بيت لحم - نعجة لقحت إصطناعيا فوضعت ستة خراف
نشر بتاريخ: 27/11/2010 ( آخر تحديث: 27/11/2010 الساعة: 22:22 )
بيت لحم -معا- مظاهر الفرحة والبهجة كانت ظاهرة وجلية على وجه المزارع سامي عبد الرحيم شحادة محاربة، مربي الماشية من قرية زعترة شرقي محافظة بيت لحم. حيث وضعت إحدى نعاجه والتي تم تلقيحها اصطناعيا ستة خراف بصحة جيدة.
في زيارة ميدانية قام بها عوض أبو صوي من قسم الإعلام بمديرية زراعة بيت لحم لمزرعة المزارع محاربة، التقى خلالها الدكتور وليد العناتي، والمهندس الزراعي عاطف بني عودة من أعضاء ومؤسسي جمعية المركز الفلسطيني لتطوير الثروة الحيوانية.
وأوضح الدكتور العناتي أن التلقيح الاصطناعي هو طريقة مستخدمة لتلقيح الأغنام بهدف تحسين السلالات الإنتاجية، وللحصول على مواليد سليمة بمواصفات صحية وإنتاجية عالية المستوى، وللتسهيل على مربي الثروة الحيوانية إدارة مزارعهم من خلال تحديد وتنظيم مواعيد الحمل والولادة والفطام للماشية.
وأكد العناتي أن للتلقيح الاصطناعي فوائد اقتصادية كبيرة تعود على المزارع بشكل خاص وبالتالي على الاقتصاد الوطني للدولة بشكل عام. وقال: يتم اختيار الكباش من سلالات عالية الإنتاجية، إما بواسطة لجنة ذات اختصاص أو عن طرق اعتماد بعض المواصفات الإنتاجية والصحية الجيدة.
وأضاف : تلقائيا تكون نسبة الحليب عند الأمهات عالية، ونسبة الوفيات أثناء الولادات قليلة بسبب تجنب الولادة الفجائية، حيث يعتمد المزارع في إدارة مزرعته على برنامج واضح ودقيق، يساعده أيضا على تجنب الوفيات للخراف بعد الولادة نتيجة لتزاحم القطيع.
وتحدث العناتي عن تقنيات التلقييح الاصطناعي والتي تبدأ بعد اختيار "الخراف" وفحصها والتأكد من سلامتها، حيث تكون المراكز جاهزة ومعدة علميا لهذه الغاية، مشيرا انه يوجد مركز في يطا جنوب الخليل وأخر في بيت لحم وثالث في طوباس شمال الوطن، ويكون كل مركز مجهز بمختبر ومزرعة وطاقم إداري.
وأوضح العناتي انه بعد الحصول على الحيوانات المنوية من "الكباش" الخراف يتم وضعها في المختبر، وتجرى عليها الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوها من الأمراض والحصول على انشط الحيوانات المنوية، ومن ثم تجرى التعديلات اللازمة على السائل المنوي بحيث يبقى جاهزا للتلقيح، ويتم تبريده ومن ثم تنتشر طواقم الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين لمواقع وجود الأغنام المراد تلقيحها والتي تكون مجهزة مسبقا لاستقبال التلقيح، ويتم متابعة القطيع الملقح من نواحي التغذية والصحة العامة منذ اللحظات الأولى للتلقيح وحتى فترة الفطام بعد الولادة وتقدر الفترة بسبعة شهور.
ويشار إلى أن تقنية التلقيح الاصطناعي تتطلب جهدا كبيرا ومميزا من قبل طاقم الأطباء والمهندسين مما يضطرهم للعمل أيام الإجازات والعطل الرسمية من أجل الوصول للأهداف المنشودة.
وتحدث المهندس بني عودة عن نشأت ونشاطات جمعية المركز الفلسطيني لتطوير الثروة الحيوانية قائلا: نشأت جمعية المركز الفلسطيني لتطوير الثروة الحيوانية في فلسطين بعد حصولها على التراخيص اللازمة من وزارة الصحة والزراعة في العام 2004، بدعم من الاتحاد الأوروبي والتعاون الايطالي. وبدأت نشاطاتها في العام 2006، معتمدة هدفا استراتجيا مركزا حول مكونات التلقيح الاصطناعي كفكرة جدية لتطوير الثروة الحيوانية في فلسطين، وتحسين السلالات، وتنمية وتطوير قطعان الأغنام.
وأشار بني عودة إلى أن نسبة النجاح في مجال التلقيح الاصطناعي تتزايد بشكل ملحوظ نتيجة لازدياد اهتمام المزارعين مربي الثروة الحيوانية بها، مما أدى إلى ازدياد نسبة وجود اللحوم الحمراء، وازدياد نسبة الحليب لبعض قطعان الماشية، معللا ذلك بسبب مجانية خدمة التلقيح الاصطناعي من قبل الجمعية كونه مدعوما من الاتحاد الأوروبي والتعاون الايطالي، وبسبب التسهيلات اللوجستية التي تقوم وزارة الزراعة بتزويدهم بها خاصة فما يتعلق بوجود قطعان الماشية ومزارع تربية الأغنام. مشيدا بأهمية التنسيق الكامل مع وزارة الزراعة ودوائر البيطرة في مختلف المناطق. ويأمل بني عودة أن تولي الوزارة اهتماما اكبر لهذا البرنامج لتوصيله لجميع تواجد مزارع الثروة الحيوانية وبشكل أفضل، موضحا انه ؛
في العام 2007 استخدمت 3000 تلقيحة اصطناعية وكانت نسبة النجاح 60% .
في العام 2008 استخدمت 4000 تلقيحة اصطناعية وكانت نسبة النجاح 63% .
في العام 2009 استخدمت 5500 تلقيحة اصطناعية وكانت نسبة النجاح متفاوتة ما بين المحافظات الشمالية والجنوبية، فكانت نسبة النجاح في محافظة الخليل 63% ، وفي بيت لحم 60% ، وفي محافظات الشمال 73% .
في العام 2010 استخدمت 11200 تلقيحة اصطناعية وكانت نسبة النجاح في محافظة الخليل 67% ، وفي بيت لحم 59% ، وشمال الوطن 72%.
وذكر بني عودة أن التفاوت في نسبة النجاح يعود للعديد من السباب أهمها: المناخ في الشمال بشكل عام ابرد من الجنوب ، الاهتمام بالمحافظات الشمالية أكثر منه في الجنوب، إضافة إلى وجود مراعي أفضل نوعيا في الشمال مقارنة مع الجنوب.
من ناحيته أثنى المزارع محاربة على جهود مديرية زراعة بيت لحم في الاستمرار بتقديم الإرشادات العلمية الضرورية من قبل مهندسي الثروة الحيوانية، وعلى الجهد والوقت الكبيرين من قبل جمعية المركز الفلسطيني لتطوير الثروة الحيوانية وخاصة الدكتور العناتي والمهندس بني عودة، لما قدموه له من خدمة لتلقيح قطيعه، وان من الله عليه بميلاد ستة خراف من نعجة واحدة، رغم الجهد الكبير والسهر على سلامة أطفال نعجته، أملا أن تستمر الجمعية بتقديم هذه الخدمة له ولغيره من مربي الثروة الحيوانية.