الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرائق الكرمل خُمدت لتشعل الحرائق السياسية في الحكومة الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 08/12/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 16:04 )
بيت لحم- معا- سيقوم مراقب الدولة الاسرائيلي بعد ظهر اليوم الاربعاء بنشر التقرير الذي اعده عن وضع استعداد اسرائيل اثناء الطوارئ، والذي عكف على اعداده منذ اشهر وبعيدا عن الحريق الهائل الذي اندلع في جبال الكرمل يوم الخميس الماضي، والذي كان امتداد للجان التحقيق التي اعقبت حرب لبنان الثانية عام 2006، وكذلك التوصيات التي سبق واقرتها حكومة ايهود اولمرت عام 2008 والمتعلقة بتطوير الاطفاء الاسرائيلي، حيث شكل الحريق الاخير نقطة اضافية للحالة المتردية التي خلص اليها التقرير عن استعداد اسرائيل للتعامل مع أي حالة طوارئ.

وبحسب مصادر اسرائيلية فان التقرير قد وصل الى عنوان اساسي يفيد ان الاطفاء الاسرائيلي في حالة الانهيار وذلك قبيل اندلاع الحريق، وينتظر مراقب الدولة التحقيقات التي تجريها الحكومة الاسرائيلية وامكانية تشكيل لجنة تحقيق خاصة بهذا الشأن، او الاكتفاء بما ورد في التقرير الذي سيعرضه بعد ظهر اليوم وكذلك تحقيقات الحكومة الاسرائيلية.

واشارت هذه المصادر ان الاتهامات تتوجه بشكل كبير الى وزير الداخلية الاسرائيلية ايلي ايشاي، حيث سيشكل هذا التقرير ضربه اضافية له خاصة انه ومنذ اندلاع الحريق في جبال الكرمل وهو فاقد القدرة على الدفاع عن نفسه، الامر الذي دفعه للكذب بشكل سافر يوم امس الثلاثاء عندما اعتذر عن المشاركة في المناقشة للسلطات المحلية الاسرائيلية التي عقدت في هرتسيليا، لمناقشة كيفية مواجهة الكوارث وحالات الطوارئ، وذلك بسبب مشاركته في اشعال الشمعة في حائط المبكى بمناسبة عيد الانوار اليهودي، ولكن لسوء حظ ايشاي ان بعض طواقم الاطفاء التي قدمت من بعض الدول لاخماد الحريق، توجهت مساء امس الى حائط المبكى لمشاركة اليهود في اشعال الشمعة والاحتفال بعيد الانوار، ولكن ايشاي لم يكن حاضرا في هذا الاحتفال ليتبين للحضور الكذب العلني لوزير الداخلية الاسرائيلي الذي هرب من اجتماع ليلة امس.

واضافت هذه المصادر ان الاتهامات بدأت تزداد لوزير الداخلية الاسرائيلي من بعض الوزراء وتحميله المسؤولية الكاملة للحريق في جبال الكرمل، خاصة انه لم يجر أي تطوير لمعدات الاطفاء خلال السنتين الماضيتين مع وجود توصيات بذلك، خاصة انه تم رصد موازنات لوزارة الداخلية لهذا الغرض مع انها لم تصل للمبالغ التي طلبها ايلي ايشاي، كذلك فانه تبين مع اندلاع الحريق عدم وجود مواد تساعد على اطفاء الحرائق في اسرائيل، وما كان موجود تم استنفاذه في اول ساعة عمل لطواقم الاطفاء، كذلك فقد برز تساؤل على ضوء كيفية التعامل مع حرائق الكرمل، كيف يمكن ان يتعامل الاطفاء الاسرائيلي وهو على هذه الحالة مع وضع حالة الطوارئ ووجود اكثر من حريق في نفس الوقت؟.

وارتباطا بهذا الموضوع الذي اشغل الاسرائيليين على مدار الايام الماضية، فقد اقدمت صحيفة "هآرتس" على عمل استطلاع للرأي في اسرائيل، حيث ابدى غالبية الاسرائيليين عدم قناعتهم بتشكيل لجان تحقيق خاصة في موضوع الحرائق، ودعوا الى ضرورة العمل الفعلي على تطوير الاطفاء الاسرائيلي وفقا للجان التحقيق السابقة وكذلك تقرير مراقب الدولة الذي سيصدر بعد ظهر اليوم، كذلك فان الغالبية في اسرائيل غير مقتنعين بالتبريرات التي قدمها وزير الداخلية ايلي ايشاي، حتى في اوساط المتدينين اجاب 48% انهم مقتنعين بمبررات ايشاي.

من جانب آخر اعلنت رئيسة الفريق الخاص للتعامل مع ضحايا حرائق الكرمل مريام بيربورغ عن استقالتها صباح اليوم الاربعاء، وذلك بعد يومين فقط على تعينيها من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لتشكل بذلك ضربة جديدة لجهود نتنياهو في التعامل مع نتائج الحرائق وتفتح مزيد من التوترات السياسية داخل الحكومة الاسرائيلية.

وبحسب مصادر اسرائيلية فقد تم تشكيل هذا الطاقم الخاص من مختلف الوزرات الاسرائيلية ذات الصلة واسند مسؤوليتها الى مريام في جو احتفالي، ولكنها قدمت اليوم استقالتها الى نتنياهو وذلك تحت مبررات عدم تعاون المجالس المحلية في منطقة الكرمل معها، وكذلك لموقف رئاسة الكنيست الاسرائيلي الذي هاجمها وهاجم طريقة تعينها على رأس هذا الطاقم.