قصة نجاح من غزة: إعادة الحياة لفروة الرأس
نشر بتاريخ: 28/11/2010 ( آخر تحديث: 28/11/2010 الساعة: 17:58 )
غزة-معا- في شهره الثالث لميلاده قبل سبعة أعوام من هذا اليوم، كانت حادثة مأساوية قد وقعت له وظن ذووه أن ابنهم " فراس" لن يستعيد بعدها جلدة رأسه" الفروة" التي ذابت بفعل مياه ساخنة انسكبت على رأسه يومها.
قال لهم أحد الأطباء أن الطفل حينها فراس ماهر فتوح من حي النصر شمال مدينة غزة يحتاج إلى عملية زراعة جلدة للرأس، في ذاك الحين كان صغيرا وبقيت رأسه ملتفة بالشاش الأبيض حيث كانت عظام الجمجمة ظاهرة، بعد عدة أشهر أجريت له عملية زراعة جلد أخذ من فخده وتم تغطية رأسه، ووعد بإجراء عملية لمد الأنسجة الموجودة من مقدمة الرأس إلى المنطقة المتآكلة التي كانت فوق المخ بشكل كامل.
تم تسجيل اسم الطفل في المستشفى في الثالثة من عمره حيث قيل للعائلة ان الطفل صغير وجلدة رأسه الأمامية لا تحتمل مدها، فتم تأجيل العملية حتى يتجاوز السادسة من عمره.
راجعت والدة الطفل ايمان فتوح المستشفى على مدار السنوات الست إلى حين بلغ السابعة من عمره قالوا أنهم بحاجة للسفر لإجراء عملية تجميل لرأس الطفل تضمن نمو الشعر، فقيل لهم أنه يمكن إجراء العملية بغزة حيث يتواجد أطباء أكفاء
فور عودته لقطاع غزة توجهت عائلة الطفل فتوح إلى الطبيب سكر الذي بدأ بإجراءات العملية التجميلية للطفل فتوح.
وحسب الطبيب سكر فإن الطفل ماهر فتوح كان يحتاج إلى عملية زراعة شعر وعملية بلون فتم زراعة شعر له من الخلف ومن فوق من خلال استخدام جهاز " مد أنسجة" ونجحت العملية بنسبة 100% مشيراً إلى أنه تم إجراء هذه العملية من قبل في قطاع غزة ولكن الإصابة كانت أقل ضرراً من الطفل فتوح الذي تآكلت فروة رأسه بالكامل.
استغرقت عملية زراعة الجهاز أسفل فروة رأسه ساعة ثم استغرقت عملية إزالة الجهاز ساعتين وتم مد الأنسجة التي ترهلت من فوق وتم تغطية الجزء المصاب 70% وبقي 30% جزءاً مصاباً يحتاج إلى عملية ممائلة وسيتم إجرائها بعد ستة شهور.
يؤكد الطبيب سكر أن العملية كانت سهلة ويمكن إجراؤها في قطاع غزة بسهولة مع ضمان توفر الجهاز الذي تبرعت به جهات خارجية، مشيرا أن تكلفة العملية تصل إلى 300-400 دولار وتغطى لمن يملك تأميناً صحياً من وزارة الصحة بالكامل.
والدة الطفل فتوح التي توجهت لوكالة معا بدت سعيدة للغاية بأن طفلها ماهر يعيش حياة جديدة مع الشعر الطبيعي في رأسه ومؤكدة أن مجتهد في دراسته وحريص على صحته فهو لا يمكث كثيراً بالشمس لأنه يشعر أحياناً ببعض الدوار.