الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المؤسسات الشبابية تغلب مصالحها على طموحات الشباب الفلسطيني وأحلامه

نشر بتاريخ: 06/12/2010 ( آخر تحديث: 06/12/2010 الساعة: 15:57 )
رام الله- معا- اكد ذوقان قيشاوي، المتخصص في القضايا الشبابية، أن قضايا الشباب هي احدى مسؤوليات الدولة بكل طاقاتها وامكانياتها وبعد ذلك يأتي دور مؤسسات المجتمع المحلي موضحا أن المؤسسات الشبابية تختلف من مؤسسة الى أخرى من ناحية الارتقاء بمطالب الشباب وتحقيق طموحاتهم.

واضاف قيشاوي خلال برنامج " احنا وين " الشبابي الذي ينفذ ضمن انشطة مشروع "بعقل متفتح" والذي تنفذه مؤسسة تعاون لحل الصراع ملتقى تعاون الشبابي، بالتعاون مع تلفزيون وطن والممول من مركز اولف بالمة الدولي ويهدف الى تفعيل دور الشباب وتعزيز مشاركته في كافة مجالات الحياة أن هناك مؤسسات شبابية تعمل بمجال رعاية الشباب كغطاء لتحقيق أهداف ذاتية و تسويق افكار سياسية معينة تكون نابعة من سياسة ونهج الممول مشيرا الى ان استهداف الشباب وتقديم بعض الخدمات لهم قد تتحول بعد حين الى وسيلة لتحقيق أجندة معينة.

وطالب قيشاوي، بمراجعة المؤسسات الشبابية ومعرفة أهدافها الأساسية بعيدا عن كونها مؤسسة تدعم الشباب، والعمل على ربط منظومة هذه المؤسسات مع بعضها ، مبيناً أن هناك مؤسسات تدعم قطاع الشباب بالدرجة الأولى و تبتعد عن أجندة التمويل الأجنبي.

وقلل قيشاوي من دور الشباب في المؤسسات التي تعمل لحساب الأحزاب، مؤكدا ان دورهم مهمش في اتخاذ قرارات، فهنا يكون "اللعب للكبار"

وقال قيشاوي: "إن التطوع هو نهج يقرب المواطن بالوطن اي يشعره بالمواطنة، ولا نلمس وجود هذا الفكر في اعماق الشباب"، وذكر ان هناك 4 اولويات بالنسبة للتطوع و العمل للشباب وهي اولويات الشباب واولويات المؤسسة واولويات الدولة واخيرا اولويات الممول وهذه الاولويات لا يمكن أن تلتقي، فالشباب بحاجة لمساحة أكبر للتطوع والتشجيع على ذلك.

وأكد أن بعض المؤسسات تمارس الاستغلال للشباب و لا تلبي رغباتهم وانما تقوم بالترويج أمام الممول بذلك لتلبية احتياجات المؤسسة نفسها، وهذا بدوره يخلق احباط لدى الشباب فنجدهم بعيدين عن هذه المؤسسات.

و قال قيشاوي: "إن سياسة الممول في دعم المؤسسات الشبابية أثر كثيرا على ثقافة التطوع من أجل التطوع في المجتمع، فأصبح الكثير يتطوع و يتقاضى راتب جيد نوعا ما على خلاف مبدأ التطوع من أجل خدمة الوطن بدون مقابل".

وركز قيشاوي على ضرورة تحفيز الشباب واقناعهم بالمشاركة والعمل من اجل الوطن على مبدأ التطوع وخدمة الوطن والغاء فكرة الممول من ذهنهم.

وقال قيشاوي: "إن أولويات الشباب في غزة اختلفت تماما في ظل الحصار المفروض عليهم وفي ظل الواقع الأليم، فاصبح الشاب يريد فقط أن يعيش وأن يسمعه أحد، فغابت مطالبته بحقوقه الشبابية البسيطة التي تحقق طموحاته".

وأكد أن طاقات الشباب في غزة هي القوة التي قد تكون فاعلة بحل الخلاف الواقع بين حركتي فتح وحماس.

كما أكد "أن قضايا الشباب في المؤسسات الرسمية كما في وزارة الرياضة والشباب ليست أولوية وانما قضية الشباب هي تحصيل حاصل، حيث انه في بعض الأحيان تخرج مبادرات في وزارة الشباب ويشارك فيها الشباب ولكن بعد ذلك نجد العمل يتوقف فهذه بحد ذاتها مشكلة"

وقال إن الشباب من يحدد القرار المصيري للقضايا المهمة في البلد وخاصة القضايا السياسية، ولكن ان استطاعوا الخروج من الجمود وعدم الانخراط الصحيح، فلا نحمل المؤسسة المسؤولية الكاملة فالشباب مطلوب منهم المشاركة الفاعلة بمبادرات شبابية.

وذكرت تالا حلاوة الناشطة الشبابية، "أن البدايات للشباب في المؤسسات تكون العلاقة بينهم وبين المؤسسة التي ينتمون اليها علاقة عادية ومبهمة، غير مدركين للأهداف والدواعي وأجندة الممول، فتكون مجرد تعريف وانخراط بهذه المؤسسات، بعد ذلك يبدأ الشباب مع الأيام بتدارك كل هذه الأمور".

و قالت حلاوة: "إن الشباب في المؤسسات يجدون مشكلة في الوصول الى المسؤولين عن هذه المؤسسات للمطالبة بحقوقهم وطموحاتهم، فهذا يدفع الكثير من الشباب الى ترك هذه المؤسسة بسبب الاهمال المفرط فيها، حتى أن الشاب يكون متطوعا، اي انه لا يكلف المؤسسة اي اعباء".

وأكدت حلاوة أن الشباب لديهم الطاقة للانتاج والابداع في المجتمع وما ينقصهم فقط زيادة المساحة لهم للعمل واثبات الذات، وعدم استخدامهم كأداة ووسيلة لتحقيق رغبات المؤسسة، داعيا الى ضرورة قيام الشباب بتحديد ماذا يريدون من اجل المطالبة بهذه الحقوق بقوة و فرضها كأمر واقع في المجتمع

وذكرت الناشطة حلاوة "أن غياب دور الشباب في القضايا المصيرية في المجتمع تقع على عاتق المؤسسة ، وهي الجهة المفترض أن تحاسب، مشدده على اهمية تحفيز الشباب منذ البداية للاستفادة و حصد القيمة المعنوية من وراء الخدمة في المجتمع والتطوع وليس مجرد وجود الشباب لتضييع الوقت، وهذا يكون دور المؤسسات الأساسي و هو التركيز على الشباب و اغنائهم بالمعرفة و القناعة بخدمة وطنهم و الدفاع عنه دون مقابل، وبمجرد أن المتطوع استفاد من المؤسسة تكون هناك تغذية راجعة اي تعود بالفائدة للمؤسسة".