جمعية الثلاسيميا تعقد ورشة لطلبة كلية الإعلام في جامعة النجاح
نشر بتاريخ: 06/12/2010 ( آخر تحديث: 06/12/2010 الساعة: 14:15 )
نابلس - معا - نظمت كلية الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، وبالتعاون مع جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا (أمل) ندوة هامة حول مرض الثلاسيميا تعريفه وأسبابه وعواقبه وكيفية الحد منه عن طريق ضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، وحول ما يعانيه مرضى الثلاسيميا وذويهم من معاناة مضاعفة نتيجة الإصابة بهذا المرض.
وتحدث في بداية الندوة الدكتور بشار الكرمي عن الثلاسيما والتي هي عبارة عن مرض فقر الدم، ومشكلة خلقية تنشا نتيجة طفرات في السلاسل البروتينية وعندها تبدأ خلايا الدم الحمراء لدى مريض الثلاسيميا بالتكسر بشكل يفوق الإنسان السليم، مما يؤدي إلى نقص الدم وترسب الحديد، وبالتالي الحاجة المستمرة إلى تغيير الدم بين الحين والآخر، مشيراً إلى أن نسبة 4% من المجتمع يحمل الصفة الوراثية للمرض، بالإضافة إلى تكاليف علاج هذا المرض المرتفعة والتي انفق عليها وزارة الصحة والحكومة الفلسطينية ما يقارب 10-15 ألف دولار سنوياً، لان كثير من الأسر لا تستطيع تأمين هذه المبالغ على طول سنوات العلاج.
وتحدث الكرمي عن أعراض المرض المتمثلة في شحوب واصفرار الوجه مع هبوط في نسبة الدم وضعف عام في جسم المريض.
وتناول الدكتور عبد الناصر دراغمة واقع الثلاسيميا في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن عدد المصابين بالمرض في مدن الشمال في فلسطين يزيد عنه في المدن الأخرى، حيث أن عدد الإصابات بالثلاسيميا في مدينة جنين بلغ 125 إصابة، وفي مدينة طولكرم 80 إصابة، وفي رام الله 50 إصابة، وفي قلقيلية، وفي نابلس/سلفيت وصل العدد إلى 100 مصاب، وهكذا يصل المجموع النهائي لحصيلة المصابين في مدن الشمال إلى ما يقارب 364 إصابة.
وتحدث دراغمة عن بدايات المركز المجتمعي للثلاسيميا الذي تم تأسيسه عام 2009، وان أهمية تأسيسه جاءت لزيادة المعرفة والوعي حول المرض خاصة للمقبلين على الزواج وضرورة إجراء الفحص قبل الزواج وتجنب زواج الأقارب، ومساعدة المرضى في العلاج.
وعرض الاستاذ محمود دراغمة دراسة سلوك واتجاهات الطلبة حول الامراض الوراثيه وخاصة الثلاسيميا اذ تبين من الدراسة بان معرفة الطلبة بالأمراض الوراثية قليلة، من حيث مسبباتها وطرق انتقالها، وطرق الوقاية منها وعلاجها، وتظهر النتائج مدى الحاجة الى التركيز على جهود التوعية والتثقيف الصحي المركز من خلال نشاطات فاعلة ومتواصلة، بحيث تتوفر للطلبة مرجعيات ومصادر ممكن الوصول اليها والتعامل معها بسهولة.
وبين دراغمة ان معرفة الطلبة تزداد نسبياً بمرض االثلاسيميا كأحد الأمراض الوراثية التي تسبب فقر دم مزمن، وتقل المعرفة بطرق الوقاية والمعرفة بمرض الثلاسيميا اذ ان قسم كبير من الطلبة لا يعرف مرضى الثلاسيميا ولم يطلع على ظروف علاجهم ومعاناتهم مع المرض، الأمر الذي يتطلب مزيداً من الأنشطة التي تدمج الطلبة المرضى مع أقرانهم لمزيد من التعلم النشط وتحقيق مفاهيم العدالة الاجتماعية.
من جهته، تحدث المحاضر في كلية الشريعة في جامعة النجاح الدكتور حسن خضر عن المرض وأهمية إجراء الفحص الطبي وعدم الانجرار وراء الشهوات والعواطف لدى من يكونوا على علم بحملهم للمرض ويريدون الزواج ممن يحملون السمة والمخاطرة بأولادهم الذي قد يأتوا مصابين وهكذا يتحول الحب إلى كره وإلقاء باللوم على بعضهم البعض.
كما تحدث خضر عن أهمية جيل الشباب وتأثيره والقوة التي يجب أن يتمتع فيها حتى يصلح مجتمعه ويفيده، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي لا يريد المجتمع المريض وإنما مجتمعاً قوياً سليماً في الخلق والنسل وقوياً ونظيفاً ومعافى سعيداً في حياته ويسعى لنشر السعادة لمن حوله.
ونوه الدكتور حسن خضر إلى حرمة إسقاط الجنين إذا تبين بعد الفحص انه مريض بالثلاسيميا، معتبراً إياه انه حياة وروح وقتلها يخالف الشريعة الإسلامية ويكون قد قتل روحاً، ورحب بالفتوى التي تنص على ضرورة إجراء الفحص قبل الزواج وان الكتاب لا يصح إلا به.
من جهته تحدث المحاضر في كلية الإعلام الدكتور حسام أبو دية عن دور الإعلام البارز والكبير في كشف القضايا والتأثير على الجمهور من خلال وسائل الإعلام المختلفة " المقروءة والمسموعة والمرئية " ولما لكل واحدة منها دورها وطريقتها الخاصة في توصيل الرسالة ففي المجتمع الفلسطيني الصوت والصورة يلعبان دورا مهما في إيصال المعلومة للجمهور والتأثير عليه.
وقال أبو دية " إن دور الإعلام لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، إنما له دور في كثير من الأمور والقضايا الاجتماعية المحيطة بنا والتي لا يلبث أي شخص إلا ويعاني من أي المشاكل الاجتماعية المختلفة "، مؤكداً على أن تكون هناك توعية شاملة لفئة الشباب الإعلاميين حتى يسهموا في تجسيد الواقع، وإيصال الرسالة وكشف معاناة الكثيرين على أن تكون هذه الرسالة قد قدمت بطريق تلفت الانتباه إلى موضوعها الرئيس ولا تذهب بالمهتم بعيدا، مشيراً إلى أن قصة صحفية بسيطة عن مرضى الثلاسيميا على سبيل المثال قد تؤثر على الآخرين وتدفع بهم إلى التأثير في بقية أفراد مجتمعة.
وقد أبدى طلبة كلية الإعلام مشاركاتهم وأسئلتهم المتنوعة حول مرض الثلاسيميا وأهمية الفحص وعبروا عن سرورهم بهذه الندوة التي أثرت لديهم الكثير من المعلومات، وقدموا بعض الاقتراحات الإعلامية التي تساعد في التعريف بالمرض والوقاية منه والتوعية حوله وضرورة التبرع بالدم ومنها : عمل أفلام وثائقية وعقد ندوات على نطاق أوسع في شتى المدن والقرى الفلسطينية.