الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قطر 2022...بقلم: احمد قيسيه

نشر بتاريخ: 04/12/2010 ( آخر تحديث: 04/12/2010 الساعة: 13:16 )
عندما بدأت اسمع بموضوع ملف قطر لاستضافة كأس العالم وان دولة عربية تنوي التقدم للفيفا لنيل شرف استضافة اكبر تظاهرة رياضية في العالم على أرضها تبادر إلى ذهني مقولة يرددها دائما احد الأصدقاء ألا و هي (تشاؤم العقل وتفاؤل العاطفة) وبدا صراع داخلي ما بين العقل الذي يستحضر حيثيات و دهاليز وموازين قوى سياسية واقتصادية ومصالح شخصية وهيمنة إعلامية وفكرية ونظرة سوداوية من قبل الغير وعوامل أخرى كثيرة تقود كلها إلى الوقوع في براثن التشاؤم الذي طالما أحبط طموحاتنا و شكل سورا منيعا أمام تطلعاتنا و آمالنا، لكن هذه المرة وفيما يتعلق بموضوع ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022 كان للعاطفة على المستوى الشخصي مفعولا أخرا يدفع باتجاه التفاؤل وعدم اليأس في استشراف مستقبل واعد وجديد لهذه المنطقة و لهذه الأمة ولا أريد أن أقول هنا أن الفوز باستضافة كأس العالم هو الفتح العظيم أنما ما أردت قوله أن المعادلة القائمة يمكن أن يدخل عليها متغيرات جديدة تساعد على تحقيق توازن ما يوفر بيئة جديدة للعمل على تغيير الصورة النمطية الكئيبة و يكون بداية لتحول في منهجيات التفكير والعمل بحيث تكون الثقة في النفس عند الإنسان العربي والمسلم احد الثوابت الراسخة في طرفي المعادلة.

أما بالنسبة لقطر هذه الدولة الصغيرة في الحجم و السكان و بعيدا عن التفاؤل و التشاؤم فقد أخذت منحا أخر في العمل يعتمد على الإرادة القوية و الإيمان بإمكانية التغيير نحو الأفضل من خلال العمل الدءوب وفق خطة استراتيجيه تنطوي على رؤيا طموحة وأهداف ذكية بالمفهوم الاستراتيجي وضمن مبادئ وقيم سامية وقد لاحظنا ذلك كله في المادة التي عرضها القطريون وهي نتاج عمل ناجح طوال فترة الإعداد قام عليه مجموعة أكفاء استثمروا كل الإمكانيات والطاقات على أفضل وجه ليقفوا كتفا بكتف مع جحافله العالم ويتفوقوا عليهم، ولا أظن أن قطر أغنى من أمريكا و لا أظنها كذلك بالنسبة لباقي المتقدمين وهم اليابان وكوريا و استراليا كما حاول البعض أن يقول، إلا أن العمل المتقن والقدرة على الإقناع تفوقت على باقي الحيثيات التي تخوفنا منها كثيرا.

عندما صعد الفارس العربي صاحب الواحد وعشرين ربيعا إلى المنصة ليبدأ العرض و بدأ بالبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم) شعرت بالفخر والاعتزاز وهو يعطي انطباعا جديدا عن صورة الشاب المسلم الذي لا يلهيه الترف و الجاه عن التميز و الإبداع وقد ابهر العالم من خلال محتوى المادة التي انطوت على أفكار خلاقة فيها تواتر جميل يشد أذهان المتابعين و يصل حتما إلى الإقناع وقد اثر أن يتكلم بلغتهم ليقول نحن في هذا العالم قريبين من كل شيء و قادرين على عمل انجازات لن تبقى حكرا لأحد.

هكذا فازت قطر بالنيابة عن الجميع بشرف الاستضافة 2022 فل نبارك لهم و نبارك لأنفسنا على هذا الانجاز و لندعو الله العلي القدير أن يوفقهم و يعينهم على تنظيم كأس عالم للتاريخ و أن تعود الريادة لأصحابها.
[email protected]