الجيش الأميركي يدرس أساليب حزب الله القتالية مع إسرائيل
نشر بتاريخ: 31/07/2006 ( آخر تحديث: 31/07/2006 الساعة: 03:49 )
معا- تدرس الولايات المتحدة، الواثقة من أن منظمات أخرى تتعلم من نجاحات حزب الله، المواجهات بصورة دقيقة لتستخلص الدروس بهدف تطبيقها في حروبها.
ويشير المخططون العسكريون الى ان وزارة الدفاع تعلمت درسا من حزب الله حول عمليات الوحدات الصغيرة السريعة، في وقت تقاتل فيه المتمردين في العراق وأفغانستان وتعتزم مواجهة مزيد من الخلايا والدول التي ترعاها في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية.
لقد خاضت الولايات المتحدة واسرائيل قتالا ضد جيوش تقليدية لدول ومنظمات ارهابية سرية. ولكن حزب الله، يعتبر مزيجا من جيش نظامي متطور (أوشك على اغراق سفينة حربية اسرائيلية بصاروخ من طراز كروز)، والعصابات السرية.
فالاساليب القديمة والتخطيط القديم لم يعد ينطبق على الواقع. ومن المؤكد أن اسلوبه في المعارك القتالية في القرن الحادي والعشرين معروف، ولكن على الورق، بل ان لهذا الأسلوب مزاياه، وبينها حرب الشبكات، وحرب الجيل الرابع (تعابير عسكرية)، رغم أن كثيرين في الجيش لا يهتمون بمثل هذه العناوين. ولكن ميادين المعارك في جنوب لبنان تثبت أنها موجودة هنا، وأقرب مما هو متوقع. وتصارع المؤسسة الأمنية القومية الأميركية من أجل التكيف معها.
وقال جون أركيلا، من قسم التحليل الدفاعي في المعهد العالي للبحرية ومحلل بارز في حرب الشبكات، "نحن الان في أول حرب كبرى بين الدول والشبكات. وهذا يبرهن على القوة المتزايدة للشبكات، باعتبارها تهديدا للأمن القومي الأميركي".
وفي حديث له عن هذه الحرب، يصف اركيلا كيف ان الجيوش التقليدية منظمة وفق تراتبية صارمة، من الجنرالات نزولا الى الجنود. وعلى النقيض من ذلك فان الشبكات تجعل البنية القيادية مستوية. انها موزعة ومتلاشية وسريعة ومتنقلة وارتجالية. وهذا يجعل من أفرادها فعالين ومن الصعب ملاحقتهم واستهدافهم.
وتختلف حرب الشبكات عن كل الحروب السابقة، التي كانت تدور حول مجابهة شديدة بين القوى والكتل، وهو ما سماه ماثيو أرنولد الصراعات الدموية لـ «جيوش جاهلة» تلتقي في الظلام».
وحرب الشبكات هي حرب الكثيرين المنظمين في وحدات صغيرة ضد الجيوش التقليدية، التي تنظم كثيرين في وحدات كبيرة. وقوات الشبكات هذه ليست جاهلة. انها على معرفة بالكومبيوتر والإنترنت وقادرة على استخدام الأسلحة المعقدة بصورة بارعة.
وقال دانيل بنجامين، الذي عمل في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون قبل ان يلتحق بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان «تجميع المعلومات يعتبر سمة من سمات هذا النمط من التمرد. ففي العراق على سبيل المثال انتشرت الدروس حول كيفية صنع ووضع اجهزة التفجير وجرى استيعابها بوقت قياسي. ومن المؤكد أن هناك ما يماثل الباور ـ بوينت (برنامج للعرض والشرح التوضيحي على الكومبيوتر) لدى المتمردين حول نجاحات حزب الله الذي يستخدم في مواقع المتمردين والارهابيين على الإنترنت».
وقضى حزب الله السنوات الست الأخيرة في نشر ما يقرب من 12 الف صاروخ في جنوب لبنان في شبكة واسعة من الاماكن السرية وكلها مقسمة الى مناطق محلية وفيها قيادات مستقلة.
وقال ضابط يتمتع بخبرة في قضايا الشرق الأوسط، «انهم يحفرون الأنفاق والملاجئ ويقيمون انظمة الاتصالات للهواتف المحمولة واجهزة الاتصال اللاسلكي، بل حتى الوسائل التي تنقل الرسائل التي لا يمكن اعتراض سبيلها والتنصت عليها. وقد قسموا لبنان الى مناطق عسكرية، فيها الكثير من الوحدات الصغيرة، التي تعمل بصورة مستقلة ومن دون حاجة الى سيطرة مركزية».
ومن اجل مهاجمة اسرائيل نشر حزب الله مقاتليه من دون علامات أو ملابس او عربات مميزة. ولا يحصل المقاتلون على الأسلحة الا في لحظة الهجوم، ثم يختفون. وهذا يجعل منع الهجوم مهمة مستحيلة. انه تحديث كبير لأساليب حرب العصابات الكلاسيكية.