الجماهير العربية تحتفل صاخبة بهزيمة الريال *بقلم طارق الجعبري
نشر بتاريخ: 30/11/2010 ( آخر تحديث: 30/11/2010 الساعة: 12:33 )
موجة عارمة وحفلات في الشوارع ضاخبة، أحيتها الجماهير العربية من المقاهي الى الشوارع فرحا بنشوة النصر للفريق الكتالوني على غريمه الريال الملكي ،ومع أننا لا نريد القسوة على مريدي النادي الملكي الذين صدموا بالواقع المرير، وتنحوا جانبا وأفسحوا الشوارع والمقاهي لمشجعي برشلونة الفريق المنتصر والكاسح لفريقهم، الا أن الهزّة التي أحدثتها الاحتفالات والضجيج الذي أحدثه المحتفلون سواء بالصراخ او أبواق السيارات او المفرقعات ...جعلت ليلة الكلاسيكو أمس ليلة ساهرة أزعجت من كانت عيونه غافية وصحصحت من كانت نفسه سادرة .. وأرجفت وأرعبت الغافل الذي لا يعلم عن الكلاسيكو.
فرح عشاق البرشا بجنون ... وحزن أنصار الريال بألم وسكون ...غريب أنت يا شعبي ... وعجيب أمرك يا وطني ...صحيح أن من حق الشعب الفلسطيني أو العربي أن يتابع كل جديد في العالم .. وان يأخذ نصيبه من هوس الكرة وملهاة التنافس بين الأقوياء او الغرباء او الترفاء او الأغبياء..آسف فالاخيرة قد لا تناسب الا من يرقص في العتمة أمثالنا .
نعم احتفلنا بهزيمة الريال ولم نحتفل بفوز البرشا ...ليس لان العرب كلهم مع برشلونة ويتضامنوا معه لانه يعتز بقوميته الكتالونية ويسعى للاستقلال والتحرر ..لا هذا كان كلام زمان أن نناصر الشعوب وحركات التحرر ...واحتفلنا بهزيمة الريال ليس لأننا ضد الملكية والشمولية ومع الديمقراطية والحرية ،او قد يظن البعض أن معاني الانتصار لديننا وإخواننا الاندلسيين تأججت في قلوبنا ... ولا نغفل أن هناك جماهيرا عربية كبيرة ايضا تشجع الريال وانا كنت احدهم ...لكننا معظمنا العرب امس احتفلنا بالهزيمة وليس بالنصر.
إن الذي يطرق فكري منذ ليلة أمس وبعد سماعي ضجيج الاحتفالات والسهرات فرحا بفوز البرشا، هو أننا احتفلنا بهزيمة الريال لأن حاله اليوم يشبه حالنا دائما فمرمانا على الدوام مضياف ويستقبل أهداف العدو ويعيد له الكرة مرة بعد أخرى بكل أدب ،والهدافون والمهاجمون العرب الأشاوس أصابهم العقم ليس التهديفي فقط وإنما أيضا عقما في النخوة والعروبة والشجاعة والإسلام ...وليس فقط عقما مؤقتا كرينالدو هداف الريال....صفقنا كثيرا لميسي لأنه أسطورة في الكرة حقيقة ولكننا نراه أسطورة أعجمية لا نملكها ونحن لا نملك أساطير الا في المقاهي الليلية ...شعرنا ببعض الحرج لعظم الهزيمة الخماسية وتعاطفنا مع الحارس العملاق كاسياس..لكننا وللأسف لم نتعاطف مع أنفسنا على فداحة هزائمنا وأعدادها التي لا تعد في كافة الميادين .
أنا اعلم أن للنصر نشوة وفرحة وكنت آملها أن تكون في تحرير الوطن وعزة المواطن وكرامة البشر ..كنت أتمنى أن يفرح شبابنا ويتذوق طعم النصر الذي يصنعة بيديه لا أن يفرح بجنون لفوز في مباراة لا ناقة لنا فيها ولا بعير ...أدعو الله دائما أن يهدي قومنا وشبابنا لما الخير لهم ولأوطانهم ....فليشجعوا ما يريدوا وليلعبوا رياضة أيضا لا ان يشاهدوها فقط..ولكن أن يعلموا أيضا أن النصر الحقيقي والفوز الغالي علينا أن نصنعه نحن بأيدينا في ميادين الحياة وآخرها كرة القدم .