الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفنان والأخصائي النفسي سميح أبو زاكية يدعو للاهتمام بتثقيف المراهق

نشر بتاريخ: 30/11/2010 ( آخر تحديث: 30/11/2010 الساعة: 11:07 )
الخليل- معا- دعا التربوي والأخصائي النفسي الفنان الأستاذ سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني، وهو مركز ثقافي الى الاهتمام بثقافة الطفل الفلسطيني "المراهق" بشكل عام كوسيلة لمعالجة الصدمات النفسية.

واكد بأنه من الواجب علينا تقوية المشاعر الايجابية لدى المراهقين من خلال برامج خاصة لها علاقة بالفنون شريطة أن تكون تربوية وذلك لتفريغ طاقات المراهقين بطريقة ايجابية تعمل على تعديل سلوكه وتوجيههم إلى السلوك الايجابي وتجنيبهم الانحراف.

"مواجهة النزاع والصراع"

قال الأستاذ سميح ابوزاكية بان حالات القلق التي تنتاب المراهق هي شيء طبيعي ولكن السؤال كيف يمكن أن نعمل على تقوية حياته هو ما يحتاجه المراهق في الفترة العصيبة التي يعيشها خلال فترة المراهقة، علينا أن ندرك طبيعة قلقه وتوتره في ظل حالة النزاع والصراع التي نعيشها وعليكم أن تتخيلوا حجم التأثيرات الأخرى عليه من حيث المشاكل التي توجهنا في ظل الاحتلال والمشاكل التي لها علاقة بالإعلام السلبي وتأثيراته السلبية وكذلك المشاكل التي تتعلق بالفقر ومشاكل المجتمع وانهيار قيمه الأخلاقية وعدم تفهم الأهل لطبيعة المرحلة التي يعيشها المراهق.

واضاف ابوزاكية بان هذه المشاكل مجتمعه تؤثر على حالة الفرد العادي فتخيلوا حجم المشكلة إذا كانت تواجه المراهق والمراهقة في سن مبكرة ولذلك فان مشاعر الحقد والكراهية والسخط هي المشاعر التي يعيشونها وتقودهم هذه المشاعر إلى حياة سلبية مملوءة بالمشاكل والانحراف والانحدار إلى الهاوية بكل ما تملكه هذه الكلمة من معنى بعكس المشاعر الايجابية التي تولد لديهم أحاسيس مختلفة وربما بشكل عام فان البيئة تؤثر على توجيه هذه المشاعر المختلفة.

"دور الأسرة "

وحول دور الأسرة في دعم المراهقين اوضح ابو زاكية بان واجب الأم والأب العمل على تدعيم المشاعر الايجابية للأطفال والمراهقين وعادة التربية التقليدية لا تشجع الأشياء الايجابية بل تعمل على محاولة تعديل السلوك السلبي وحقيقة يجب أن يكون الأمر مختلفا في مثل الحالات التي يتعرض فيها المراهقين إلى الاعتقال والضرب والعنف، علينا أن نعمل بشكل مختلف كآباء وأمهات ومربين علينا العمل على خلق بيئة تساعد المراهقين على تحمل المشاكل التي يواجهونها وبنفس الوقت نعمل على تدعيم الأمل لديهم في الحياة الحلوة والسعيدة ويجب علينا دائما أن نعطيهم الأمل لان الإحساس بفقدان الأمل هو مصيبة للمراهق وإحدى الطرق إلى العنف والى الاتجاهات السلبية وأيضا علينا أن نعمل على نقلهم من الحافة التي تؤدي بهم إلى السقوط وربما بالعمل الايجابي والمشاركة والتشجيع وخلق الفرص التي تعمل على دعم الأمل لديهم وبذلك بدلا من سقوط المراهق في مستنقع الانحراف الطيران باتجاه تحقيق الأمل في مستقبل أفضل.

"لماذا يتركون المدارس"

وحول الأسباب التي تدفع المراهقين لترك المدرسة قال الأخصائي التربوي سميح ابوزاكية بان هناك عدة أسباب وتأثيرات مختلفة ولكن في المجمل الاعتقاد السائد في فلسطين لترك المدرسة يعود لثلاثة أسباب، هو ترك المدرسة للعمل وترك المدرسة نتيجة الفقر وترك المدرسة لقناعات لدى الأسرة لعدم جدوى التعليم وأسباب أخرى منها الثقافة السائدة في بعض المناطق.

واشار ابوزاكية بان العوامل الثلاثة مجتمعة هي نتيجة للاحتلال الذي يريد خلق جيل جديد من الشعب الفلسطيني يفتقرون للوعي وللمهارات الحياتية الأساسية الضرورية لتنشئة الأطفال وحسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء فان المجتمع الفلسطيني هو مجتمع شاب حيث يبلغ ما مجموعه 53% من عدد السكان هم أطفال دون سن 18 سنة.

"المشاركة والحوار"

ويضيف أبو زاكية بان الأسباب التي تدفع المراهقين لترك المدرسة هي نفسها الأسباب التي تدفعنا نحن التربويين لمنع هؤلاء المراهقين من ترك المدرسة وهي أسباب تجعلنا نعمل بقوة لهم لممارسة حقهم في التعليم والذهاب إلى المدرسة وعلينا واجب إشراك هؤلاء المراهقين بنشاطات تؤدي إلى الاستماع إلى تجارب الأطفال الناجحة وتعمل على توفير فرص الاختبار والمشاركة والتواصل والحوار بينهم.

"التغيير في العقول"

واضاف من الواجب علينا أن نتيح للأطفال فرصة حقيقية للتعبير عن أنفسهم والتعبير عن مخاوفهم والاستماع لهم، يجب علينا أن نترك لهم فرصة للتعرف عن ما يمكن أن تقدمه لهم المدرسة من فرص لتحدث تغييرا في عقولهم وسلوكهم ولذلك علينا أن نعمل بقوة من اجل إحداث تغيير في المدرسة لتقبلهم وإشراكهم في فعاليات تربوية ونشاطات فنية تعمل على تقوية نفوسهم وتقوية حب المدرسة فيهم.

"حاجة الأطفال للعمل"

وحول عمل المراهقين في بعض المهن اكد ابو زاكية: بان المراهقين ليسوا بحاجة إلى العمل في هذا السن العمل الحقيقي لهم هو التعليم وتقوية مهاراتهم وسلوكهم داخل المدرسة وكلما عملت المدرسة والعائلة على تشجيع المراهق على الالتحاق بالمدرسة والتعليم كلما زادت فرصة إيجاد العمل والوظيفة في المستقبل، على الأسرة والمدرسة القيام بعمل مشترك لأجل أبنائهم وأطفالهم وعدم الوقوف موقف المتفرج.

"المشاركة في مجموعات"

وحول طبيعة المشاركة لدى الأطفال مع أقرانهم المراهقين يضيف ابوزاكية الأخصائي النفسي: من المهم جدا أن نشرك الأطفال في مجموعات ومن المهم أن نتيح لهم التعبير عن مخاوفهم، آمالهم، مشاعرهم، والاستماع لهم، وفي المجموعة عادة يكون هناك مشاركة، تواصل، حوار، وكسر للحواجز، وشجاعة للحديث والتعبير على المدرسة تشجيع الأطفال على ممارسة نشاطاتهم وهواياتهم ضمن مجموعات وعادة ما يكون العمل الجماعي له دور فعال في تفريغ طاقتهم السلبية وشحن طاقتهم الايجابية للإبداع والتفوق.


"دور الفنون في مجابهة المشكلات"

وحول دور الفنون وقوتها في حماية المراهقين من الانحراف قال الفنان ابوزاكية: "في كل الأحوال التي نشعر أن الأطفال يتعرضون فيها للعنف والإيذاء والاعتقال والصدمات فان الفنون والأنشطة المرتبطة فيها تعمل وتساعد المراهقين والأطفال على التفريغ والتنفيس من الضغوطات التي يتعرضون لها من خلال التعبير والتعلم والمشاركة والحوار المراهقين بحاجة للتحدث عن مشاعرهم السلبية والايجابية ومشاركة الآخرين بحاجة إلى تعلم مهارات مختلفة، الفنون لغة قوية تعمل على تهذيب المشاعر وتقوي الأشخاص في مواجهة المشاكل وتبعد المشاعر السلبية عن حياة المراهق. وحقيقة فان الفنون من الوسائل المهمة ولكنها ليست الوحيدة التي تعمل على إبعاد المراهقين عن الانحراف والانجراف إلى رفقاء السوء والمخدرات وأوكار الانحراف فمن خلال الأنشطة الفنية نحن نستمع لهؤلاء المراهقين ونتعرف على مشاكلهم الخاصة ونوجه سلوكهم باتجاه ايجابي وعند نتركهم دون توجيه ودون رقابة ودون عناية وعندما نترك للأشرار فرصة لأخذ دور الأب والأم والمعلم والصديق عندها تتحول حياتهم إلى حياة صعبة تؤدي بهم إلى استخدام طاقاتهم السلبية والانحراف وعلينا نحن أن نتمتع بالشجاعة كآباء ومعلمين وأمهات ونعمل معا على مواجهة الحقائق التي يعيشها المراهقين والتعرف على مشاكلهم حتى نتمكن من دعم طاقتهم الايجابية لتتحول إلى سلوك ايجابي".

وختاما اكد الأخصائي النفسي سميح ابو زاكية بان من واجب الأسرة والمدرسة العمل معا لتحصين المراهقين من الغزو الثقافي الذي يأتي إلينا عبر الأعلام والمحطات الفضائية والانترنت وأجهزة الهاتف المحمولة، علينا أن نعرف بان قوة هذه المؤثرات تعمل بقوة اكبر من قوتنا ولذلك علينا نحن في المدرسة والأسرة والمجتمع بشكل عام أن نكون العامل المؤثر في حياة المراهقين وان يسهم هذا الدور لنا جميعا بإنقاذ المراهقين الأطفال من براثن العدو الحقيقي إلا وهو الجهل باحتياجاتهم وعدم إتاحة الفرص لهم لإظهار طاقاتهم الايجابية.