد حياتها، الى حد انها لم تقوى على الحديث وتفضل قضاء اغلب وقتها نائمة.

وتقول والداتها التي اخذت على عاتقها تربية ابنتها رانية خاصة بعد زواج اثنين من اولادها الذين وصفت اوضاعهما بالصعبة من الناحية المادية" هل يمكن ان يتخيل انسان بان تكون فتاة في هذا العمر طريحة الفراش ولا تقوى على تناول الطعام طيلة اليوم؟!".

وتظهر مظاهر الاعياء الشديدة على جسد الاسيرة المحررة رانية، الى حد انها تختصر تناول بعض الوجبات على بعض انواع الكعك والشاي، لكنها في الوقت ذاته تجنح الى النوم الطويل بسبب تناولها مسكنات الالم بكميات كبيرة.

وتتابع "المشكلة عندما نتوجه للمؤسسات الرسمية طلبا لمساعدة ابنتي فانهم يقولون باننا لا نغطي مصاريف التجميل التي منها زراعة الاسنان دون الاخذ بالحسبان حقيقة ما تتعرض له من امراض مختلفة جراء تحطيم اسنانها والالتهابات التي تعاني منه".

في وزارة شؤون الاسرى والمحررين في رام الله يتابعون عن كثب قضية الاسيرة رانية جبارين، واتضح ذلك من خلال ارسال العديد من الكتب للجهات المختصة لمساعدة الاسيرة التي يتفقون مع انها تواجه حالة انهيار على المستوى الصحي، لكن الاشكالية بان هذه المطالب قوبلت بالرفض بسبب ان وزارة الصحة لا توفر علاج للاسنان حسب ما اكده مدير ديوان وزير شؤون الاسرى والمحررين، سعد نمر.

واشار نمر الى ان الوزارة تتابع قضية الاسيرة جبارين وانها عاودت ارسال كتاب رسمي جديد لوزير الصحة تطالب به توفير المساعدة للعلاج لهذه الاسيرة، موضحا ان الوزارة تنتظر وصول الرد لهذا الكتاب الذي ارسل يوم الاثنين الماضي.

ورغم محاولاتنا ومحاولة نمر الاتصال مع مكتب وزير الصحة لاستيضاح الامر، الا ان رقم المكتب لا يرد عليه احد حتى من الموظفين.

واشار نمر الى ان المشكلة تكمن بالاساس في ان القانون والتأمين الصحي لا يغطي علاج الاسنان وهذا على ما اعتقد ان وزارة الصحة تستند اليه في رفضها تقديم مثل هذه الخدمات الصحية للاسرى وغيرهم.

واوضح ان قضية الاسيرة رانية جبارين بحاجة لقرار استثنائي لتوفير العلاج اللازم لها لان ما تعرضت له اسنانها من تحطيم وتكسير اثر مع مرور المدة على انحاء جسدها، ما يجعل قضيتها الصحية خارجة عن اطار حصولها على علاج اسنانها.

وقال " هذا ما نحاول ان نوضحه ونسعى من خلال وزارة الصحة للحصول على قرار استثنائي للاسيرة رانية"، موضحا ان وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع يتابع هذه القضية شخصيا.

وحسب ما اكده نمر فان وزراة شؤون الاسرى والمحررين تمنح الاسير المحرر تأمينا صحيا مجانيا لمن امضى فترة اعتقال فوق 5 سنوات، في حين تمنح ممن امضى اقل من هذه المدة تأمينا صحيا مجانيا لمدة عام يجري تجديده اذا ما اقتضت الحاجة لذلك.

وقال " وزارة شؤون الاسرى تتابع الاوضاع الصحية للاسرى داخل سجون الاحتلال وعندما يتم الافراج عن الاسير فان متابعة احتياجاته الصحية لا تكون من اختصاص وزارة شؤون الاسرى بسبب انها ليست دائرة صحية.

وفي الوقت الذي تتأخر فيها اجراءات حصول الاسيرة المحررة رانية جبارين، على العلاج اللازم، فان الالتهابات في جسدها قد تكون انشط بكثير من تلك الاجراءات لتواصل انتشارها في انحاء مختلفة من جسدها.