الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حيادية الإعلامي الرياضي...بقلم: عصري فياض

نشر بتاريخ: 06/12/2010 ( آخر تحديث: 06/12/2010 الساعة: 13:39 )
لا شك أن الإعلامي الرياضي شخص له ميول ورغبات، خاصة في جهة تشجيعه لفريق ما، ولكن الإعلامي الرياضي المكلف بنقل حقيقة وجوهر النشاط الرياضي إلى العموم، يجب عليه أن يتوخى الحذر ويحرص على المصداقية والدقة، ويتجرد من رغباته وميوله قدر الإمكان، لأنه أصبح شخصية عامة في مجتمع الأسرة الرياضية، فالجميع في هذه الأسرة يحتاجون قلمه ويحتاجون رؤية أعمالهم ونشطاتهم في أعمدة الزوايا الرياضية في الصحف المحلية والصفحات الالكترونية، وهذه الحاجة التي تكون بحجم تلك الأسرة الرياضية سواء كانت على مستوى المحافظة أو أكثر، لا يليق بالإعلامي الرياضي أن يختزلها بإنفعلات زائدة، ويحصرها في نطاق الفريق الذي يحب ويساند، من هنا عمل الإعلامي الرياضي دقيق للغاية، ومستوى نجاحه يعتمد على مدى براعته في الحفاظ على التمسك بكل الخيوط الرياضية الموجودة على الساحة خاصة في ظل الأزمات والتباينات، بغض النظر عن موقفه الشخصي من طبيعة هذه الأنشطة والبناء والانجاز الرياضي، ودرجة تمسكه بالطريق الصحيح والمنطق والقيم، صحيح أن الإعلامي الرياضي قادر إلى حد ما على تسليط الأضواء على النقاط السوداء، لكن بقدر اقل بكثير من الإضاءة على النقاط البيضاء نظرا لطبيعة حساسية المؤسسات والأفراد للنقد المبنية على طبيعة الإنسان العربي والشرقي، لذلك يعمل على التماشي مع الواقع بقارب حذر، يضرب بمجدافه تلاطم المياه من حوله، ويضيف من الحين لآخر عزما على قوته محاولا إحداث تغيير في مسار المياه إن كانت لا تسير على ما يرام.

من هنا، لابد للإعلام الرياضي من الحرص على التمسك أكثر برسالته الإعلامية العامة، خاصة عندما يكون الحياد والتجرد من الرغبات مطلوبا وبقوة، اقصد في ساحة الميدان، وبعد الفراغ من التقرير والصورة والنشر، بعدها يستطيع الإعلامي الرياضي التعبير عن ميوله وشغفه الذي لا يخفى على احد، تماما مثل الجندي الذي يلتزم بقانون مؤسسته العسكرية مادام في الخدمة ويلبس بزته، ويمارس عمله، فإذا فرغ من عمله وعاد غالى بيته والتقى بالأصدقاء والأقارب والجيران، تلكم حيث شاء، وعبر عما يشاء، وصدح بالقول كيفما شاء.
















--------------------------------------------------------------------------------



190716971.jpg