الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرب إعلامية مفتوحة بين المقاومة والاستخبارات الإسرائيلية: اختراق البث الإذاعي.. اتصالات هاتفية.. منشورات!

نشر بتاريخ: 31/07/2006 ( آخر تحديث: 31/07/2006 الساعة: 16:33 )
خان يونس- معا- مع اشتداد الحملة العسكرية العدوانية على قطاع غزة، وقيام قوات الإحتلال بارتكاب مجازر بشعة في مناطق مختلفة خاصة في شمال القطاع، وارتكاب مذابح بشعة تقشعر لها الأبدان من خلال استهداف المدنيين والأطفال، والقيام بعمليات قصف متعمدة للمواطنين داخل منازلهم في مناطق: الشجاعية، المغازي، خان يونس ورفح.

ومع اشتداد وتيرة المقاومة والاستمرار في إطلاق الصواريخ بالرغم من الإجراءات التي تتخذها قوات الإحتلال، ظهرت على السطح ظاهرة جديدة لقوات الإحتلال لمجابهة المقاومين، والتحريض عليهم، ودعوة المواطنيين الى نبذهم وعدم مساعدتهم، بالإضافة إلى ترويع المواطنين داخل منازلهم.

لجأت أجهزة المخابرات والشاباك، للسيطرة على بث الإذاعات المحلية التي تبث على موجه الـ FM، وخاصة إذاعات ( القدس، الشباب، الأقصى والحرية) كون أن هذه الإذاعات الأكثر انتشاراً في أوساط الفلسطينيين، وتعكس وجهات نظر تنظيمية وحزبية.

وقد تفاجأ عدد كبير من المستمعين لتلك الإذاعات باختراق البث من قبل متحدث عسكري إسرائيلي يتحدث بالعربية المكسرة يتلو بيانات تدعو الى مواجهة أفراد المقاومة الفلسطينية، وعدم توفير الحماية والملجأ لهم, ونبذهم من صفوف المواطنين لأنهم يجلبون الكوارث للمواطنين مثل ما يفعل حزب الله في لبنان- حسب بيانات الإحتلال.

هذه الحالة تكررت مع العديد من الإذاعات ولأكثر من مرة، حيث عمدت قوات الإحتلال إلى استخدام هذه الطرق الجديدة منذ أسبوعين، بهدف مواجهة المقاومة ومحاربتها في عقر دارها من خلال تحريض المواطن الفلسطينيين عليها.

الطريقة الثانية إلتي ابتكرتها حكومة الإحتلال وأجهزتها العسكرية والأمنية كانت الاتصال بعدد كبير من المواطنين وإبلاغهم بأن منازلهم مستهدفة وعليهم إخلاءها لأنها سوف تقصف بعد ساعة أو نصف ساعة من الاتصال, وعليه إخلاء المنزل وإبلاغ الجيران أيضا بضرورة مغادرة منازلهم خوفاً على حياتهم.

وهذا ما تم بالفعل اذ قصفت الطائرات الحربية المقاتلة العديد من المنازل في كل من مدن غزة ، رفح، خان يونس وجباليا، ومازالت الاتصالات تتواصل, بالإضافة إلى أن الإحتلال عمد على تشغيل اسطوانة بث من خلال الاتصال العشوائي ببعض الأرقام، تتوعد المواطنين وتحذرهم من حيازة الأسلحة في منازلهم او التستر على رجال المقاومة، مما أحدث حالة من الرعب والهلع في صفوف المدنيين والمواطنين.

إما الطريقة الثالثة فهي اقل أهمية، تتلخص في إسقاط عشرات الآلاف من البيانات، والمنشورات، بواسطة مظلات من طائرات أفـ 16 تحذر فيها المقاومين بأنهم مستهدفون وأن حياتهم في خطر بسبب أعمالهم العدائية ضد قوات الإحتلال.

بالإضافة إلى دعوة المواطنين إلى عدم التعامل مع المقاومة وعدم الاقتراب من المقاومين والابتعاد عن أماكن تجمعهم ونبذهم.

ويؤكد "ابو مجاهد" الناطق باسم الوية الناصر صلاح الدين ان الأساليب التي اتبعتها قوات الإحتلال والاجهزة الأمنية الإسرائيلية، لن تثني المقاومة عن اداء دورها، ولن تنجح في ايجاد فاصل بين المقاومة والجماهير الفلسطينية، لأن حالة الوعي الموجودة بين المواطنيين واعتزازهم وفخرهم بالمقاومة ستفشل كافة المخططات التي يهدف الإحتلال الى تحقيقها، مشيراً الى ان مثل هذه الأساليب الإجرامية لن تقف امام رجال وشباب المقاومة من اداء دورهم النضالي، بل ستدفعهم الى تقديم المزيد من الجهد في مواجهة المحتلين.

ويرى مراقبون أن حكومة الإحتلال لجأت إلى مرحلة الغزو الإعلامي لوسائل الإعلام والاتصالات الفلسطينية لمواجهة المقاومة بعد عجز ترسانتها العسكرية الضخمة عن مواجهتهم والقضاء عليهم، خاصة بعد عملية "الوهم المتبدد" واستغلالها من قبل جيش الإحتلال لتنفيذ مجازر وحشية ضد المدنيين في قطاع غزة.

مؤكدين ان مثل تلك الأساليب لن تنجح في ايجاد شرخ بين المقاومة وقاعدتها الجماهيرية خاصة في ظل تلك الظروف، والممارسات العدوانية والجرائم التي ترتكبها قوات الإحتلال ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني.