السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الرحيم: لا مفاوضات بدون وقف الاستيطان في كل الأراضي بما فيها القدس

نشر بتاريخ: 26/11/2010 ( آخر تحديث: 27/11/2010 الساعة: 09:25 )
بكين -معا- استقبل رئيس المجلس السياسي الاستشاري وعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني جيا تشين لين، اليوم الجمعة، في قاعة الشعب الكبرى في بكين أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم الذي يزور الصين بدعوة رسمية من حكومتها. وتناولت المحادثات العلاقات التاريخية المميزة بين البلدين وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

ونقل أمين عام الرئاسة تحيات الرئيس محمود عباس، للرئيس الصيني خو جين تاو، ولمضيفه الصيني، كما استعرض معه تطورات عملية السلام منذ مؤتمر مدريد وحتى توقف المفاوضات مؤخرا بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار في سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار عبد الرحيم إلى أن خيار السلام والمفاوضات هو خيار استراتيجي تتبعه القيادة الفلسطينية، وأن الجانب الفلسطيني لن يعود إلى المفاوضات ما دامت الحكومة الإسرائيلية مستمرة في سياسة البناء الاستيطاني في القدس الشرقية وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأثنى أمين عام الرئاسة على دور الصين السياسي المتنامي في الساحة الدولية، وما لذلك من أثر ايجابي في حماية السلم العالمي وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة، وعلى المكانة الاقتصادية المتنامية للصين، وعلى دور الصين في معالجة الأزمات الاقتصادية العالمية والتخفيف من أضرارها.

كما أكد على الموقف الفلسطيني المبدئي الثابت تجاه وحدة التراب الصيني ومعارضة أية محاولات تهدف إلى إضعاف النسيج القومي والاجتماعي الصيني أو زعزعة أمن واستقرار البلاد أيا كان مصدرها داخليا كان أم بتحريض خارجي.

من جانبه نوه جيا بالعلاقات الصينية الفلسطينية التي تعود إلى أكثر من نصف قرن، وقال 'إنها علاقات ثابتة تتطور على أساس الاحترام والتعاون المشترك، وأن الصين دعمت وستستمر في دعمها للشعب الفلسطيني في كافة المجالات'.

وأضاف أن الصين تهتم بتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، وتتابع عن كثب تطورات المسيرة السلمية وتطورات القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وأن الصين تدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إتباع الطرق السلمية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام وذلك من أجل تحقيق سلام يقوم على مبدأ حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان بسلام، وهذا ما سيخدم مصلحة الطرفين على حد سواء.

وأعرب المسؤول الصيني عن رفض بلاده لسياسة الاستيطان التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية والتي أدت إلى توقف المفاوضات، وأكد دعم بلاده لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الرابع من حزيران، وقال 'إن على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لتحقيق هذا الهدف السامي'.

وفي نهاية اللقاء حمل تشين لينغ، الطيب عبد الرحيم، تحيات الرئيس الصيني خو جين تاو وتحياته الشخصية للرئيس محمود عباس، معربا عن احترام القيادة الصينية وتقديرها لسياسة السيد الرئيس الحكيمة.

وكان الطيب عبد الرحيم قد اجتمع في مبنى وزارة الخارجية الصينية مساء أمس بنائب وزير الخارجية الصينية جاي جون، وأطلعه على الجمود والتعثر الذي تواجهه مسيرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي على ضوء اصطدام المساعي الأميركية لاستئناف المفاوضات بالتعنت الإسرائيلي الذي يصر على مواصلة الاستيطان.

وأكد عبد الرحيم على الموقف الصادق للقيادة الفلسطينية في إحلال السلام العادل على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 بما فيها القدس وضرورة تجميد كل أعمال الاستيطان في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وذلك كشرط أساسي يبين مدى صدق نوايا الحكومة الإسرائيلية والتزامها بعملية السلام وإنهاء الاحتلال ويضمن عودة الجانب الفلسطيني للمفاوضات.

كما استعرض أمين العام الرئاسة أمام مضيفة الصيني مساعي الرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام الفلسطيني وعزمه على تحقيق الوحدة الوطنية وآخر ما تم انجازه في هذا المجال.

من جانبه وبعد أن أبدى ترحيبه الحار بزيارة أمين عام الرئاسة للصين، استعرض السيد جاي جون مسيرة العلاقات الفلسطينية الصينية منذ ستينيات القرن الماضي ومواقف الصين الثابتة إلى جانب الحق الفلسطيني، وأكد أن قضية الشعب الفلسطيني العادلة ورغم كل ما يجري من أحداث في الشرق الأوسط ستبقى تشكل لب الصراع في المنطقة.

وأكد نائب وزير الخارجية الصيني على موقف الصين ووقوفها الكامل خلف إستراتيجية التفاوض التي يديرها الرئيس عباس، وقال 'إن الصين تؤمن بأن هناك فرصة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب عدم إضاعتها'.

وكرر المسؤول الصيني موقف بلاده بضرورة حل مشكلة الشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وأكد على أن الصين ستدعم أي قرار وطني تتخذه القيادة الفلسطينية وستستمر في تقديم الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني في كافة المجالات.

وحضر اللقاء رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الصينية ومساعده، وعن الجانب الفلسطيني سفير فلسطين لدى الصين أحمد رمضان والوزير المفوض احمد كايد.