ويكيليكس كشف ضعف نفوذ أميركا
نشر بتاريخ: 05/12/2010 ( آخر تحديث: 06/12/2010 الساعة: 12:36 )
بيت لحم-معا- علق توماس فريدمان في مقاله بنيويورك تايمز بأن برقيات ويكيليكس كانت فيها مادة جذابة للبعض، لكن قراءة ما بين السطور فيها توصل إلى رسالة تنبيه مفادها أن أميركا قوة متسربة.
ولخص فريدمان ما فهمه من البرقيات وهو أن السعودية وجيرانها العرب يريدون أن تضرب أميركا عنق النظام الإيراني وتدمر منشآتها النووية، حتى يتمكنوا من الاحتفال سرا بهذا النصر على الفرس المكروهين، بينما ينضمون علنا إلى شعوبهم في الشوارع يحرقون دمية العم سام.
وقال إن سبب غضب الشعوب العربية من أميركا، رغم أن كثيرا منهم لا يحبون الفرس أيضا، هو أنهم يكرهون زعماءهم المنتخبين أكثر، والتظاهر ضد الأميركيين -الذين يساعدون في تثبيت قادتهم في السلطة- هو وسيلة لإلقاء المسؤولية علينا.
وبينما يحرضنا السعوديون على ضرب قدرة إيران النووية، تخبرنا البرقيات أن المتبرع السعودي العادي اليوم ما زال يشكل أهم مصدر لتمويل "الجماعات الإرهابية السنية" في أنحاء العالم، ناهيك عن "المساجد الأصولية والجمعيات الخيرية والمدارس التي تفرخ الطالبان في باكستان وأفغانستان".
وعليه فإن أموال النفط يتم تدويرها من خلال السعودية وتنتهي بتمويل نفس المتشددين الذين يحاربهم جنودنا. لكن لا تعتقدوا أننا ليس لدينا حلفاء، كما تنبئنا البرقيات عن أحمد ضياء مسعود، وهو نائب الرئيس الأفغاني من 2004 إلى 2009، الذي يمتلك منزلا فخما في دبي، وتم القبض عليه من قبل مسؤولي الجمارك هناك وهو يحمل 52 مليون دولار نقدا مجهولة المصدر.
ويبدو من مثل هذه البرقيات -كما قال فريدمان- أن أميركا أحيانا كثيرة تضطر لدفع أموال لقادة في باكستان وأفغانستان ليكونوا بوجهين، وإلا فإنهم سيكونون بوجه واحد فقط وضد الولايات المتحدة في السر والعلن.
إذن رسالة التنبيه التي يحملها كثير من هذه البرقيات هي أن أميركا تفتقر إلى النفوذ. فهي تفتقر إلى النفوذ في الشرق الأوسط لأننا مدمنون على النفط. فنحن المدمنون وهم الانتهازيون، والمدمن لا يقول الحقيقة أبدا للانتهازي.
وقال فريدمان إن كل السياسة الحكومية تتمحور حول النفوذ. فنحن لا نستطيع أن نجعل أنفسنا أكثر أمنا في الخارج ما لم نغير سلوكنا في الداخل. لكن سياستنا لا تربط بين الاثنين أبدا.
وختم فريدمان بأن العالم تشكل -قبل خمسين عاما- بطريقة معينة لتعزيز قيم معينة، لأن أميركا كان لها نفوذ لتشكيله بهذه الطريقة. لكننا ظللنا نفقد هذا النفوذ بانتظام بسبب إدماننا المزدوج لنفط الشرق الأوسط والائتمان الصيني.
ورغم أن إنهاء هذا الإدمان لن يحل وحده مشاكلنا فإنه بالتأكيد سيمنحنا مزيدا من القوة لفعل ذلك، وانعزالا أكثر عن هذا الجنون المحض في الشرق الأوسط إذا لم نستطع