الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"المواتير" في غزة .. تستعيد تواجدها وتفسد نزهة المتنزهين

نشر بتاريخ: 04/12/2010 ( آخر تحديث: 04/12/2010 الساعة: 21:45 )
غزة- معا- بالرغم من التحسن الملحوظ في الفترة الأخيرة للتيار الكهربائي في قطاع غزة، إلا ان المواطن الغزي لم يكد يهنأ بهذا التحسن سوى بضعة أيام لا تكاد تعد على الأصابع، حتى بدأ يسمع من جديد أصوات المولدات الكهربائية "المواتير" المزعجة المنتشرة في كل زقاق من شوارع قطاع غزة.

ففي ارقى مناطق غزة- حي الرمال- حيث متعة التنزه والمحلات التجارية تجد الحي يعج بالمولدات الكهربائية والتي تفسد نزهتهم إن تزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي.

فالمواطنون في غزة حين ينزلون إلى الشارع للترفيه عن أنفسهم واستنشاق الهواء الطلق يواجهون أصوات المولدات الكهربائية ورائحتها الخانقة التي تجبرهم على ترك الشارع والعودة إلى بيوتهم، ففي هذا الحي الهادئ مثلا لا يستطيع الصديق أن يتكلم مع صديقه وقت التجوال بسبب أصوات "المواتير" التي أصبحت معتادة.

خالد أبو جراد أحد المارة من قبالة أحد المحلات، والذي لوحظ عليه التذمر من صوت "المواتير"، يقول "هذا شي غير معقول وغير مقبول، ما في شارع إلا يكون فيه موجود اقل شي خمسة مواتير، وأصوات صعب انك تتحملها"، متسائلا متى سوف نصبح مثل باقي الدول المتحضرة؟.

ويضيف صديقه أحمد الذي كان بجانبه، "حتى في الكوفي شوب والذي من المفروض أن يتميز بالهدوء إلا انه لا يخلو من الماتور صاحب الصوت المزعج ".

ويؤكد أحمد انه رغم انزعاجه من صوت "الماتور" إلا انه يملك واحدا في بيته، وأنه لا يستطيع الاستغناء عن خدماته وذلك نتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء في غزة، ويتمنى أن يأتي اليوم دون أن يحتاج إلى استخدام الماتور.

فقد أصبحت المواتير وأصواتها ورائحتها عاملا مزعجا جدا لكل المواطنين وخصوصا المتنزهين منهم، ناهيك عن الأخطار المحدقة التي تسببها المواتير مثل الانفجارات التي تسببت في الكثير من حالات الموت والحرائق لدا المواطنين نتيجة أخطاء بسيطة في الاستخدام.

هبة احمد إحدى المتنزهات بحي الرمال بصحبة طفلتيها والتي كانت تحكم الإمساك بهن خشية اقترابهن من "المواتير" المنتشرة بالقرب منهم، "تقول لم يعد للخروج من المنزل بهدف التنزه طعم مثل السابق، فاليوم إذا أردت أن اخرج أنا وأطفالي أخاف عليهم من دخان المواتير الذي من الممكن أن يسبب الأمراض لهم".

أبو أحمد (36 عاما) صاحب أحد محلات الملابس وسط غزة، يقول أن محله لا يمكن أن يكتمل عمله دون الماتور والذي بدوره يزود المحل بالكهرباء التي تعطي الراحة للزبون حسب رأيه، ويضيف أن صوت الماتور مزعج ولكن لا يوجد بديل عن الماتور لسد الحاجة، ويتابع "هذه الفترة تشهد تزايد كبير بالانقطاع الكهربائي دون انتظام القطع".

أما من شركة توزيع الكهرباء في غزة: فيتوقع جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة في الشركة بتبني حلول جديدة في الفترة القادمة من قبل الجهات المسئولة لتوفير كميات جديدة من الكهرباء لغزة.

وأكد في الوقت نفسه أن هناك عجزا كبيرا في كميات الوقود المتوفرة لديها الآن، مشيراً إلى أن شركة توزيع الكهرباء تعمل ومنذ إجازة عيد الأضحى على مولد واحد فقط، وذلك لأن ما تجبيه الشركة من المستهلكين لا يكفي إلا لتشغيل هذا المولد.

وأشار الدردساوي في حديث لـ "معا" أن شركة توزيع الكهرباء قد رصدت كميات جديدة من الطاقة وذلك من خلال مصدرين، وهما إما مصدر محلي وهو من خلال شركة التوزيع في غزة "المالي" وذلك من خلال العمل على إنتاج طاقة جديدة للمستهلك، أو من خلال استجلاب مصادر جديدة وذلك يحتاج إلى اتفاقيات وتطوير عقود جديدة من خلال الجهات المختصة، مؤكدا أن المصدرين المتوفرين هما المصدر المصري والإسرائيلي فقط.