فياض: آن الأوان لإسرائيل أن تتوقف عن وضع العراقيل أمام مسؤولياتنا
نشر بتاريخ: 02/12/2010 ( آخر تحديث: 02/12/2010 الساعة: 23:13 )
رام الله-معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، إصرار السلطة الوطنية على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وشدد على أن جوهر إستراتيجية عمل السلطة الوطنية، يرتكز أساساً على تثبيت المواطنين على الأرض وتعزيز صمودهم، الأمر الذي أصبح واقعاً ملموساً يتمثل في عملية البناء المتواصلة للمؤسسات الفاعلة والقادرة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين بنزاهة وشفافية، وبما يمكن أبناء شعبنا من الصمود والبقاء على أرضهم.
جاء ذلك لدى افتتاح رئيس الوزراء مكتب بريد نابلس، وذلك بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د.مشهور أبو دقة، ومحافظ نابلس العميد جبرين البكري، وأمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول، ومستشار رئيس الوزراء جمال زقوت، ومدير المركز الإعلامي الحكومي د.غسان الخطيب، وقائد الأمن الوطني في المحافظة محمد ابو الحاج، ورئيس الغرفة التجارية في نابلس باسل كنعان، والسيدة عنان الأتيرة نائب المحافظـ، وبحضور مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مايكل هارفي، وعدداً من المسؤولين الرسميين وممثلي المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.
وأشار فياض إلى أن تأسيس وإعادة تأهيل مكاتب البريد في كل محافظة ومدينة وقرية هي جزء أساسي من البنية التحتية لدولة فلسطين، وبما يمكنها من تلبية احتياجات مواطنيها وتوفير الخدمات التي يحتاجونها، وأن افتتاح هذا المكتب هو جزء من عملية التواصل والانفتاح التي يسعى إليها شعبنا مع العالم، وقال "إنها حاجة حيوية لكل مواطنينا من اجل تمكينهم من الاستفادة من هذه الخدمة للتواصل مع أقرانهم الفلسطينيين والانفتاح على العالم".
وأوضح رئيس الوزراء، أن تأسيس وافتتاح مكاتب البريد، يُظهر التقدم في نوعية ومستوى تقديم الخدمات، كما يُظهر التحسن والتميز في الأداء وفي مستوى التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، الأمر الذي يؤكد بأننا على الطريق الصحيح للوصول إلى ترسيخ البنيان المؤسسي، والجاهزية الكاملة لإقامة دولة فلسطين، وحتمية إنهاء الاحتلال.
واعتبر فياض أن انجاز المشروع الوطني وإنهاء الاحتلال له مقومات يجب الأخذ بها، وقد شكلت عملية البناء والإعداد لقيام الدولة رافعه أساسية ووسيلة إضافية لنضال شعبنا من أجل نيل حريته واستقلاله وإنهاء الاحتلال، لهذا برزت منذ اليوم الأول الحاجة المحلة لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من اجل تمكينهم من الصمود.
كما أشار رئيس الوزراء إلى العراقيل والعقبات التي تضعها إسرائيل أمام السلطة الوطنية في تنفيذ مشاريعها التنموية وقال: "لقد آن الأوان لإسرائيل أن تتوقف عن وضع العراقيل أمام قيامنا بمسؤولياتنا إزاء تلبية احتياجات مواطنينا، بما في ذلك ضرورة التزامها بما ورد في الاتفاقيات الثنائية، وكذلك في المعاهدات الدولية المتعلقة بالبريد بين الدول" وأضاف "هذه العراقيل والعقبات لن تزيد شعبنا إلا إصراراً على مواصلة مراكمة الانجاز، وتقريب لحظة الخلاص من الاحتلال".
وتقدم فياض بالشكر لكل من ساهم في انجاز هذا العمل، وخاصة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وشكرها على ما قدمته من مشاريع هامة وحيوية لأبناء شعبنا في العديد من المجالات، وعبر عن أملة في للاستمرار بالعمل مع الوكالة لتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية على درب الإعداد والتهيئة لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
وتفقد رئيس الوزراء بعد ذلك الأقسام المختلفة في مركز البريد، وأشاد بالتصميم الحديث للمركز، والذي شمل أصحاب الاحتياجات الخاصة، وقال "يجب تعميم هذا النموذج على كافة المرافق العامة لتمكين أصحاب الاحتياجات الخاصة من التواصل بشكل أكثر سهولة مع مختلف المؤسسات الخدماتية.
جدير بالذكر أن إعادة تأهيل مكتب بريد نابلس، ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة 160 ألف دولار، حيث شملت أعمال الصيانة مساحة 200 متر مربع.
ويضم مكتب البريد ثمانية غرف متخصصة بمعالجة البريد المسجل، والبريد السريع الدولي، كما يأتي افتتاح مكتب بريد نابلس ضمن خطة التنمية والتطوير التي ينتهجا البريد الفلسطيني تحت شعار ( ننطلق من جديد).
افتتاح مدرسة مسقط في قرية بيت إيبا
وفي وقت لاحق افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مدرسة مسقط الثانوية للبنين في قرية بيت إيبا في محافظة نابلس، وذلك بحضور وزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي، وممثلي الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وقادة الأجهزة الأمنية، ورئيس وأعضاء المجلس القروي، وعدداً من رؤساء وأعضاء هيئات الحكم المحلي في المحافظة، وحشد جماهيري واسع من أهالي بيت إيبا والقرى المجاورة.
وأكد رئيس الوزراء في كلمته، على أن الهدف المباشر أمام السلطة الوطنية، يتمثل في النهوض بنوعية التعليم وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني وتمكينه من الانخراط في مجال المعرفة والإبداع، والتفاعل بايجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة على المنافسة، وتوفير "التعليم للجميع" في ظل بيئة تربوية وتعليمية تتميز بجودتها العالية، والاستمرار في تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم، وقال "التربية والتعليم هي عنوان أساسي من عناوين برنامج السلطة الوطنية، فالإنسان هو هدف التربية والتعليم وأداته الأساسية، وخلق المواطن الفلسطيني القادر على المساهمة في الجهد الوطني"
وتطرق رئيس الوزراء في كلمته إلى الاهتمام الكبير من قبل شعبنا بالتعليم على مدار سنوات ما بعد النكبة، كردٍ على محاولات طمس وتبديد هويته الوطنية. وما بذله الأهالي على مر السنين الغالي والنفيس كي يوفروا لأبنائهم فرص التحصيل الأكاديمي المميز، حيث شكل هذا الاهتمام مصدراً أساسياً لتعزيز القدرة على الصمود، والإسهام في استعادة الهوية الوطنية وبلورتها وحمايتها، كما جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. وكذلك شكل الاهتمام بالتعليم ركيزة رئيسية لحالة النهوض الوطني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967.
ودعا فياض إلى مضاعفه الجهد للمزيد من البناء في قطاع التعليم، وقدم الشكر لكل من ساهم في انجاز هذا المشروع ، ولكل من أسهموا في بناء قطاع التعليم، لاسيما في بناء مدارس جديدة، كما قدم الشكر لسلطنة عُمان على ما قدمته وتقدمه من مشاريع هامة وحيوية لأبناء شعبنا، وخاصة في مجالات البنية التحتية كالتعليم والصحة، لدعم جهود السلطة الوطنية في استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية.
وفي ختام كلمته هنأ رئيس الوزراء، السلطان قابوس بن سعيد، والشعب العماني، بمناسبة عيد النهضة ومرور 40 عام على تسلم السلطان قابوس للسلطة، وأشار إلى أن احتفالات الشعب العُماني بالعيد الوطني لسلطنة عُمان هذا العام، تكتسب خصوصية ناتجة عن استكمال أربعة عقود من البناء والتنمية الشاملة الذي مهد سبيل الرقي والنماء، وتحققت خلاله منجزات كبيرة وضعت السلطنة في قلب العصر.
جدير بالذكر أن مشروع مدرسة مسقط، تم تمويله من الهيئة العمانية للأعمال الخيرية بقيمة 1.2 مليون دولار.