الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجدار يعزل اكثر من 200 الف مقدسي ويخرج 55 الف من سكان مخيم شعفاط وكفر عقب خارج العاصمة

نشر بتاريخ: 10/07/2005 ( آخر تحديث: 10/07/2005 الساعة: 23:03 )
أولمرت : الرئيس السابق لبلدية القدس الغربية ... يضيف نقاطاً جديدة لصالحه .
تفكجـي : القرار اتفاق على الديمغرافيا .. الحموري : حي نسناس هكذا يريدون القدس .
أورن حافتئيل : المتضررون من العزل بسبب الجدار 200 الف مقدسي .


معا - محمد عبد ربه - القدس : يقف ايهود اولمرت ، الرئيس السابق لبلدية القدس على رأس الجهود التي بذلت في غضون الايام القليلة الماضية لحث حكومته على التسريع بالمصادقة على مسار الجدار العازل فيما يعرف ب (( غلاف القدس )) مستمداً نفوذه هذه المره من منصبه نائباً لرئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون ، والذي أوعز الاخير الى وزيرة القضاء وحكومته تسفي ليفني مؤخراً بتذليل " العقبات القانونية " التي تحول دون استكمال بناء مقاطع من هذا الجدار ، خاصة في الحد الشمالي من مدينة القدس ، وتعد مصادقة الحكومة الاسرائيلية امس على مسار الجدار والتسريع ببنائه حول القدس نجاحاً اضافياً لاولمرت الذي يدرك اكثر من غيره بحكم خبرته السابقة رئيساً للبلدية ، كيفية التعامل مع ( البعبع )الديمغرافي الفلسطيني في المدينة المقدسة ، وقد افزعته حين كان رئيساً للبلدية نتائج دراسه قام بها خبير الديمغرافيا الاسرائيلي في الجامعة العبرية سيرجيو فيرغولا قبل اكثر من ثلاث سنوات حين حذّر من انقلاب وشيك في الميزان الديمغرافي في القدس لصالح الفلسطينيين خلال السنوات العشر القادمة .
ولهذا كان على جدول اعمال الحكومة الاسرائيلية بالامس رزمة من الاقتراحات لمعالجة هذا الخطر الديمغرافي ، وغيره من اخطار تضعضع السيطرة اليهودية المطلقة على المدينة المقدسة طرحها رئيس البلدية السابق اولمرت ، حين اوصى باخراج مخيم شعفاط ، وكفر عقب خارج الحدود البلدية المصطنعة للقدس ، اي التخلص من اكثر من 55 الف مقدسي حملة البطاقة الزرقاء ، ولا يبدو هذا العدد من المقدسيين هو العدد النهائي ممن سيفقد حقوق اقامته في المدينة المقدسة بعد ان يكتمل بناء الجدار حول المدينة المقدسة ، حسب خطة اولمرت ، فهناك نحو 70 الف يقطنون بلدة الرام و ضاحية البريد ، وعشرة آلاف آخرين في ضاحية السلام - عناتا الجديدة شمال شرق القدس - واكثر من ثلاثين الفاً آخرين يتوزعون على أحياء (( المطار)) ، (( سميراميس )) العيزرية ، ابوديس ، ما يعني ان اجمالي المقدسيين الذين سيعزلهم الجدار بمساره الجديد سيصل الى نحو مائتي الف نسمة ، ولن يبقي هذا المسار من الجدار الا على نحو خمسين الفاً فقط من المواطنيبن المقدسيين كما يقول زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ، وتؤكد المعطيات التي يعرضها الحموري ، معطيات سابقة كان اولى بها البروفيسور اورن حافتيئيل ، رئيس قسم الجغرافيا في جامعة بن غوريون في النقب ، حين اكد ان العدد الحقيقي من المقدسيين الذين سيتضررون من جدار الفصل في القدس يصل الى 200 الف شخص ، وليس كما تورده المعطيات الرسمية الاسرائيلية .
ويرى الحموري ان المخاطر التي يواجهها المقدسيون حالياً لا تنحصر في المسار الجديد لجدار العزل في غلاف القدس فحسب ، بل هناك مخاطر عديدة اخرى ستؤدي في النهاية الى اضعاف الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة ، وانهاكه ، وتحويل القدس العربية ، الى يافا اخرى ، أو الى حي (( نسناس )) جديد .
ويستدل الحموري على ما يذهب اليه بالاشارة الى غلواء التصعيد الجاري هذه الايام في مدينة القدس فهناك عمليات هدم سبه يومية تطال منازل المواطنين حتى زاد عدد المنازل المدمرة منذ مطلع العام الجاري ، وحتى الان عن سبعين مبنى سكنياً ، فيما يزيد عدد الاخطارات التي سلمت للمواطنين لنفس الفترة عن عددا ، الى جانب عشرات اوامر الهدم الادارية ....
ويلفت الحموري الانتباه الى ما تقوم به طواقم التحقيق الميدانية التابعة للتأمين الوطني الاسرائيلي من المواطنين المقدسيين القاطنين في الضواحي المضففة في مناطق الضفة الغربية ، فيشير الى ان هذه الطواقم ضاعفت هي الاخرى من عملها ، ومن ملاحقتها للمتدينيين ، في حين سيلحق التعديل الاخير الذي اقرته الحكومة الاسرائيلية بشأن الدخول الى اسرائيلي الاذى والضرر بالآف الاسر المقدسية التي كانت قدمت على مدى السنوات الماضية طلبات جمع شمل ، ولم تحصل حتى الان على موافقة وزارة الداخلية ....
هذه المخاطر التي تحدث عنها الحموري ، اشار اليها في قلب المدينة المقدسة لا تحظى بأية خدمات ، فكيف بالاحياء التي سيبعدها الجدار اكثر عن سيطرة البلدية ، ونفوذها ؟؟ ... وأضاف ( من الواضح ان اقتراح اولمرت بتشكيل لجان لادارة الاحياء المعزولة هو مقدمة للتخلص من هذه الاحياء ، ومن سكانها ، وبالتالي حل المشكلة الديمغرافية التي تقلق اولمرت وحكومته ، كما انها ستساعد في رسم جديد لحدود القدس الكبرى بالمفهوم الاسرائيلي .... ومن شأن المصادقة على المسار الجديد للجدار حول القدس ان ينعكس سلباً على القضايا المتطوره في المحاكم الاسرائيلية ، خاصة المحكمة العليا - وهي اعلى هيئة قضائية في اسرائيل - علماً بأن الاخيرة كانت اجازت للحكومة اقامة مقاطع من الجدار داخل حدود مدينة القدس ، باعتبارها مناطق سيادية اسرائيلية ، يحق للدولة العبرية اتخاذ ما تراه مناسباً بشأن التعديلات المقترحة على الجدار في حدود هذه المناطق) .

بيد ان الرسالة ذات المغزى بالنسبة لمصادقة ، الحكومة الاسرائيلية على مسار الجدار حول القدس هو في تزامنها مع مرور عام على قرار محكمة (( لاهاي )) الذي طالب الحكومة الاسرائيلية بإزالة الجدار ، بإعتباره اجراء (( غير قانوني )) كما يبدو ان المصادقة هذه رسالة موجهة الى الفلسطينيين الذين ينظمون اليوم الاثنين مؤتمراً في رام الله لبحث تفعيل قرار محكمة (( لاهاي )) ونقله الى مستويات اخرى .