الفلسطينيون يتساءلون: أمريكا تحكم اسرائيل أم اسرائيل تحكم أمريكا؟

نابلس- تقرير "معا"- بعد فشل الجهود الامريكية السياسية الى جانب فشل الاغراءات الامريكية لاسرائيل حول تجميد بناء المستوطنات لثلاثة أشهر سواء نجحت المفاوضات او فشلت، سادت حالة من الاستياء في الشارع الفلسطيني لاتقل عن ذات الحالة في اوساط القيادة الفلسطينية، بل ذهبت وعودات الرئيس الامريكي باراك اوباما للعالم العربي ادراج الرياح مع الوقت وفشل بتحقيق حتى مفاوضات مباشرة وجه لوجه بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بل قدم مجلس النواب الاميركي منح أكثر من 200 مليون دولار لمساعدة إسرائيل في نشر نظام مضاد للصواريخ يعرف بإسم "أيرون دوم" (القبة الفولاذية) لاعتراض القذائف الصاروخية وقذائف الهاون.

الحاج أبو محمد ( 66 عاما) من احدى قرى جنوب نابلس أجاب عن سؤال لـ"معا" حول سبب فشل أمريكا في اقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية مقابل عملية سلام حقيقة؟، فقال" اريد ان اطرح عليكم سؤالا وهو أمريكا تحكم اسرائيل او اسرائيل تحكم أمريكا؟ فاسألناه مارايك انت؟، قال اذا عرفت الاجابة ستعرف لماذا فشلت امريكا في اقناع اسرائيل.

من جهته قال الدكتور رائد نعيرات أستاذ العلوم السياسية في جامعه النجاح الوطنية ان عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية وصلت الى طريق مسدود لانها ببساطة وصلت الى مرحلة اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية وهذا لم يكن قائما لدى الاسرائيليين منذ عام 1993 حيث كانت كافة القرارات التي تتخذها اسرائيل قرارات "تكتيكية".

واضاف نعيرات ان أمريكا اعلنت بصورة شبه واضحة ان جهودها في عملية السلام واقناع اسرائيل بوقف الاستيطان قد فشلت، وهذا لم يحدث من قبل، مشيرا ان السؤال هو من يُشكل اولوية لدى امريكا هل هم الفلسطينيون والعرب أم اسرائيل؟ او بطريقة اخرى كيف ستكون مصالح الولايات المتحدة الامريكية اذا ما اتخذت قرارا ضد اسرائيل سوف تتاثر مصالحها لان هناك لوبي اسرائيلي يضغط وببساطة اذا اتخذ قرار ضد الفلسطينيين هل ستتأثر مصالح الولايات المتحدة في العالم العربي؟ فالجواب: لا لن تتأثر.

ودعا نعيرات الى ترتيب الاوراق الفلسطينية من خلال تقوية الجبهة الداخلية والذهاب الى مصالحة فلسطينية - فلسطينية والاجماع على برنامج وطني فلسطيني ودعم اصدقائنا الذين يعترفون بالدولة الفلسطينية.

وقال مجدي عبدالله (24 عاما) ان امريكا تدفع 4 مليارات دولار للاسرائيل بل واعمال اسرائيل تشوه صورة الولايات المتحده الامريكية في العالم في حين ان دول الخليج تدعم امريكا بطريقة مباشرة او غير مباشرة من خلال شراء الاسلحة بمليارات الدولارات واقامة قواعد عسكرية مجانية في المنطقة العربية ومع ذلك نجد ان امريكا تنصاع الى القرارات الاسرائيلية بشكل كامل.