الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحالة السياسية بالمنطقة- عواصف ساخنة بعد الهدوء وموت عملية السلام

نشر بتاريخ: 26/11/2010 ( آخر تحديث: 27/11/2010 الساعة: 10:04 )
غزة- تقرير معا- تشهد المنطقة بشكل عام والحالة الفلسطينية بشكل خاص حالة من الهدوء المخادع والموت السريري غير المسبوق، سواء على الصعيد الفلسطيني وملف المصالحة الداخلية أو مسار المفاوضات "المتعثر".

هذا الهدوء والركود لربما الذي يسبق العاصفة أو التيه السياسي كما وصفه محللون سياسيون لا يؤدي في المنظور القريب إلى إمكانية الخروج من المأزق الذي تعيشه المفاوضات بين السلطة الوطنية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي, ولا أيضا إمكانية إنهاء حالة الانقسام المدمر في الساحة الفلسطينية في ظل التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس.

مكتب "معا" في غزة استطلع آراء سياسيين عن هذا الهدوء غير المسبوق والموت السريري للحالة السياسية في المنطقة والتي خرجت بهذا الموقف.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض قال:" ان الأوضاع تشهد جمودا سياسيا يتمثل ذلك على الصعيد الداخلي الفلسطيني وتوقف ملف المصالحة الوطنية والعودة مجددا إلى حالة التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين حركتي فتح وحماس، إضافة إلى استمرار موجة الاعتقالات السياسية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما يؤكد وسبق واشرنا له ان كلا الحركتين تتهربان من المصالحة الحقيقية التي ينتظرها الشعب الفلسطيني".

وأضاف العوض ان خروج قطار الحوار الفلسطيني عن إطاره الشامل وتحوله إلى حوار ثنائي بين فتح وحماس الأمر الذي مكن كل منهما باستخدام حق الفيتو على هذا المسار.

على صعيد المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي أوضح ان هذا الملف دخل في حالة موت سريري بعد رفض الاحتلال وقف الاستيطان وتحديد مرجعية ملزمة لعملية السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية في ظل تواصل حكومة نتنياهو - ليبرمان القيام بحملات متواصلة للاستيطان وشن العديد من القرارات والقوانين التصعيدية التي تعكس تنامي النهج المتطرف لدى هذه الحكومة .

وأشار العوض الى ان هذه الخطوات التصعيدية الإسرائيلية تواجه بحالة تنامي عزلة إسرائيل على المستوي الدولي، الأمر الذي يقودنا لان نخشى من تصعيد إسرائيلي عسكري بفك العزلة التي تتنامى على حكومة نتنياهو .

وتابع :"هذا التصعيد يقود قادة الاحتلال بنسج خيوطه بشكل متواصل من خلال كيل الاتهامات والحديث المبالغ به عن زيادة التسلح في غزة من خلال خلقها مبررات لتقوم إسرائيل بسلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة قد تصل مطلع العام القادم إذا ما بقيت حالة الجمود على حالها قد تصل لعملية واسعة ضد قطاع غزة بغرض فك العزلة عن السياسة الإسرائيلية على الصعيد الدولي، وإرباك القيادة الفلسطينية وإظهارها أمام شعبها بمظهر العاجز عن تحقيق أي تقدم في مسار عملية السلام، وأيضا إظهارها على عدم قدرتها في الدفاع عن شعبها أمام العدوان خاصة إذا ما استمرت حالة الانقسام".

ولكن أمام الضغوطات على تمارسها الإدارة الأمريكية على القيادة الفلسطينية بهدف فرض أجندة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية قال العوض :"ان هذا يتطلب من كافة القوى الفلسطينية وخاصة حركتي فتح وحماس الإسراع بإنهاء المناكفات الثنائية وإعطاء إنهاء الانقسام حقه واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر.

دبلوماسيا، طالب العوض بإعطاء الحركة السياسية الدبلوماسية زخما من خلال دعوة لجنة المتابعة العربية لاجتماع خاص لتقيم المستجدات والدفع باتجاه تبني لجنة المتابعة العربية مجتمعة للموقف الفلسطيني الرافض للضغوطات والمتمسك بوقف الاستيطان للانطلاق نحو دبلوماسية عربية وفلسطينية مشتركة على المستوي الدولي لحشد التأييد والتضامن مع الشعب الفلسطيني وتأييد خطواته المنوي اتخاذها بإعادة القضية الفلسطينية لمجلس الأمن والأمم المتحدة .

وأشار إلى ان الأمم المتحدة تستعد لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 من نوفمبر الجاري وهذا يمكن ان يوفر للدبلوماسية الفلسطينية مساحة واسعة لحشد التضامن والتأييد العالمي.

من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش ان الهدوء يسود المنطقة والحالة الفلسطينية يسبق العاصفة أو نشهد حالة من التيه السياسي لأنه لا يوجد في القريب أي إمكانية الخروج من المأزق، وان المأزق الذي نعيشه في ملف المفاوضات والعملية السياسية .

وقال:" ان المفاوض في مأزق والعودة إلى المفاوضات بالشروط الأمريكية الإسرائيلية تعتبر مأزق كبير، كما ان التوقف عن المفاوضات مأزق اكبر لان إسرائيل لن توقف الاستيطان وستستمر في تهويد القدس".

وأضاف أبراش :"لكن في ظل الانقسام نخشى وقف المفاوضات الذي سيؤدي إلى مزيد من الخسائر".

وكان الدكتور يوسف رزقه المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية كشف إرسال الحكومة المقالة عدة رسائل مكتوبة دولية وإقليمية لمنع اي تصعيد إسرائيلي على غزة بحجة وجود تنظيم القاعدة .

وقال رزقه في حديث لمراسل معا في غزة امس ان الحكومة المقالة ارسلت عدة رسائل مكتوبة للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير المخابرات المصرية عمر سلمان وضحت خلالها عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل في الاونه الأخيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني".

وتضمنت الرسائل وفقا لرزقة تفنيد الحكومة للحملة الإعلامية التي تشنها إسرائيل ضد القطاع سواء في الإعلام الإسرائيلي الداخلي أو على المستوي الدولي التي تدعي بوجود لتنظيم القاعدة في غزة.