مدرسة "تونس" تنتظر العودة- قُصفت فجراً وبُدء الإعمار صباحاً
نشر بتاريخ: 09/12/2010 ( آخر تحديث: 09/12/2010 الساعة: 15:01 )
غزة- خاص "معا"- محمد أبو جبل ( 17 عاما) توفيق اسليم، ضياء عبيد، وأحمد قنوع جميعهم( 13عاماً) طلاب لم يتجهوا إلى مقاعد الدراسة صباح هذا اليوم لأنها ببساطة قصفت.
إلى أقصى الشرق من مدينة غزة بالتحديد في شارع المنصورة الكائن بحي الشجاعية، منطقة شبه مكتظة، شبه خالية، زراعية وترابية، في تعرج ترابي طويل تقع مدرسة "تونس" الثانوية للبنين، يجاورها مدرسة بيسان الثانوية للبنات، أكثر من 1500 طالب/ة لم يتجهوا لمقاعدهم الدراسية هذا الصباح، السبب قصف إسرائيلي طال مقاعدهم الدراسية وحرمهم من تلقي العلم.
المدرستان طالهما القصف الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، هرول الطلبة نحو المدرستين لمعرفة ما آل إليه القصف الذي فاجأ سكان الحي في الثالثة فجراً وأيقظهم على رعب التفجير والتكسير الذي صاحب القصف وتلاه، بدت شبابيك القسم الغربي من المدرستين مهشمة وانتشر زجاج النوافذ في ساحة مدرسة تونس الأكثر تضرراً وهناك التقى مديرا الفترتين الصباحية والمسائية د.عبد الله عبد الجليل وعماد بعلوشة مصرين على استكمال المسيرة التعليمية خلال أيام بعد أن أعطيا الإشارة لبدء التنظيف وإعادة التعمير بدأ بها معلمو المدرسة والعاملون وبعض الطلاب.
يقول الطالب محمد ابو جبل وهو أحد طلاب الفترة الصباحية أنه سمع القصف على مرحلتين وأنه قفز من سريره ليعلم صباحاً أن القصف طال مقعده الدراسي في مدرسته تونس الثانوية، معرباً عن امله أن يعود للدراسة بشكل فوري لأنه طالب الصف الثاني عشر وتأخير يوم واحد يعني خسارة.
أما الطلاب الثلاثة اسليم وعبيد وقنوع فأكدوا أن القصف الذي طال المكتبة وغرفة الحاسوب ومقاعدهم الدراسية لن يثنيهم عن الاستمرار في طلب العلم.
مدرس التربية الرياضية حسام الصيفي الذي سارع الى مدرسته، قال آسفا أن القصف لم يترك مكاناً إلا وطاله في المدرسة، وأخذ يتجول بفصولها والمكتبة ومكتبة الحاسوب وغرف المدراء والهيئة التدريسية.
وكذلك بدا أمين المكتبة المدرس رمضان عطا الله الذي أخذ يتفقد الكتب اللامنهجية في قاعة المكتبة، مشيراً إلى كتابي الأطلس العربي وحقوق الإنسان اللذان يتم شرحهما للطلاب على مختلف فئاتهم العمرية في حصة المكتبة.
على أحد ألواح الفصول المدرسية الخمسة عشر كتب عنوان الدرس أمس الأربعاء:" ما هي أسماء مدينة القدس" ولكن المقعد الأمامي كان مهشماً للغاية والحمد لله "سلم الله" هكذا قال مدير المدرسة عبد الله عبد الجليل الذي أخذ يتفقد قاعات المدرسة وغرفته ويتلمس الكؤوس الرياضية التي حازتها المدرسية في المسابقات الرياضية بين المدارس، مشيراً إلى أن عدد طلاب الفترة المسائية 430 طالباً.
على بعد أمتار قليلة تقع غرفة مدير الفترة المسائية عماد بعلوشة الذي أصر على أن إعادة تنظيف وتجهيز المدرسة بدأت ويمكن أن تعود المدرسة لاستقبال طلابها البالغ عددهم 450 طالبا يوم السبت القادم لبدء فترة الامتحانات الشهرية التي من المقرر عقدها بعد غد.
وأكد وزير التربية والتعليم العالي بالحكومة المقالة أ.د محمد عسقول أن الوزارة ستبدأ من الغد بإعادة بناء وصيانة وتأهيل مدرستي تونس الثانوية للبنين وبيسان الثانوية للبنات من جديد لكي تستأنف فيهما الدراسة بأسرع وقت ممكن.
وأشار عسقول خلال مؤتمر صحفي عقده في مدرسة تونس التي تضررت نتيجة قصف محيطها وبحضور د.زياد ثابت وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية وأ.أحمد النجار نائب مدير عام العلاقات الدولية والعامة والنائبين الفني والإداري لمديرية شرق غزة ومدير مدرسة تونس والهيئة التدريسية أن الاعتداء الجديد للمؤسسات التعليمية يدلل عن همجية إسرائيلية وهبوط قيمي وانحراف أخلاقي متأصل في القيادة الإسرائيلية، واستمرارا لثقافة الهدم وقيم الاعتداء والأخلاق المنحرفة التي تعبر عن المجتمع الإسرائيلي المعاصر.
وأكد عسقول" أن الاعتداء على المدارس والمؤسسات التربوية بعبر عن العداء لكل ما هو عربي وفلسطيني"ـ مشيراً إلى أن المدرسة بمعناها وأنشطتها مدرسة فلسطينية تصف واقع الصمود الفلسطيني وهي باسمها "تونس" تعبر عن اعتزازنا بعمقنا العربي.
وبين أن المسيرة التعليمية ماضية مهما بلغ المحتل من طاقات وإمكانات ومهما فعل لإيقاف المسيرة التي ستمضي بإرادة الله ثم إرادتنا وإرادة القائد التربوي والطالب والمعلم.
وقال إنه في ذات الوقت الذي بدأت فيه الوزارة بالاحتفال بانتهاء إعادة بناء وترميم المدارس التي دمرها الاحتلال في الحرب الظالمة على غزة وفي الوقت الذي نحتفل فيه بإنشاء مدارس جديدة من أجل تعويض المرحلة الماضية التي فرض فيها الاحتلال حصاره علينا ومنع كافة المواد التي تساهم في إنشاء المدارس وإعادة بنائها تقدم الآلة الإسرائيلية لتقصف مدرستي بيسان وتونس والتي خرجنا لتونا من إعادة تشييدها وبنائها، وتقدم على هدم مدرسة "طانا" في نابلس يوم أمس.
ووجه عسقول رسالة إلى المجتمعين العربي والإسرائيلي بالقول أن المسيرة التعليمية بخير ولن تتوقف، مشيرا إلى أن الحرب السابقة والتي كانت تدميرية لن تؤثر على استمرار التعليم ولم تتعطل الدراسة سوى أيام .
وفي ختام المؤتمر تفقد الوزير مرافق المدرستين واطلع على حجم الدمار الذي أصابهما، وأصدر تعليماته للإدارات المتخصصة بالعمل السريع لإعادة التأهيل والترميم وإعادة استئناف الدراسة في أسرع وقت ممكن.