الخميس: 13/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

أهالي قرية الكوم ومؤسساتها يضعون حياتهم على طاولة رئيس الوزراء

نشر بتاريخ: 08/12/2010 ( آخر تحديث: 08/12/2010 الساعة: 17:58 )
الخليل -معا- بعدما ضاقت بهم السبل، وانعدمت وسائل المكافحة السلمية، رفع أهالي قرية الكوم ومؤسساتها المحاذية للجدار جنوب غرب محافظة الخليل مناشدة إلى رئيس الوزراء د. سلام فياض، لإنقاذهم مما يعانونه جراء الدخان الأسود الكثيف الذي يلف القرية يوميا بسبب حرق المعادن والبلاستيك والكاوتشوك وأخرى لا تعرف طبيعتها حول القرية، مؤكدين ان من يقوم بذلك هم أناس خارجون على القانون، ويواصلون الضرر الصحي والنفسي والحياتي والبيئي لأهالي القرية منذ سنوات دون رادع، رغم ما يواجهونه من الأهالي من محاولات منع وتضييق.

وقال عدد من الأطباء في المنطقة إن جو القرية أصبح لا يطاق، وصارت حياة الأهالي كارثية بعد انتشار التهابات القصبة الهوائية الربوية وتليف الرئة السرطاني، حيث يلمسون ذلك في الأطفال بعامة، وفي ما يستنشقه بعضهم بأنفسهم في القرية على الصعيد الشخصي، مؤكدين ان "الهواء الذي يتنفسه الأهالي جميعا ملوث وستكون له نتائج سلبية أكثر خطورة على الصحة العامة في المدى المنظور".

المواطن محمود محمد خليل اكد أن نتائج الدخان الأسود أصبحت ظاهرة، و"هو يتغلغل في كل شيء داخل القرية، وأكبر مثال على ذلك هو الزيتون، إذ تم قطفه هذا العام وقد اكتسى حب الزيتون بطبقة سوداء جراء الدخان، وهذا بالتأكيد ينعكس على الزيت، وهكذا باقي الأشجار المثمرة، فلم نعد ندري ما الذي نأكله، أهو سموم ام غذاء"؟ مؤكدا أن هناك حالات تشوه جنينية وإجهاض كثيرة أرجعها الاطباء لتلوث جو القرية، إضافة إلى ثلاث حالات وفاة في الفترة الأخيرة كانت مصابة بالتهاب الكبد الوبائي الذي لم تعرفه القرية من قبل.

أما المواطن خليل الحاج سلامة الذي أجرى عملية زراعة كلية قبل شهور فقال إن قريته أصبحت موبوءة وإنه لا يستطيع البقاء في القرية أثناء الدخان، ويضطر للمغادر إلى قرية أخرى من أجل استنشاق هواء أنقى قليلا، مع أنه يؤكد ان جو القرية والقرى المحيطة كله يكون ملوثا لساعات أثناء الدخان وبعده، ويشعر بذلك بشكل واضح عند انتقاله للقرى الأخرى، ويعلق خليل قائلا: "أتمنى لو أستطيع شراء شقة في أي مكان يعيد عن الدخان حتى أسكن هناك وأحافظ على حياتي".

بدوره قال رئيس مركز الفجر الثقافي إياد الرجوب: إننا صرنا نعيش الأسر داخل بيوتنا في القرية، ولم نعد نستطيع فتح النوافذ والأبواب لشدة الدخان، وعندما أخرج من البيت في ظل سحب الدخان المخيمة على القرية أشعر بضيق في التنفس وأشتم رائحة هي أشبه برائحة الرصاص وتستمر لساعات، وهذا يؤكد لي ان المواد المحترقة ليست بلاستيك او كاوتشوك، بل هي مواد لا تُعرف طبيعتها، وهو ما يستدعي فحصها من الجهات المختصة لتفادي آثارها على الصحة العامة.

وأضاف الرجوب: "أكد لي الاهالي الذين يفتحون نوافذهم ليلا انهم يستيقظون صباحا وحلوقهم وانوفهم ملبدة بالدخان الأسود. مشيرا إلى ان القرية تقع على الحد الفاصل بين أراضي دورا وأراضي إذنا، وهذا ما جعل المسؤولية الرسمية عنها عائمة بين دورا وإذنا، فبقيت القرية دون حماية من الجهات الرسمية ضد العابثين ببيئتها وحياة اهلها".

يذكر ان المناشدة التي رفعها الأهالي لرئيس الوزراء وقال رئيس مركز الفجر الثقافي إنه سلمها بيده إلى رئاسة الوزراء الأسبوع الماضي حملت أختام خمس مؤسسات داخل القرية وتواقيع مئات المواطنين.