الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

العسيلي يصف أوضاع مدينة الخليل لوفدا المانيا يزور الخليل

نشر بتاريخ: 05/12/2010 ( آخر تحديث: 05/12/2010 الساعة: 17:19 )
الخليل- معا- التقى اليوم الاحد، خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل في دار البلدية، وفدا ألمانيا رفيع يرأسه "بودكهاردت يشكا" عضو البرلمان الألماني ويضم أعضاء برلمان من مختلف الأحزاب الألمانية وممثلين عن الوكالتين الألمانيتين GTZ وKFW يرافقهم "غوتز لينغنتال"، ممثل ألمانيا لدى السلطة الوطنية ومعتصم الأشهب من الممثلة الألمانية بهدف اطلاعهم على الأوضاع السياسية والحياتية في مدينة الخليل.

وبعد ترحيب العسيلي بالوفد تقدم بالشكر للحكومة الألمانية وللاتحاد الأوروبي على ما يقدمه من دعم للشعب الفلسطيني، وخص الوكالتين الألمانيتين للتعاون الدولي GTZ و KFW على تعانهم ودعمهم لمشاريع مختلفة في الأراضي الفلسطينية، ومستشهدا بدعم قطاع المياه وتمويلهم لحفر آبار في مدينة الخليل التي تعاني أزمة مياه منذ عدة سنوات.

وتحدث العسيلي عن واقع مدينة الخليل والتقسيم الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على المدينة، مبيننا اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وتاريخ احتلالهم لمنازل المواطنين والاستيطان في قلب المدينة وتحويلها إلى سجن محكم ببوابات الكترونية واغلاقات واجراءات أمنية غير منتهية بحجة حماية امن وسلامة المستوطنين، معرجا على وقائع مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف وما تبعها من إجراءات واغلاقات إسرائيلية في المنطقة الجنوبية من المدينة.

وأوضح العسيلي للوفد تأخر تنفيذ المشاريع الحيوية والأساسية والتطويرية في المنطقة الجنوبية بسبب الإجراءات والعقبات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة وتقيد حرية الحركة، إضافة إلى الانعكاسات السلبية على الاقتصاد الفلسطيني نتيجة هذه الإجراءات بالإضافة للضغط على سكان المنطقة وتجارها للرحيل منها وإفراغها، مبينا ما نشره تقرير مؤسسة بيتسيلم الإسرائيلية الذي تحدث عن تهجير 1000 عائلة من البلدة القديمة وإغلاق ما يزد عن هذا العدد من المحلات التجارية نتيجة الضغوطات التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية على أهالي البلدة القديمة.

وحول عملية السلام قال العسيلي رغم كل السياسات "العنصرية" التي تنتهج ضد الفلسطينيين، أن الفرصة كبيرة ومتاحة لتحقيق السلام بوجود الرئيس أبو مازن الذي يبحث عن تحقيق السلام كهدف استراتيجي إلا أن الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين التي يترأسها بنياكين نتنياهو فضلت الاستيطان على السلام وترفض كل الدعوات من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضاف العسيلي ردا على استفسار الوفد حول إمكانية التعايش مع المستوطنين بعد حلول عملية السلام، قال العسيلي كان هناك علاقة تجمع سكان يهود كانوا يعيشون في مدينة الخليل في الماضي واحتضنهم الفلسطينيين وحموهم عام 1929 ولا زالت تجمعنا علاقات شخصية مع بعضهم ممن ولدوا في هذه المدينة ونحن نرحب بأي يهودي في مدينتنا الفلسطينية العربية على أن لا يكون على شكل مستوطن أو محتل.

كما تطرق العسيلي في حديثه للمشاريع التنموية التي قامت بلدية الخليل بتنفيذها في الفترة الأخيرة مثل إستاد الحسين والصالة الرياضية المغلقة ووحدة التحكم بشبكة المياه عن بعد التي افتتحها رئيس الوزراء يوم السبت الماضي، مبينا اهتمامه الخاص بقطاع الشباب والقطاعات الثقافية والتعليمة التي تعمل على صقل الجيل الجديد وتوفير المرافق المساعدة في تحقيق هذا الهدف وإبعاد هذه الفئة عن مواطن الجريمة و العنف.

وردا على المطالب الفلسطينية من الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي قال العسيلي، نحن نتطلع إلى تدخل اكبر من قبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي في الضغط على إسرائيل والإدارة الأمريكية لتطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بعملية السلام وإيقاف الحكومة الإسرائيلية عن تعنتها بالاستمرار في الاستيطان وإنهاء العملية السلمية وفنحن لا نريد سوى تحقيق الشرعية الدولية.

في نهاية اللقاء شكر "بودكهاردت يشكا" العسيلي على التفاصيل والإيضاحات التي قدمها واظهر تضامنه مع مدينة الخليل، وقال "نحن عشنا التقسيم في مدينة برلين ونشعر ما يشعر به الفلسطينيون في مدينة الخليل ولا بد أن لا يكون هذا الوضع في المدينة أو على الأقل يجب العمل على أن لا يستمر طويلا وإنا كنت قد زرت الخليل في عام 2006 على رأس وفد برلماني، وقد تعرضنا للإيذاء من قبل المستوطنين ونحن نشعر بعمق المأساة التي تعيشونها في المدينة وتمنى أن ينتهي هذا الواقع المرير وسننقل لحكومتنا وشعبنا مشاهداتنا على ارض الواقع.

ثم غادر الوفد إلى البلدة القديمة بجولة ميدانية شملت حواريها ومناطق التماس مع البؤر الاستيطانية والحرم الإبراهيمي الشريف بعد أن تبادلوا الهدايا مع رئيس البلدية.