الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستعربون اليهود : قوات كوماندوز للإختطاف والقتل بسرعة الريح

نشر بتاريخ: 19/05/2005 ( آخر تحديث: 19/05/2005 الساعة: 22:11 )
معا - ناصر اللحام - في حوالي الساعة العاشرة صباحاً توقفت سيارة نصف شحن من نوع مرسيدس Benz أمام مقر البنك العربي-فرع قرية الخضر جنوب بيت لحم ونزل رجلان عربيان (هكذا يبدو) وشرعا في إنزال صناديق من كرتون في باحة البنك، وهنا تدخل رجل ثالث بلباس عربي ونهرهما طالباً منهما إزالة هذه الصناديق من أمام البنك، فتشاجر الثلاثة وبصوت مرتفع، ولم يكن أمام حارس البنك فراس أبو عاليا سوى التقدم ومحاولة فضّ الشجار بهدوء حتى لا يتاذى أحد ...

وفجأة وبلمح البصر ينقضّ عليه الثلاثة، يشهرون مسدساتهم في وجهه ويبطحونه أرضاً وينضم إليهم أربعة آخرين مدججين بالسلاح من كابينة السيارة ويبدأ الجميع بضربه حتى يصبح في حالة يرثى لها، ولغاية الآن لا يعرف أحد من السكان أو أجهزة أمن السلطة شيئاً، ويجري تقييد فراس بالقيود ووضعه داخل السيارة، فيما تبدأ أكثر من عشرين آلية عسكرية بالتقدم نحو القرية، وحين يشعر الصحافيون (وهم عادة أول من يعرف) بأن هناك شيئاً مريباً في تلك المنطقة ويبدأوا يتصلون بالجيران كانت جميع الإشارات لا توحي للحقيقة، فهناك من قال بأن مشاجرة وقعت بين مجموعة من سواق السيارات، وهناك من روى قصصاً أخرى، وتقوم الآليات العسكرية للإحتلال بمرافقة سيارة المرسيدس التي تحمل لوحة ترخيص فلسطينية حتى إخراجها من الأراضي الفلسطينية ومعهم "الغنيمة" فراس أبو عاليا القائد الجديد لكتائب شهداء الاقصى والذي لم يمض على توليه هذا المنصب سوى عشرة أيام، حيث كانت وحدة مستعربين خاصة مشابهة بإعتقاله سلفه جمال حمامرة من مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم.

وفي حقيقة الأمر فإن عمل القوات الخاصة المستعربين ضد الانتفاضة يشبه جبل الجليد، أي أن ثلثاه تحت الماء وثلثه ظاهر فقط، والمقصود أن ثلثي نجاح عملهم مبني على المعلومة الإستخبارية الدقيقة، وقوة الإختراق والمفاجئة للعدو ومباغتة الهدف والتجديد وعدم السماح للصدفة أن تلعب أي دور.

وقد تكرّر إستخدام المستعربين لسيارات المرسيدس Benz نصف التجاري أكثر من 5 مرات وفي كل مرة لا يحذر نشطاء الاتفاضة منها، فعملية إقتحام مخيم عايدة وإغتيال الشهيد الحمساوي محمد أبو عودة قبل ثلاثة أشهر كانت بنفس الطريقة، وأما قائد الجهاد الإسلامي محمد شحادة فنجا من عملية مماثلة بأعجوبة حيث وقبل أن تصل سيارة المرسيدس Benz الى بيته بعدة أمتار وكانت السيارة مموّهة على شكل بيع الخضار، ضاقت عليها الطريق ولكن السائق للسيارة المقابلة كان عنيداً فرفض الرجوع للخلف وهنا صرخ الطرفان على بعضهما فاقترب الأطفال للمشاهدة وإذا بهم يلمحوا بنادق صغيرة تلمع من تحت ملابس باعة الخضار فعرف الصغار أنهم قوات مستعربين وأخذوا يرجمونهم بالحجارة ويصرخون "يا محمد شحادة أهرب" فأطلق الجنود المتخفين النار وهرب محمد شحادة بسلام لأن الصدفة أو أن ان الله أرسل سائق سيارة عنيد في وجه سيارة المستعربين، ولا ننسى أن هذا السائق تعرض لضرب لن ينساه بسبب إفشاله العملية.
ويبدو أن إتقان سر القصة الساترة هو أحد أشكال نجاح المستعربين، فمثلاً توقفت سيارة فولسفاجن نقل عند محطة تعبئة الوقود وحين تقدم نضال أبو عكر (مسؤول في الجبهة الشعبية) ويعمل في تعبئة الوقود لملئ السيارة بالوقود إختطفه أربعة شبان داخل السيارة بسرعة البرق وإنهزموا به الى معسكر الجيش القريب، وظن الناس لأكثر من نصف ساعة أن الأمر سرقة، حتى أعلنت إذاعة جيش الإحتلال النبأ.

وفي شوارع الحارة الشرقية في جنين وقع حادث سير بين سيارتين مدنيتين وكان في السيارة الأولى خمسة من قادة كتائب شهداء الاقصى المسلّحين- الذين نزلوا للتحقق من أضرار السيارة ففتتح ركاب السيارة المدنية الثانية نيران أوتوماتيكية من بنادق قصيرة بإتجاههم وقتلوهم الخمسة بأكثر من خمسمئة رصاصة ولاذوا بالفرار في أسوأ حادثة.
أحد قادة الكتائب عقب على هذه الحوادث بالقول أن شباب المقاومة يجب أن يتخذوا إجراءات إحتياط وأمن وتخفي أكثر مما هو عليه.

ولكن أحد مدربي القوات الخاصة قال للقناة التلفزيونية العبرية إننا نتوجه للمهمة بعد تدريب ودراسة ومعرفة صورة المطلوب وطباعه ونوع السلاح الذي يحمله، ونفاجئه في ثواني معدودة ثم ننسحب لأننا لو بقينا للحظات أخرى في الموقع قد نموت، وفعلاً ولأن الفدائي يتردّد في فتح النار على هذا الغريب الذي يلبس اللباس العربي تكون اللحظة لصالح المستعربين.