الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض خلال حديثه الاسبوعي: القدس عاصمة فلسطين الأبدية وكنزها السياحي

نشر بتاريخ: 08/12/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 17:09 )
رام الله -معا- استهل رئيس الوزارء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي بتوجيه التهنئة لشعبنا وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية، وقال:"أدعو الله أن يعيده على شعبنا وعلى سائر شعوب العالم بالخير والبركة".

وأضاف:" في غمار هذه المناسبة، وفي إطار نموذج التعايش بين أبناء شعبنا، تستعد فلسطين أيضاً في هذه الأيام، وعلى مدار هذا الشهر، لاستقبال أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية. وإنني إذ آمل أن تعطي هذه المناسبات لأبناء شعبنا المزيد من الفرح والأمل، فإننا نسعى إلى تكثيف جهودنا على الصعيدين المحلي والدولي كي نتمكن من أن نحتفل بمثل هذه المناسبات في العام القادم، وقد تحررت بلدنا، واندحر الاحتلال، وقامت دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967".

وأفرد رئيس الوزراء حديثه حول دلالات هذه المناسبات وقال: "تشهد فلسطين هذه الايام استعداداً كبيراً لاستقبال احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، ويستعد أبناء شعبنا بمسيحييه ومسلميه لتشاطر هذه الأفراح والاحتفالات. لهذا كله، ولما تحمله هذه المناسبات من معان ودلالات هامة لدى شعبنا، وما تحمله من روح التفاؤل والأمل والكفاح التي عبرت عنها رسائل الأنبياء لبني البشر، ارتأيت أن أخصص حديثي الإذاعي الاسبوعي حول دلالات هذه المناسبات وارتباطها بالأخوّة الإسلامية المسيحية، ومضمون الثقافة العربية، وتاريخ شعبنا وثقافته الوطنية، وما مثلته من نموذج لتعايش الأديان في هذه الديار المقدسة التي باركنا الله بها. هذا بالإضافة إلى ارتباط هذه الاحتفالات بنهوض موسم السياحة، وزيارة القدس وبيت لحم والأماكن المقدسة فيها".

وأكد فياض أن السلطة الوطنية تسعى للنهوض بقطاع السياحة، بإعتباره مصدراً هاماً للدخل القومي، وأحد أعمدة الحياة الاقتصادية، ونافذتنا على العالم. وقال:" لقد تركز قسم كبير من جهود السلطة الوطنية الفلسطينية على إحياء هذا القطاع الاقتصادي الهام في فلسطين. ونسعى من خلال وثيقة "موعد مع الحرية" التي حددت إجراءات وأولويات العمل في العام الثاني والأخير من خطة عمل السلطة الوطنية، إلى تعزيز صناعة السياحة، وتوسيع المرافق والمنشآت السياحية، وضمان حماية الآثار والمواقع التاريخية والأثرية. كما نسعى لزيادة حصة فلسطين من السياحة الوافدة بإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع السياحية الحيوية، وتنمية وتطوير الموارد الطبيعية والثقافية".

وشدد رئيس الوزراء إلى إن الإرتقاء بقطاع السياحة شكل ومازال يشكل هدفاً في غاية الاهمية، بعد أن عانى هذا القطاع كثيراً بسبب قيود الاحتلال، والإغلاقات والاجتياحات والتوغلات، والاستيطان، والعزل، والحصار، والجدار، ومصادرة الأراضي، وتدمير البنى التحتية، إضافةً إلى عدم السيطرة على المعابر.

وقال: "لهذا فالمسؤولية الوطنية والتاريخية تستدعي تضافر كل الجهود لحماية المواقع الأثرية والدينية والسياحية، وتطوير التراث الثقافي، الذي يشكل المكون الأساسي لهويتنا الثقافية الوطنية". وأضاف: "نحن نتطلع لأن تكون فلسطين، وعلى مدار السنة، مفتوحة وجاهزة وآمنة لاستقبال السياح والحجاج من كل بقاع العالم".

وأكد فياض على أن الحكومة استطاعت خلال العام الأول من خطة عملها "فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" تحقيق نجاحات نوعية في هذا القطاع الذي شهد ازدهاراً كبيراً وملحوظاً تمثل بارتفاع نسبة السياحة الوافدة إلى فلسطين، حيث ازداد عدد السياح الوافدين لمدينة بيت لحم وحدها بنسبة 45%، وبلغت نسبة الإشغال الفندقي للغرف حوالي 75%. كما انتعشت السياحة الداخلية بين كافة المحافظات والمدن الفلسطينية. وقد أنجزت خلال العام الأول خطوات أساسية لتهيئة المواقع السياحية، وتطوير جودة الخدمات السياحية فيها.

وقال: "إننا نهدف كذلك إلى تحقيق المزيد من تكامل وتناغم الأدوار مع القطاع الخاص للنهوض بواقع السياحة في فلسطين، ومضاعفة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، لتحقيق المزيد من تطوير السياحة الداخلية والمرافق السياحية القائمة، واقامة الجديد منها، وتنفيذ مشاريع الترميم، وتهيئة المزيد من المواقع في جميع محافظات الوطن من شماله إلى جنوبه، والعمل على تطوير المواقع السياحية والأثرية الواقعة ضمن المناطق المصنفة (ج)، وكذلك بكل تأكيد في قطاع غزة. ولا يمكن لنا أن ننسى مدينة القدس التي تعتبر كنزاً سياحياً لفلسطين ومستقبل التنمية فيها".

وأكد رئيس الوزراء أن شعبنا بات اليوم أقرب من أي وقتٍ مضى لتحقيق أهداف مشروعهم الوطني، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ومؤسساتها، وبنيتها التحتية. وقال: "على الرغم من الأزمة التي تواجهها العملية السياسية بسبب السياسية الإسرائيلية وإصرارها على إدارة الظهر للمجتمع الدولي، وما يلحقه ذلك من انسداد في الأفق السياسي، إلا أن ما يميز المرحلة الحالية، والتي تشكل إن شاء الله بشائر أعياد الميلاد ورأس السنتين الهجرية والميلادية، هو زيادة انفتاح العالم على حقوق شعبنا الوطنية والسياسية، وتأكيد دعمه لهذه الحقوق كما أقرتها الشرعية الدولية. والأهم هو ما يتحقق يومياً من تعاظم الالتفاف الشعبي حول خطة السلطة الوطنية وبرنامج عملها، والثقة بحتمية إنجازها، وبما يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

وتابع: "هذا بالإضافة إلى ما يجري من تعاظم في الوعي والاجماع الدوليين حول مضمون دولة فلسطين والاعتراف بها على حدود عام 1967. وقد أظهر الاعتراف البرازيلي والأرجنتيني بهذا الأمر، كما أظهر الإعلان الياباني في الشهر الماضي، والذي أتى منسجماً مع الإعلان الأوروبي في ديسمبر من العام الماضي، تطوراً كبيراً في هذا الإجماع الدولي، وبما يمهد الى تدخل ايجابي وفاعل من قبل المجتمع الدولي لضمان إعادة المصداقية للعملية السياسية، وتعزيز قدرتها على إنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام "1967.

وحول أهمية هذه الاعترافات والمواقف الدولية الأخرى التي تتعاظم في وقت تحاول فيه إسرائيل فرض سياسة الأمر الواقع الاستيطاني وتغيير معالم القدس، والتنكر لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأسس ومرجعية العملية السياسية.

وقال فياض: "إننا نرى في هذه الاعترافات والمواقف رداً، نأمل ان تتسع رقعته، على هذه السياسة الاسرائيلية. وكلي ثقة بأن هذه الاعترافات والمواقف الدولية المساندة لحق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، ستتبعها اعترافات أخرى من باقي دول العالم. ويأتي ذلك كله في سياق إستراتيجية السلطة الوطنية الهادفة الى الوصول للتدخل المباشر من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي، وضمان إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967".

وأكد فياض إن هذه التطورات السياسية الهامة، والتي عبرت عنها قوى دولية مؤثرة في العالم، بالإضافة إلى التحرك السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، والمشاركة والإنخراط الفاعل من كافة أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم في عملية البناء الشاملة، وبالرغم من كافة الصعوبات والمعيقات التي تضعها إسرائيل، يعطينا الثقة بأننا سنكون قادرين على الوصول إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة.