الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء إسلامي في القدس يدين الهجمات التي تستهدف مسيحيي العراق

نشر بتاريخ: 08/12/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 16:44 )
القدس-معا- دان رجال دين ومفكرين خلال لقاء دعا إليه الملتقى الفكري العربي في القدس المحتلة الاعتداءات الدامية التي تعرض لها مسيحيون في العراق واستهداف كنائسهم بعمليات تفجير.

وصدر عن اللقاء بيان جاء في نصه: " نحن الموقعون أدناه، أبناء مدينة القدس والديار الفلسطينية، وقد هالنا وافزعنا ما نسمع من تصريحات واعلانات تستهدف المواطنين المسيحيين الذين يعيشون في البلاد الاسلامية، وقد هالنا اكثر التنفيذ الفعلي لهذه التصريحات والتهديدات كما تم التعبير عنه بالاعمال الاجرامية التي استهدفت مواطنين مسيحيين في العراق مؤخرا. وعلى ذلك، فاننا نؤكد على ما يأتي:

اولا: الاستنكار والغضب الشديد لمثل هذه التصريحات والافعال ذات الطابع الاجرامي.

ثانيا: ان هذه التصريحات مهما كانت الجهة التي تصدر عنها او تنفذها فانها لا تمثل الاسلام والمسلمين الذين ينأون بانفسهم عن مثل هذه الجرائم.

ثالثا: ان هذه التصريحات والافعال بالاضافة الى اساءتها الى علاقات الجوار والاخوة التي تربط المسيحيين والمسلمين في البلاد الاسلامية، فانها تضر وبشكل لا يقل اهمية بالدين الاسلامي استشهادا بما ورد في القران الكريم حيث الناس جميعاً مكرمون لهم الحق في العيش والكرامة دون استثناء أو تمييز، قال تعالى:( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (سورة الإسراء: الآية: 70)، ويتناقض كذلك مع ما ارساه القران العظيم من طبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين حيث قال: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ") (سورة المائدة: : الآية: 82). وكذلك: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (سورة العنكبوت: الآية: 46)، اننا نخاطب المسلمين اينما وجدوا ونذكرهم بان المسيحيين أمانة في أعناقهم وحمايتهم من الواجبات التي قررتها الشريعة الإسلامية، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من آذى ذميّاً فقد آذاني".

رابعا: من سوء الطالع ان تترافق هذه الاعمال الاجرامية مع الذكرى السنوية لاعلان حقوق الانسان الذي كان الاسلام اول من وضع اسسه.

خامسا: اننا ننظر بريبة الى مصدر هذه التصريحات والافعال من ان تكون جهات معادية مندسة تستهدف اصلا زيادة رقعة الاعداء للقضايا العربية والاسلامية. ذلك أنّ إثارة الفتن والمشاكل بين أبناء البلد الواحد هو مادة العدو وأعوانه للسيطرة.

سادسا: اننا نشيد خاصة باهالي مدينة الموصل المسلمين الذين قاموا بتشكيل فرق مسلحة لحماية جيرانهم واخوتهم المسيحيين في اماكن اقامتهم وعبادتهم.

سابعا: اننا نطالب وننتظر من الجهات الرسمية النافذة في الاقطار التي يتم تنفيذ مثل هذه الاعمال فيها بذل اقصى الجهد لمنع هذه الاعمال قبل حدوثها والقبض على منفذيها وتقديمهم للعدالة.

ثامنا: اننا اذا نقدر صعوبة الظرف الذي يعيشه المواطنون المسيحيون في العراق خاصة، فاننا نتمنى عليهم الصبر واستمرار التعاون مع اخوانهم المسلمين من اجل تفويت الفرصة على الذين يتعمدون زرع الضغينة وبذر الفتنة في النفوس، ونؤكد لهم ان المسيحيين الذين يعيشون بين ظهرانينا هم اخوتنا وشركاؤنا في الوطن ورفاقنا في السراء والضراء.

وََلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وكان اللقاء استهل بكلمة للمهندس عبد الرحمن أبو عرفة رئيس الملتقى الفكري العربي عبر فيها عن رفضه الشديد لهذه الاعتداءات التي لا يبيحها الإسلام بل يدينها ويستنكرها، باعتبارها مخالفة لقواعده الأساسية.

أما الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، فأكد في كلمته على الثوابت الدينية فيما يتعلق بضرورة المحافظة على أهل الذمة ، وعلى ضرورة تأمين حرية المعتقد والحياة والعمل. وذكر الشيخ حسين بهذا الشأن بوثيقة المدينة المنورة في عهد النبي الكريم محمد صلى الله علية وسلم، وبالعهدة العمرية التي أرست أفضل القواعد للإخوة الإسلامية والمسيحية. وقال:" إن ما يجري من تفجيرات في العراق وتستهدف المسلمين والمسيحيين لا علاقة لها بالإسلام والدين منها براء، وهي فتن نرفضها وتطهير عرقي لا يقوم على بينة".

وأثنى الشيخ رياض العيساوي ، مستشار دار الفتوى السابق على ما جاء في كلام المفتي وقال أن ما يجري فغي العراق ليس بعيدا عما يجري في فلسطين"، مؤكدا شجبه وإدانته لهذه الاعتداءات.

في حين دافع عزمي أبو السعود مدير الغرفة التجارية العربية في القدس عن علاقات الإخوة الإسلامية المسيحية، متطرقا بهذا الشأن إلى وصايا الخلفاء الراشدين للقادة الفاتحين.مشيرا إلى أن الوضع المتميز للقدس على مدى العصور الإسلامية وحتى في الحروب الصليبية. وقال:" نشعر بأسى إزاء هجرة المسيحيين من القدس".

أما الناشط وليد سالم، فدعا في كلمته إلى اتخاذ إجراءات وقائية لمنع وقوع مثل هذه الجرائم، داعيا إلى تعزيز فكرة العقد الاجتماعي في أوساط الجيل الشاب، والتصريف السلمي للنزعات، وضرورة الانتقال من العيش المتوازي إلى العيش المندمج المشترك في كل مجالات الحياة.
بعد ذلك تلا المهندس أبو عرفة بيانا باسم النواب المهددين بالإبعاد المعتصمين في مقر الصليب الحمر في الشيخ جراح أكدوا فيه رفضهم للهجمات التي تستهدف المسيحيين في العراق، وأن من يقوم بهذه الأعمال يكون قد ارتكب كبيرة في الدين وعملا فاحشا بستوجب التوبة والاستغفار ورد الحقوق إلى أصحابها.