مختصون يؤكدون على استمرار العمل في التربية الموسيقية
نشر بتاريخ: 08/12/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 15:15 )
رام الله- معا- أشاد توم جرافيلي من المعهد النرويجي للعروض الموسيقية ريكسكونسيرتنه بالمستوى العالي لدى الشركاء الفلسطينيين في تنفيذ خطط برنامج الموسيقى للجميع، مثمنا التزام وزارة التربية والتعليم العالي، مؤكدا على دور الموسيقى في بناء الأمم.
جاء ذلك في الاجتماع السنوي الذي عقد اليوم لشركاء برنامج الموسيقى للجميع الذي يتم بالشراكة ما بين مؤسسة صابرين والمعهد النرويجي للعروض الموسيقية ريكسكونسيرتنه، ووزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومدارس البطريركية اللاتينية بدعم من مكتب الممثلية النرويجية.
وأضاف جرافيلي في كلمته بأن هناك تشابها بين التجربتين الفلسطينية والنرويجية، كون النرويج تعرضت للحروب، حيث نصح الفنانون هناك بإيجاد دور للثقافة والفنون أثناء إعادة بناء النرويج بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم تأسيس ما عرف بالمسرح المتنقل والحفلات الموسيقية المتنقلة والجاليرهات الفنية المتنقلة.
من ناحية أخرى أكد جرافيلي على أهمية العروض الموسيقية للناشئة والطلبة، حيث يشرف معهد ريكسكونسيرتنه على تنفيذ 10 آلاف عرض سنوي في المدارس النرويجية، يشترك فيها 850 فنانا، بواقع حفلتين لكل طفل نرويجي.
وفي سياق تحسين نوعية التعليم، أشار توم جرافيلي بأهمية التركيز على معلمي الموسيقى، لما لها من دور تحفيزي للطلبة على التعلم والانجذاب إلى المدرسة كمكان ممتع.
وفي الوقت الذي ينفذ فيه برنامج الموسيقى للجميع في مديريات الضفة الغربية، أمل جرافيلي أن يتم الوصول إلى أطفال غزة ليستفيدوا من هذا البرنامج، وهو يأمل أن يكون هناك إمكانية لذلك من خلال الشراكة مع وكالة الغوث التي تشرف على مدارس الأنروا في قطاع غزة.
ويطمح جرافيلي إلى تأسيس مركز موسيقى فلسطيني يلتقي فيه فنانون من الدول القريبة كمصر والأردن، كي يكون حاضنة إنتاج موسيقي وحاضنة للتعليم، ويشرف على العروض الموسيقية المدرسية.
وأشاد جرافيلي بتجربة مؤسسة صابرين للإنتاج الفني في هذا المجال، وكيف أن صابرين لديها ما تقدمه من خبرات وإبداعات في الندوات والمهرجانات المختلفة التي يشارك فيها معهد ريكسكونسيرتنه، مؤكدا على دعوة صابرين للندوة التي ستنظمها جامعة حلوان في القاهرة قريبا.
في هذا السياق أكدت إلهام عبد القادر مدير عام النشاطات الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي على الاتجاهات الإيجابية والداعمة لدى التربية والتعليم للتربية الموسيقية، من خلال تعاملها مع حصص الموسيقى والمناهج، وتوظيف العشرات من خريجي الموسيقى، وتأسيس النوادي الموسيقية والعروض، وتزويد المدارس بالكتب والوسائل الفنية.
من جهته طالب ساهر ياسين رئيس قسم النشاط الموسيقى في وزارة التربية بالاستمرار بالبرنامج وتوسيعه وتطوير الموارد وزيادة التبادل الثقافي بين النرويج وفلسطين، وتطوير العروض الموسيقية، كما طالب بإجراء دراسة حول أثر التربية الموسيقية على الطلبة من نواح تربوية ونفسية.
وقد عرضت مؤسسة صابرين الشريك الأساسي في برنامج الموسيقى للجميع لرؤيتها وأسلوب تنفيذ البرنامج، حيث وصفت عبير حزبون من مكتب صابرين في بيت لحم تطور صابرين، وسياق تأسيسها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، كمؤسسة تنتج الموسيقى وتقدم العروض.
أما برنامج الموسيقى للجميع المنفذ في 17 مديرية تربية وتعليم، فقد ذكرت حزبون بأن اتجه نحو تحقيق هدفين هما إثراء التذوق الموسيقي وتطوير الموارد الموسيقية في المدارس.
وفيما يخص العروض الموسيقية، أشار جوزيف دقماق إلى كل من عروض بدايات والصديقان لسن 9-12 عاما وبال وي لسن 12 إلى 15 عاما، وهي عروض موسيقة مدرسية متنقلة للتعريف بالموسيقى، حيث يهدف عرض الصديقان للتعرف على الفروق بين الآلات الموسيقى العادية والآلات المصنوعة من الطبيعية، بينما يهدف بال وي إلى التعريف بالموسيقى العالمية والموسيقى الفلسطينية.
وبالنسبة لنوادي صابرين الموسيقية، فقد استعرضها جون حنضل، حيث رآها استمرارا للحصة الموسيقية خارج اليوم الدراسي، حيث يتم التدريب على الإيقاع والدبكة والجوقات، وهو تعليم يتميز بالاختيار والبعد عن الضغط الدراسي، تقوم مؤسسة صابرين بالإشراف عليه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
أما الباحثة والتربوية روزان خوري فأشارت إلى حاجة مجتمعنا إلى التربية الموسيقية، خصوصا أن الأطفال تحت الاحتلال يحتاجون متنفسا لهم. مضيفة إلى أثر الموسيقى في نمو الأطفال. وذكرت أن الموسيقى تساعد الطلبة في التفكير المنطقي وتساعدهم في التعبير عن أنفسهم.
وذكرت أن صابرين أعدت منهاج الموسيقى لتلاميذ الصفوف من الصف الأول حتى الرابع الأساسي، لأنه بعد ذلك يوجد منهاج فلسطيني للموسيقى. وأكدت على أهداف البرنامج في زيادة ذائقة الطلبة موسيقيا، والمساهمة في نمو الإدراك الحسي والوعي الموسيقي.
وعن برنامج "غنيها" فقد تحدثت عنه نورا شقور من صابرين، وهو برنامج أشرف على منافسات بين الطلبة على الغناء، ما بين 12 عاما حتى18 عاما، وفيه تم تدريب الطلبة المشاركين على الوقوف على المسرح والتعامل مع الميكروفون، حيث تم ذلك بمساعدة فنانين من الولايات المتحدة.
ثم تلا هذا العرض انطباعات المشاركين، حيث تحدث وحيد جبران نائب مدير التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأنروا حول دور الموسيقى في التعليم، كونها جزءا من الثقافة والتربية، مؤكدا على دورها في جذب الطلبة للتعليم. فيما أشارت عبير حنا من مدارس بطريريكية اللاتين إلى ضرورة دعم التربية الموسيقية في المدارس، مثمنة التعاون مع مؤسسة صابرين.
أما عمار قضماني رئيس قسم العلوم الموسيقية في جامعة النجاح فقد تحدث عن التربية الموسيقية في كلية الفنون الجميلة وتطورها وإمكانياتها وطموحها، ووصف الحالة الأكاديمية في قسم الموسيقى وأمل أن يتم في المستقبل تعاون وتبادل للخبرة بين جامعة النجاح والمعاهد الموسيقية في النرويج، مبديا استعداد القسم للتعاون وحضور برامج التدريب.