67 مصابا بالايدز في فلسطين من بين 33.3 مليون مصاب في العالم
نشر بتاريخ: 01/12/2010 ( آخر تحديث: 01/12/2010 الساعة: 22:32 )
نابلس- بيت لحم- خاص معا- أكد الدكتور أسعد الرملاوي رئيس اللجنة العليا لمكافحة الايدز أن 67 شخصا مصابا ويحملون فيروس الايدز في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف الرملاوي في حديث لـ "معا" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الايدز أن غالبية المصابين بالايدز من الذكور وأن اكثر من 55% منهم قد اصيبوا نتجية الممارسات الجنسية غير المشروعة، مؤكدا أن كل مريض ومصاب بالايدز يكلّف وزارة الصحة الفلسطينية من 1500 الى 2000 دولار امريكي شهريا حيث تقوم الوزارة بتوفير كافة الادوية المناسبة له مجانا.
وقالت الدكتورة أميرة الهنيدي مديرة شؤون الصحة العامة في مديرية صحه نابلس لـ "معا" إنه وبحسب معطيات منظمة الصحة العالمية فإن الارقام هذه لا تعبر عن الواقع الحقيقي لعدد المصابين وأن المصابين أكثر من ذلك، ولكن نحن نتحدث عن المصابين الذين تم تسجليهم رسميا من قبل وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضافت الهنيدي أن عدد المصابات من الإناث بفيروس الايدز في العالم العربي تبلغ نسبته 48% من اجمالي عدد المصابين، بينما بفلسطين فان نسبة الاناث لا تتعدى الثلث من اجمالي عدد المصابين حيث ان المصابين غالبيتهم من الذكور.
وقالت الهنيدي إن طرق الاصابة بفيروس الايدز متعددة ولكن معظمها تكون عبر الاتصال الجنسي غير الآمن من شخص مصاب الى آخر وعبر انتقال الفيروس عن طريق الدم الملوث ومشتقاته ومن الأم الى الجنين وخلال فترة الرضاعة.
وقالت الهنيدي ان وزارة الصحه الفلسطينية ستقوم بعمل فعاليات خاصة بمناسبة اليوم العالمي للايدز في الاراضي الفلسطينية.
اليوم العالمي لمكافحة الايدز 2010
ينطلق اليوم العالمي لمكافحة الايدز في الاول من ديسمبر من كل عام، ذلك منذ عام 1988 وقد شددت الجمعية العامة للامم المتحدة على اهمية احياء هذه المناسبة في قرارها 34/15 وخصص هذا اليوم لاحياء المناسبة والتوعية من مخاطر مرض الايدز ومخاطر انتقال فيروس (HIV) المسبب له، والذي يتم الاصابة به عن طريق استعمال أدوات حادة ملوثة أو ممارسة الجنس دون اتخاذ طرق الوقاية أو استعمال معدات طبية ملوثة.
وكذلك أكدت على طرق التعامل الامن والسليم مع المصابين بالمرض أو الحاملين للفيروس الناقل له، حيث يعاني العديد منهم للتمييز وأحيانا للاضطهاد لكونهم مصابين.
وأكدت د. رنده ابو ربيع المسؤول الوطني لمشروع الايدز في فلسطين- منظمة الصحة العالمية أن شعار اليوم العالمي لمكافحة الايدز 2010 هو التركيز على حقوق الإنسان في الوقاية والعلاج حيث تداعى رؤساء العالم من اجل التأكيد على ضرورة الوصول والشمولية للجميع في الحصول على الوقاية والعلاج والرعاية، وقد تم تحقيق الكثير في هذا الخصوص لكن لا يزال العالم بحاجة الى الكثير من الالتزام على جميع المستويات بدأ من صانعي القرار وحتى مؤدي الخدمة الصحية والرعاية الاجتماعات لهؤلاء المصابين والمتعايشين مع هذا الفيروس حيث ان هناك 9.5 مليون مصاب في الدول النامية بحاجة ماسّة وعاجلة لمضادات الفيروس من العلاجات في حين 4 مليون فقط يتلقون العلاج ويتمكنون من الحصول عليه.
وتشير إحصائيات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز بان عدد المتعايشين مع الايدز والعدوى من فيروسه في نهاية 2009 هو 33.3 مليون نسمة عالميا وتم في العام نفسه تسجيل نحو 2.6 مليون اصابة جديدة منهم 2.1 مليون اصابة من الاطفال بذلك الفيروس وما يقارب 1.8 مليون حالة وفاة بسبب الايدز او تبعاته المرضية ليصبح عدد الحالات المتوفاة منذ عام 1981 حتى عام 2009 أكثر من 25 مليون نسمة.
ففي إفريقيا وحدها هنالك 14 مليون من الأيتام كنتيجة لهذا الوباء الذي حصد احد أو كلا الوالدين وان معظم هذه الإصابات حدثت قبل سن 25 عاما ومعظمهم يتوفى قبل 35 عاما وتبلغ نسبة النساء 50% من مجموع المصابين بالفيروس من الراشدين حول العالم وهي تقريبا ذات النسب في منطقة البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا.
ومن المعلوم ان معظم المصابين بهذا الفيروس يعيشون في دول متدنية أو متوسطة الدخل لكن لا يزال هذا الفيروس يشكل تهديدا للجميع أينما كانوا من العالم.
وأكدت د. ابو ربيع أن حماية حقوق الافراد والحفاظ على مواثيق حقوق الانسان هي حجر الزاوية في مكافحة انتشار هذا الوباء العالمي وان انتهاك حقوق الانسان هو شرارة الاشتعال في انتشار المرض مما يضع الفئات المهمشة في المجتمعات كمتعاطي المخدرات بالحقن وكذلك بائعات الجنس التجاري وغيرهم بسبب سلوكياتهم مما يعرضهم لأعلى احتمالات الخطورة، واننا بنشر ثقافة حقوق الانسان نحد من حدوث اصابات جديدة ونعطي مجالا اوسع للمتعايشين مع المرض ان يعيشوا احرارا من وصمة العار التي يمارسها المجتمع ومن التمييز السلبي الذي تفرضه المجتمعات على هؤلاء كمهمشين اولا وكمصابين ثانيا بشكل لم يعد المرض هو الذي يفتك بهؤلاء بسبب توفر علاجات جديدة وانما الفتك الاجتماعي هو القاتل الحقيقي لكل هؤلاء مما يقلل الفرص أمامهم لاجراء الفحص او متابعة العلاج خوفا من نظرة المجتمع التي تلاحقهم على المستوى الشخصي وحتى افراد عائلتهم وفي مجتمعاتهم الاكبر، ولقد ذكرت الدكتوره خديجة معلى مستشارة سياسات الايدز بالبرنامج العالمي للايدز في الدول العربيه والتابع لجامعة الدول العربي ان المشكله الاخطر من الارقام هي ان 90% من الاشخاص من حاملي الفيروس لا يعرفون انهم مرضى بحكم الوصمه والتمييز والعزوف عن الفحص والتحليل.
وكذلك صرحت المديرة التنفيذية لصندوق الامم المتحدة للسكان الدكتورة ثرية عبيد بانه يتوجب ادماج خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ضمن خدمات الرعاية الصحية الاولية ولا سيما برامج الصحة الجنسية والانجابية وان يتم توجيه الرسائل للجميع، كما تقوم منظمة الصحة العالمية في البلدان التي تعمل بها على بلوغ الاهداف التالية:
اولا: وقاية الناس من الاصابة بفيروس الايدز وذلك في المساعدة على تغيير السلوكيات الخطره للحد من مخاطر الاصابة بذلك الفيروس وزيادة فرص الحصول على كل مستلزمات الوقاية ودعم برامج توقي انتشار الفيروس من الام الى طفلها وتعزيز امدادات الدم المامون وكذلك توقي انتشار الفيروس في مرافق الرعايه الصحيه وتقييم التكنولوجيات الوقائيه الجديدة.
ثانيا: توسيع نطاق الفرص الحصول على العلاج وضمانتها للجميع.
ثالثا: توفير خدمات رعايه أفضل للمتعايشين مع الايدز والعدوى بفيروسه واسرهم.
رابعا: توسيع نطاق فرص الاستفادة من اختبارت تحري فيروس الايدز وخدمات المشورة ذات الصلة وحث الناس على الانتفاع بها حتى يتمكنوا من معرفة وضعهم في ما يخص ذلك الفيروس.
خامسا: تعزيز نظم الرعايه الصحيه لتمكينها من الاضطلاع ببرامج وخدمات جيده ومستدامة في مجال الايدز والعدوى بفيروسه.
سادسا: تحسين نظم المعلومات المتعلقة بالايدز والعدوى بفيروسه بما في ذلك ترصد ذلك الفيروس ورصده وتقييم اثره واجراء ما يلزم من بحوث عمليه في ذلك المجال.
وهذه الاهداف تندرج ضمن الاهداف الانمائية التسعة العامة لهذه الالفية وحيث يقع مكافحة الايدز والعدوى بفيروسه ضمن الهدف السادس وتأمل منظمة الصحة العالمية انه بحلول العام 2015 ان يتم انحسار عدوى الايدز وان تتاح خدمات الوقايه والعلاج والرعاية في ما يخص الايدز والعدوى بفيروسه للجميع.
وان من الامور المبشرة بغد افضل أن تقرير برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز 2010 اظهر ان وبائية مرض الايدز قد استقرت او انحسرت في العديد من الدول وان اجمالي عدد الاصابات الجديده قد تناقص تقريبا بنسبة 20% في العشرة اعوام السابقه وكذلك فان اسباب الوفيات المتعلقة في الايدز قد تقلصت في الاعوام ألخمسه المنصرمه وبذلك يصبح الرقم الاجمالي للمتعايشين مع الفيروس شبه مستقر.
ومن المثير للملاحظه في الاحصائيات التي تخص منطقة البحر المتوسط وشمال افريقيا ان 80% من النساء العربيات المصابات بمرض الايدز أصبن بالمرض من خلال زواج شرعي بسبب المعلومات المغلوطة للمرأة العربية عن الايدز حيث انه ليس من حقها طلب ممارسة الجنس الامن مع زوجها او حتى ان تطلب منه اجراء التحاليل اللازمة للتأكد من سلامته. لذلك من الضروري معالجة اوجه انعدام الانصاف بين الجنسين التي تؤجج المرض وان نكفل قيادة المرأه لاستجابه فعاله كجزء من مواثيق حقوق الانسان والاهداف الانمائية للالفية الثالثة.
مسيرة ومهرجان بمناسبة اليوم العالم لمكافحة الأيدز في بيت لحم
في محافظة بيت لحم نظمت اللجنة الوطنية لمكافحة مرض الايدز في المحافظة فعاليات لمكافحة المرض والتحذير من مخاطره واشكال انتقاله، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المرض من خلال مسيرة جماهيرية ومهرجان بمشاركة محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل ورئيس بلدية بيت لحم بالوكالة جورج سعادة ومدير صحة بيت لحم الدكتور محمد رزق.
وقد انطلقت المسيرة من امام مديرية صحة بيت لحم وسارت باتجاه ساحة المهد حيث اختتمت هناك الفعاليات بمهرجان استضافته قاعة فينا في بلدية بيت لحم حيث شارك في المسيرة نحو 300 شخص الذين رفعوا الاعلام الفلسطينية واللافتات التي تحذر من المرض.
وقد اشتمل المهرجان الي افتتح بالوقوف دقيقة حداد والسلام الوطني على العديد من الفعاليات والكلمات حيث اكد محافظ بيت لحم على اهمية هذه الفعالية لتعريف المواطنين بمخاطر مرض الايدز الذي يفتك بالكثير من شعوب العالم.
واشار المحافظ حمايل الى اهمية الانشطة والفعاليات للتعريف بالمرض على الرغم من خلو فلسطين من المصابين به، موضحا ان هذا الخلو ناجم عن تمسك الشعب الفلسطيني بتقاليده واعرافه والتمسك ايضا بالشرائع الدينية، مشددا على اهمية هذه الفعاليات والفعاليات والانشطة المرافقة.
كما شدد المحافظ حمايل على اهمية ودور رجال الدين المسلمين والمسيحيين، داعيا مدير الاوقاف الذي حضر المهرجان والمسيرة الى جعل خطبة الجمعة للتعريف بمخاطر المرض والتاكيد فيها على كل ما يساهم ويخدم المجتمع كما ناشد المحافظ حمايل الصحفيين ووسائل الاعلام على اهمية المتابعة والتغطية لهذه الفعاليات لانها تساهم في الحفاظ على المجتمع، داعيا ايضا الاهالي الى التخفيف من اعباء الزواج التي تصل الى مبالغ طائلة في كثير من الاحيان مما يثقل على الشباب وبالتالي توجههم نحو التوجهات الخاطئة مما قد يؤدي الى تعرضهم للاصابة بالمرض.
من ناحيته اشار سعادة في كلمته الى جاهزية بلدية بيت لحم للتعاون والتواصل شاكرا كافة الجهات التي عملت على انجاح فعالية اليوم، مؤكدا ان البلدية ستبقى بيتا لجميع مواطني واهالي محافظة بيت لحم، مثمنا جهود كافة من عملوا وجهزوا لهذه الفعالية الجماهيرية المتميزة بالمشاركة ونوعية العروض.
اما الدكتور محمد رزق مدير صحة بيت لحم ورئيس اللجنة فقد اشار الى جهود وزارة الصحة لتقديم افضل الخدمات الصحية للمواطنين الفلسطيني موضحا ان من ضمن هذه الجهود هي الجهود التعريفية والتعليمية حول كافة الامراض وسبل مواجهتها، موضحا ان اللجنة في محافظة بيت لحم تمثل جزءا من اللجان على مستوى الوطن لكنها تميزت في بيت لحم نتيجة جهود القائمين عليها من ممثلي وزارات الصحة والتعليم والاعلام والاوقاف وكافة المؤسسات الاهلية الطبية.
كما اشار رزق الى ان وزارة الصحة تبذل طل الجهود لتوفير العلاج اللازم للمرضى والمصابين بالايدز وتقديم افضل برتوكولات العلاج لهم على المساوى الدولي، مؤكدا ان الوزارة تبذل جهودا كبيرا لاعطاء هؤلاء المرضى حقهم في العلاج.
كما شكر رزق كافة المؤسسات والفعاليات التي شاركت اليوم في برنامج الاحتفال من مديرية تربية ومدارس ووزارة اعلام واوقاف، مشيرا الى ان نجاح المسيرة والمهرجان كان نتيجة التعاون والجهد المكثف بين الجميع.
هذا وقدمت العديد من المؤسسات مسرحيات وكلمات وعروض تناولت المرض وسبل علاجه ومواجهته بهدف تعريف المواطنين بهذه الاليات لمواجهة وكان ابرزها مسرحية ليش لفرقة الحارة المسرحية وقصيدة شعرية لفريال النجار وفقرات فنية ودبكات شعبية لفرقة صمود للفنون الشعبية ومسابقة اسئلة واجوبة من قسم التثقيف الصحي في مديرية صحة بيت لحم.
وفي نهاية الاحتفال تم توزيع الهدايا والدروع على المشاركين والمنظمين للفعاليات.