الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

القطان ينهي المرحلة الأولى من مشروع الألعاب الشعبية لأطفال غزة

نشر بتاريخ: 30/11/2010 ( آخر تحديث: 30/11/2010 الساعة: 12:37 )
غزة- معا- أنهى مركز القطان للطفل في قطاع غزة المرحلة الأولى من مشروع مهرجانات الألعاب الشعبية الذي أطلقه في نهاية شهر سبتمبر الماضي بدعم من مؤسسة التعاون وبالشراكة مع جمعية الثقافة والفكر الحر والجمعية الفلسطينية للتنمية وحماية التراث، إذ نفذ العديد من العروض الفنية التراثية وفعاليات الألعاب الشعبية الفلسطينية في 14 مؤسسة محلية مهتمة بالطفل على مدار 7 أسابيع في شمال وجنوب قطاع غزة.

وشملت الأنشطة التي نفذها القطان، بحسب منسق مشروع الألعاب الشعبية محمد الحاطي، أنشطة الألعاب الشعبية، والفنون التراثية والتشكيلية، والعروض الفنية والترفيهية التراثية، إضافة إلى المكتبة المتنقلة والمطالعة الحرة ومعرض الكتاب، وزاوية الحكواتي ورواية القصص الشعبية والمسابقات التراثية.

وقال الحاطي: "كانت تمارس الأنشطة والألعاب الشعبية في المؤسسات المحلية على مدار أسبوع كامل بواسطة المنشطين الذين تم تدريبهم لتنفيذ أنشطة المشروع".

وأضاف، "في نهاية الأسبوع تكون فعالية ختامية يتفاعل فيها الأطفال مع الألعاب والأنشطة، إذ تقدم العديد من العروض والأغاني الفنية التراثية".

وأوضح أن عدد الأطفال الذين استفادوا من مهرجانات الألعاب الشعبية في المرحلة الأولى التي نفذت في المؤسسات المحلية ما يزيد عن (1300) طفل، مشيرا إلى أن غالبية المؤسسات التي شهدت الأنشطة في مناطق نائية في شمال وجنوب القطاع، ويعاني أطفالها من حرمان في هذا الجانب.

من جهة أخرى، قالت مسئولة زاوية الفنون في مشروع الألعاب الشعبية في مركز القطان اعتزاز العبيد، "إن مهمتي كانت تعليم الأطفال شغل النول بطريقة مبسطة لعمل البساط التراثي، وكان الأطفال وخاصة البنات متفاعلين مع هذا الجانب".

وأضافت، "كما أُعلم الأطفال نشاط من طين بلادي، إذ يتعلم الأطفال طبيعة عمل الأباريق الفخارية بطريقة مبسطة، وكان هذا النشاط من أكثر الأنشطة التي أحبها الأطفال".

الطفلة أسماء أبو مصطفى 14 سنة من منطقة قاع القرين شرق مدينة خان يونس، والتي شاركت في مهرجان الألعاب الشعبية في جمعية بيسان، تقول ومعالم الفرحة تعلو وجنتيها، "لقد تعلمت طريقة عمل النول على البساط، ورغم أنها كانت بطريقة بسيطة، إلا أنني استفدت كثيرا".

وكذلك تعلمت العديد من الألعاب الشعبية مثل لعبة صيد الأسماك، ولعبة الألوان، كما استفادت من القصص التي قرأتها وسمعتها في زاوية الحكواتي.

أما الطفل مصعب قبلان من منطقة قاع القرين فقد عبر عن فرحته في الألعاب الشعبية التي تعلمها بهذه العبارة، "لقد كان أجمل أسبوع في حياتي".

من جهته، قال المدير التنفيذي لجمعية بيسان رائد أبو مصطفى، " يوجد حرمان كبير لدى الأطفال في منطقة قاع القرين التي تعتبر منطقة ريفية، ولديهم شوق كبير لمثل هذه الألعاب، وقد استطاع مركز القطان أن يرسم الابتسامة على وجه الأطفال، وفتح الباب أمامهم للعب والمرح والتعبير عما يدور بداخلهم وعن مواهبهم".

وأضاف، "لقد كانت الفعاليات التي نفذت في جمعية بيسان رائعة جدا، ومدى استيعاب الأطفال كان كبير جدا، فعلى مدار الأسبوع كان الأطفال متفاعلين وفرحين بشكل لم نشاهده من قبل".

وتمنى أبو مصطفى أن تكون الفترة أطول من أسبوع حتى يستفيد الأطفال أكثر، وحتى يشارك عدد أكبر.

وفي مؤسسة بنات فلسطين في بلدة جباليا، كانت معالم الفرحة ظاهرة على الطفلة شيرين ريحان 12 عاما وهي تلهو وتمرح مع الأطفال من سنها خلال مشاركتها في مهرجان الألعاب الشعبية.

وقالت شيرين، "إنني سعيدة جدا لمشاركتي في هذه الألعاب، فكنت ألعب مع الأطفال وأمرح، وقد تعلمت ألعاب لم أكن أعرفها من قبل، مثل لعبة حبة ملح، ولعبة الألوان، كما استفدت من القصص التي كنت أقرأها وأسمعها، وتعلمت عمل الطين والرسم على الفخار".

وأضافت، "بعد أن كانت تنتهي الفعاليات في المؤسسة كنت ألعب أنا وإخوتي في البيت وصديقاتي في المدرسة وفي الحارة الألعاب التي تعلمتها".

أما في قرية الأطفال (SOS) في مدينة رفح التي يعيش فيها الأطفال ذوي الحالات الاجتماعية الخاصة كالأيتام وغيره، فكانت الصورة هي الأجمل، فقد بدا الأطفال متفاعلين مع الفعاليات في اليوم الختامي، ورغم صغر سنهم إلا أنهم كانوا يرددون الأمثال الشعبية والأغاني التراثية التي تعلموها خلال أسبوع من الأنشطة والفعاليات، بل وكانت الألعاب الشعبية حاضرة معهم في لهوهم في باحة القرية.

وقال الطفل أسعد عمران 12 عاماً والذي يسكن في القرية منذ خمس سنوات جراء انفصال والديه، "لعبت ألعاب كثيرة مثل حبة ملح ولعبة الألوان، و قرأت قصص كثيرة مثل قصة الحطاب، ولم أكن أعرف هذه القصص والألعاب من قبل، ففي القرية كنا نلعب قبل هذه الفعالية فقط ألعاب رياضية".

وقال أحد المنشطين في مشروع الألعاب الشعبية محمد أبو عودة، "كنا نعلم الأطفال طبيعة الألعاب الشعبية ومسمياتها من أجل الحفاظ على تراث أجدادنا، وكنا نعرفهم عليها حسب البلدات الفلسطينية ولهجة كل بلدة".

وأضاف، "كان الأطفال يعرفون بعض الألعاب، ولكن نحن علمناهم جزء من الألعاب الشعبية، وعززنا لديهم الألعاب التي كانوا يعرفونها حسب أصولها ومسمياتهم الأصلية، وقد كان الأطفال مندمجين بشكل كبير، وكل طفل كان يأتي وهو نشيط ومستعد للعب".