فياض: بيقلعوا شجرة بنزرع عشرة وإذا دمروا طريق بنعمره
نشر بتاريخ: 30/11/2010 ( آخر تحديث: 30/11/2010 الساعة: 21:54 )
رام الله-معا-أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، أن الحكومة أصدرت تعليماتها بإعادة ترميم وتعبيد وتجهيز المقاطع التي دمرها الاحتلال في طريق الحرية في بلدة قراوة بني حسان في محافظة سلفيت، في أسرع وقت لتمكين الأهالي والمزارعين من الوصول إلى أراضيهم
وقال "لقد زرت هذا المكان قبل ثلاثة أشهر للاحتفال بانجاز هذا الطريق، وما يرمز إليه من تأكيد روح التحدي والأمل والإصرار على ممارسة شعبنا حقه في الحياة، والعيش على أرض وطنه بحرية وكرامة".
وأضاف "نزور هذا الطريق اليوم لتفقد ما خلفته آلة الدمار العسكرية الإسرائيلية من تدمير وتجريف لهذا الشارع".
وتابع "وهنا أتساءل ما الهدف من تدمير هذا الطريق؟ ما الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه من سياسة التدمير والتخريب هذه، ولا يوجد جواب على ذلك سوى أن ذلك يمثل محاولة إسرائيل لخلق بيئة طاردة لشعبنا الفلسطيني من على هذه الأرض، عبر توسيع الاستيطان، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومصادرة رزقهم، من خلال إجراءات تهدف إلى منع شعبنا من الحياة على أرضه، في مخالفة واضحة لأبسط قواعد القانون الدولي".
وشدد فياض على أن ما قامت به إسرائيل في الأسبوع الماضي من تدمير لطريق الحرية، ومسجد اليرزه شرق طوباس وقرية أبو العجاج في الأغوار ومزارع قانا في طوباس، إنما يؤكد أن هناك حملة منظمة وممنهجة من الاعتداءات الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم تجعل من الحياة صعبة على السكان الأصليين على هذه الأرض.
وأضاف: "من المفارقة أن إسرائيل تقوم بهذه الأعمال في وقت تواصل فيه مصادرة أجزاء واسعة من أرضنا وتستمر في أنشطتها الاستيطانية"، وتابع "هذا سؤال للمجتمع الدولي برمته بكافة مكوناته والقوى المؤثرة فيه؟ ما الذي تسعى إليه إسرائيل والى متى ستستمر إسرائيل في التعامل وكأنها دولة فوق القانون وفوق المساءلة، في الوقت الذي تصرف فيه كل الجهود الدبلوماسية المبذولة على كافة المستويات، وكل المطلوب هو أن تتوقف إسرائيل عن مخالفتها لقواعد القانون الدولي فيما يتصل بالاستيطان. نعم لقد آن الأوان لمساءلة إسرائيل، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا ضد هذه الإجراءات الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة، وبكل تأكيد في كل ما يستهدف بشكل واضح استمرار التواجد الفلسطيني فيها"
وقال "نعم يستطيع الاحتلال إرسال جنوده للهدم والتدمير، هنا في سلفيت، كما في يرزة، والأغوار، ولكنهم لا يمكن أن ينجحوا في تدمير الإرادة الفلسطينية وروح الأمل والتحدي لدى شعبنا في سعيه للوصول إلى الحرية، وإن شعبنا لن يضل الطريق، وسنقوم باعمار ما دمره الاحتلال"، وأقول مرة أخرى "بتقلعوا شجرة بنزرع عشرة، فهذه الأرض أرضنا على الرغم من كافة التصنيفات المجحفة بحق شعبنا والتي كان يجب أن تنتهي في ربيع 1997، والتي لم نعد نتوقف ولن نتوقف عندها إطلاقا، وسنواصل القيام بمسؤولياتنا إزاء شعبنا في كل مكان سواء تلك المسماة (ج) أو خلف الجدار بل وفي القدس الشرقية نفسها، فنحن مصممون على إقامة دولتنا على الأرض الفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، منطلقين بقناعتنا المطلقة بأن إسرائيل تستهدف الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، وفي هذه المناطق بالذات، مما تجعل من إمكانية قيام الدولة التي نبتغي مستحيلاً، ولكن هذه الدولة ستقوم من خلال تعزيز الوجود الفلسطيني في هذه المناطق، ومن خلال تمكين مواطنينا من البقاء والاستمرار والثبات على هذه الأرض، وهذا هو الصراع الدائر يومياً، ولن نمل ولن نيأس وسنقيم دولتنا بإذن الله وبصمود شعبنا".
وشكر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أهالي قراوة بني حسان على روح الأمل والإرادة التي لا تلين، وعلى ثباتهم وبقائهم على أرضهم وصمودهم فيها، وأكد لهم أن الحكومة أصدرت التعليمات لإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
ورافق رئيس الوزراء لدى تفقده طريق الحرية في بلدة قراوة بني حسان، محافظ سلفيت عصام أبو بكر، ومستشار رئيس الوزراء جمال زقوت، ورئيس بلدية قراوة بني حسان عبد الكريم ريان، وأعضاء المجلس البلدي، وحشد من أهالي البلدة.
وكان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وفي وقت سابق قد افتتح مهرجان الزيتون الرابع في محافظة سلفيت، وذلك بحضور المحافظ ، ورئيس البلدية، والقوى والفصائل الوطنية، ورؤساء وأعضاء هيئات الحكم المحلي في المحافظة، وقادة الأجهزة الأمنية، وحشد واسع من أهالي المحافظة.
وفي كلمته نقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس أبو مازن لأهالي محافظة سلفيت، وأشار إلى أهمية المهرجان والذي يعبر عن الاستمرار والصمود والثبات والبقاء على الأرض، وقال "هذا الحدث الهام الذي يسدل فيه الستار على موسم آخر من مواسم الزيتون، ونحن نعد منذ اليوم لموسم قادم إنشاء الله كله خير وبركة على درب الحرية والصمود والإرادة التي لا تلين"
وأضاف "سلفيت هي رمز للاستمرار والبقاء والصمود على هذه الأرض والتمسك بحقها في الحياة في مواجهة المشروع الاستيطاني المدمر واعتداءات المستوطنين الإرهابية، وهو ما يقوم به كل أبناء شعبنا في كل مدينة وقرية ومخيم وخربة ومضرب بدو، وبما يعبر عن روح الأمل والإرادة والتناغم بين الأمل المنبعث بالتمسك بخيار الحرية، وبين الإرادة والتحدي والعمل لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
وأشار فياض إلى أهمية هذا المهرجان والمعرض الذي يحافظ على تراثنا ويعمقه ويجذره وينقله من جيل إلى جيل، وقال "نحن متجذرون في هذه الأرض ومصممون في البقاء عليها وممارسة حقنا الطبيعي في الحياة"
وأضاف "سلفيت تعرضت لأسوء هجمة استيطانية استعمارية، كما لا يفوتنا ما يجري من اعتداءات في القدس وغيرها من المناطق، ونقول لهم شعبنا مصمم على البقاء فهم يهدمون ويدمرون ونحن نبني ونعمر، وإذا دمروا طريق بنعمره"، وتابع "سنزرع نصف مليون شجرة زيتون في هذا الموسم، ومليونين شجرة في الموسم القادم. فهذا هو قانون الإرادة الفلسطيني وروح الأمل والتحدي الذي يواجه فيه شعبنا المشروع الاستيطاني يومياً بصلابة وبإصرار على التمسك بخيار الحرية وبالمقاومة السلمية، وسنقوم بإعادة إعمار ما يدمر حتى لو بأيدينا".