الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المهاجرون العرب يترقبون- ماذا سيفعل اوباما بعد صفعة الجمهوريين؟

نشر بتاريخ: 04/12/2010 ( آخر تحديث: 04/12/2010 الساعة: 19:40 )
غزة- معا- يترقب الامريكيون بعد مرور شهر على انتخابات نصف الولاية، التي انتزع فيها الجمهوريون الاغلبية من خصومهم الديمقراطيين، تأثير هذه النتائج على سياسة الرئيس الامرييكي باراك اوباما والتي يرى محللون انها ستجبره على تقديم تنازلات يخشى المهاجرون العرب ايضا ان تطالهم.

ويرى كينيث فيرنانديز استاذ العلوم السياسية في جامعة نيفادا في مدينة لاس فيغاس انه "سيكون من الصعب على اوباما بعد فوز الجمهوريين ان يدفع باتجاه افكاره الليبرالية بل سيكون مضطرا لمفاوضة الجمهوريين بشكل جدي وتقديم تنازلات".

ويضيف "حين يفعل ذلك ويقبل بالتسوية مع الجمهوريين سيكون عليه ان يشاركهم السلطة والمسؤوليات في اتخاذ القرارات والا سيتعرض للنقد اذا لم يفعل".

ويتابع "السؤال هو هل سيلعب الجمهوريون اللعبة ويقولون لا نريد التفاوض ام انهم سيعملون مع ادارة اوباما".

ويرى مراقبون انه ليس من مصلحة الجمهوريين السماح لاوباما بتسجيل نقاط قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية الجديدة.

وهو ما أقر به ميتش ماكونيل زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ في تصريحات صحفية قائلا "هدفنا السياسي الرئيسي هو اعطاء مرشحنا (المقبل) الى الرئاسة اكبر الفرص للنجاح".

وحقق الجمهوريون فوزا كاسحا على خصومهم الديمقراطين في انتخابات نصف الولاية في الثالث من الشهر الماضي بانتزاعهم الاغلبية في مجلس النواب.

ووفقا لنظام الانتخابات الامريكية تعقد انتخابات تمهيدية او ما تسمى بانتخابات نصف الولاية في منتصف الولاية الرئاسية اي بعد عامين من انتخاب الرئيس، ثم يعلن كل حزب عن مرشحة ويتم التسابق للولاية الرئاسية المقبلة.

وبهزيمة الديمقراطيين في مجلس النواب وتآكل اغلبيتهم في مجلس الشيوخ تنتهي بالنسبة لهم مع انتخابات 2010 فترة بدأت قبل عامين بانتصار سجله اوباما وحلفاؤه على اساس وعد باشاعة "الامل" وانجاز "التغيير".

ويتفق ديفيد موور استاذ العلوم الجامعية في نفس الجامعة على انه" في وضع الحكومة المقسمة حين يسيطر حزب على التشريعي واخر على الرئاسة فاما ان تحصل العقبات والفيتو او تحصل على تسوية وتقدم تنازلات".

ويقارن موور نتيجة هذه الانتخابات "بنتائج الانتخابات التمهيدية في الولاية الاولى ل بيل كيلنتون الذي خسر ايضا واضطر للجلوس مع الجمهوريون وتقديم تنازلات".

ففي 1994 تلقى الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون نكسة انتخابية بعد سنتين من وصوله الى البيت الابيض، وقد اضطر لمراجعة طموحاته والحد منها من خلال العمل بالتعاون مع الكونغرس الجمهوري قبل تحقيق فوز كاسح واعادة انتخابه في 1996.

لكن اوباما الذي اظهر براعته في الحملات الانتخابية، لم يثبت حتى الان موهبة خاصة لمحاولة ملاطفة خصومه، على عكس بيل كلينتون بحسب المراقبين.

وبناء عليه شدد ماكونيل على ان حزبه "سيتعين علينا العمل بذكاء اكبر من 1994"، اي بتفويت الفرصة على الديمقراطيين باعادة انتخابهم مرة اخرى.

وتأمل المحاسبة كاتي انجل 29 عاما التي تبحث عن عمل ان "يلتفت اوباما الى الازمة الاقتصاديه في البلاد والعمل على الحد من البطالة بعد هذه الخسارة التي الحقت بحزبه".

وتتابع "لا يهمني من يحكم البلاد، ما يهمني ان احصل على وظيفة جيدة ويتحسن الوضع المادي هنا".

اما سائق الباص ديفيد والذي يعيش في لاس فيغاس فيقول "نحب اوباما لكنه خذلنا، آمل ان تلقنه هذه الخسارة درسا ليرعى مزيدا من الاهتمام للوضع الاقتصادي ويتجنب مكر الجمهوريين للتربص به حتى ننتخبه ثانية".

ومع ان الرجل من اصل افريقي وهي من الفئات التي دعمت الرئيس الامريكي باراك اوباما بقوة في انتخابات 2008 فيقول "اذا لم يتمكن من تحسين الوضع الاقتصادي فلن انتخبه لان ما يهمنا بالدرجة الاولى كمواطنين هو الحالة الاقتصادية".

ويتابع "اضططرت لبيع اثنين من باصاتي لان الشركة طلبت مني ان أجدد موديلها ولم اتمكن من ذلك لان عائدي المادي ضعف كثيرا في العامين الماضيين كغيري من غالبية الامريكيين".

ويضيف"لم اشهد في حياتي في الولايات المتحدة اسوأ من هذه الفترة اقتصاديا".

في المقابل يخشى المهاجرون غير الشرعيين وخصوصا العرب منهم ان تطالهم تأثيرات النصر الذي حققه الجمهوريون سيما مع تصريحاتهم الصارمة ضد الهجرة غير الشرعية.

وتثير هذه التصريحات قلق الأرملة العراقية هالة (33 عاما) التي فقدت زوجها في حرب العراق وتقيم عند اختها في الولايات المتحدة منذ اكثر من عام بشكل غير قانوني.

وتقول السيدة "لا انوي الرجوع الى بلدي من اجل ابنائي لكن اخبرني اصدقائي انه بعد فوز الجمهوريين يتعين عليا ان اتوقع ان يتم ترحيلي الى العراق".

اما الشاب حسين مصري الجنسية والذي يعمل في احدى كازينوهات لاس فيغاس فيخشى ان تنعكس هذه الاوضاع السياسة على اجراءات حصوله على الجنسية الامريكية برغم حصوله على الجرين كارد منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

وينظر المهاجرون في الولايات المتحدة عموما بعين من الريبة الى مواقف الجمهوريين المتشددة حول الهجرة غير الشرعية.