الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأم وابنتيها والمنزل قضوا.. والأب ما زال على قيد الحياة يروي الحكاية

نشر بتاريخ: 29/07/2006 ( آخر تحديث: 29/07/2006 الساعة: 13:52 )
غزة- معا- هكذا سيشيخ الرجل شاباً، فقصته بدأت بالزوجة وانتهت بطفلتيه والثالثة على فراش الموت تعاند شظية أطلقها الاحتلال الإسرائيلي لتستقر في رأسها، ومنزله بقيت بعض أسواره شاهدة على مستنقع دم قضى فيها قاطنوه ويبقى الدم رسالة الرجل ليروي الحكاية لمن جاء ومن ذهب ومن بقي حياً.

ابنته الشهيدة ماريا عوكل (5 سنوات) فقط قالت ناطقة قبل الاستشهاد قتلونا اليهود والثانية شهد عوكل لم تسعفها أيامها القليلة بالحياة لتشي عن قاتلها فثمان شهور لم تكن كفيلة لها لتعرف من الجاني ومن الضحية وهل ستكون ضحية أخرى بعد الأطفال.

أما الأم فقبل الممات وبين يدي الزوج قالت:" أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" وفارقت الحياة وأسلمت الروح، ثلاثة في غضة عين واحدة والأب بالقرب منهم لم يصدق ما حدث وما زالت عيناه بعد مرور ثلاثة أيام ناطقة بالفاجعة.

سمية (15 عاماً) بقيت على قيد الحياة ولكن دون أن تشعر بها, وفي حالة موت سريري بالعناية المركزة في مستشفى الشفاء بغزة، لم تظن يوماً أنها ستعيش ما تراه على شاشة التلفاز كل يوم، وكلما رأت طفلاً شهيداً قالت لوالدها:" من لهؤلاء" ؟.

سمير عوكل جنيد " الوالد" تنقل بين المعزين وجلس بينهم لا يرى أحداً منهم فعيناه حمراوان ويكاد لا يرى بهما من كثرة ما سكب من الدموع فهو منذ يومين فقط استقبل قذيفة في منزله غدرت به وقتلت زوجته وطفلتيه والثالثة البكر سمية تعيش بين الحياة والموت، أما المنزل فحسب وصفه لـ "معا" لم يعد له معنى بعد أن فقط أسواره وزجاجه وقاطنيه.

الوالد لـ 6 من البنات وولد واحد, فقد اثنتين من بناته والأم, اما البنت الثالثة في حالة خطرة، وبقي على أمل أن يعوض من بقي من أطفاله محمد (10 سنوات)، هبة (11 سنة)، نهال ( 9 سنوات)، وأماني ( 4 سنوات) بعضاً مما كانت أمهم أسماء تكنه لهم من الحب.

17 عاماً من الزواج أنهاها الموت بفعل الاحتلال وفرق بين الزوجين والأبناء في قصة مكررة بشكل شبه يومي وفي جريمة لم تعد جديدة, فقذيفة على بعد 800 متر أصابت المنزل وقتلت من يأمن فيه من خطر الموت والقذائف، وبالرغم من ذلك يقول الأب:" إن كان الاحتلال يظن ان ضرب المدنيين يفيده, فنحن نقول: لا بل ذلك سيزيد المقاومة الفلسطينية قوة وإصراراً على المضي في طريقها".