جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع تكرّم المبدعين للعام 2009/2010
نشر بتاريخ: 09/12/2010 ( آخر تحديث: 09/12/2010 الساعة: 22:08 )
رام الله-معا- بحضور رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض، ورجل الأعمال صبيح المصري، رئيس جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع، وعمّار العكر، أمين عام الجائزة، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، كرّمت جائزة فلسطين الدولية للتميّز والإبداع، اليوم الخميس، كوكبة من مبدعي فلسطين خلال حفلها الثالث الذي أُقيم في قصر الثقافة بمدينة رام الله، بمشاركة عددٍ من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن الوزراء والمسئولين الرسميين، ولفيف من الشخصيات الاعتبارية، وممثلي القنصليات، وعدد من الإعلاميين الفلسطينيين وممثلي وسائل الإعلام الدولية.
وتم بتوزيع الجوائز والشهادات على الفائزين ضمن ثلاث فئات رئيسية هي فئة المؤسسة المتميزة، وفئة التجربة المتميزة وفئة التميّز لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي كلمته حيّا دولة د. سلام فياض المبدعين والفائزين بجائزة فلسطين للتميز والإبداع لهذا العام، وخاصة الفائزين من أبناء قطاع غزة، والذين لم يتمكنوا من الوصول لتسلم جوائزهم بسبب المعيقات الإسرائيلية، ووجه تحية خاصة لأهلنا الصامدين في القطاع الذين ما زالوا يعانون من ويلات الحصار وآثار الانقسام.
وتقدم رئيس الوزراء بالشكر لجائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع، وخاصة للسيد صبيح المصري على هذه المبادرة الشخصية واهتمامه بمجال الانجاز والإبداع للسنة الثالثة على التوالي، والذي يفتح المجال أمام أبناء شعبنا لإظهار مواهبهم وإمكانية عرض ابتكاراتهم وتجاربهم الشخصية من أبنائنا في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، كما حيا أعضاء مجلس أمناء الجائزة على جهودهم في تحقيق هذا الانجاز.
وشدّد رئيس الوزراء، على أن التميّز والإبداع والريادية هي عناوين أساسية لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين، وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية، وقال "يسعدني ويشرفني أن أشارككم للمرة الثالثة في حفل تكريم مبدعي أبناء فلسطين، على الرغم من الصعاب والمعيقات التي يتعرض لها شعبنا".
وأضاف "نحث الخطى ونعمل بشكل جاد لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، على الرغم من كافة المعيقات والعراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال بناء الوقائع الإيجابية على الأرض، والتي ترسخ عوامل الصمود الوطني، وقدرة شعبنا في الاعتماد على عناصر القوة الذاتية، استلهاماً للروح التي ميزت الانتفاضة الشعبية الأولى، وخاصة طابعها الديمقراطي، والتي تكتسب دروسها وانجازاتها أهمية خاصة في هذه الأيام التي تصادف الذكرى الثالثة والعشرين لانطلاقها، والمضي قدماً في بناء دولته، وعبر تقديم أفضل الخدمات لمواطنينا وبدرجة عالية من الكفاءة والتميز والإبداع، والتي تشكل بمجملها رافعة أساسية لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".
وأشاد رئيس الوزراء بتناغم وتكامل الأدوار ما بين المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص، كما أشاد بدور القطاع الخاص وعمله اليومي والدؤوب باتجاه توفير فرص العمل لأبناء شعبنا، وقال "هذا العمل ليس فيه أي نوع من الترف، وهذا ما يثري مشروعنا الوطني ويعزز عزيمة أبناء وبنات شعبنا".
وفي كلمته خلال الحفل قال السيد صبيح المصري "يشرّفنا حضور ومشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض شخصياً لتكريم الفائزين من مبدعي بلدي فلسطين، فهذا يدل على حرصه شخصياً على تشجيع الإبداع والتميز، ووضع نهج لاحتضان الإبداعات وإبراز النماذج المشرفة لدى أبناء شعبنا لنمدهم بالأمل والحياة والتطلع إلى مستقبل أفضل، كما يرفع من قيمة الجائزة إلى مستوى المسؤولية الوطنية".
وخاطب المصري الفائزين قائلاً "إنني اليوم أشعر بالتواضع وأنا أقف أمامكم أنتم المبدعين والمتميّزين، فأنتم قدوة لنا جميعاً، ولأبناء شعبنا، وللأجيال القادمة في فلسطين، لأنكّم تجاوزتم الصعاب، وواصلتم مبادراتكم وإبداعكم لتساعدوا مجتمعكم وشعبكم، ولتساهموا في بناء مؤسساتنا، ولتثبتوا للعالم بأنّ الإبداع في فلسطين متواصل ولا ينتهي، فنحن شعب يحبّ العمل والبناء، ونتمسّك بالأمل وبالطموح، ونعمل معاً لنبني دولتنا الفلسطينية المستقلة".
بدوره عبّر العكر عن فخره واعتزازه ومجلس أمناء الجائزة بالمبدعين الفلسطينيين، مؤكداً "إنّ فلسطين زاخرة بالإمكانيات والطاقات الإبداعية، وقال "ما نراه اليوم أن الإبداع الفلسطيني هو ثروة لا تنضب، ففي كل عام نشهد مزيداً من الإبداعات والتجارب المتميزة والتي لم تتحقق إلا بإرادة أولئك المبدعين وتحديهم للظروف القاهرة، ولنا الشرف اليوم أن نتعرّف على هذه النماذج والتي تمثّل قدوة لنا ولكل فلسطيني في الوطن وفي الخارج، ونحن بدورنا سنعمل على متابعة الفائزين وتعميم تجاربهم الفردية لتستفيد منها الأجيال القادمة حتى نشجّع إلى مزيد من الإبداع في فلسطين".
وأكد العكر "لقد أقرّ مجلس أمناء الجائزة انضمام الجائزة كبرنامج رئيسي ضمن برامج مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية، وذلك إدراكاً منا بأهمية الجائزة كجزء لا يتجزأ من المسؤولية الاجتماعية المستدامة؛ وسيعمل مجلس أمناء الجائزة ومؤسسة المجموعة للتنمية المجتمعية على تطوير الجائزة في العام 2011 بما يضمن إبراز وتكريم الإبداع من خلال اتباع أفضل الممارسات العالمية في الأداء والشفافية لضمان استدامة الجائزة، وتعزيز أدائها ونتائجها عبر تطوير آليات الترشّح واختيار الفائزين ضمن معايير محدّدة عالية المستوى، وبما يواكب متطلبات الإبداع والريادة المتبعة على مستوى المنطقة والعالم".
أما الفائزون وحسب الفئات فهم: عن فئة المؤسسة المتميزة حصلت الشركة الفلسطينية للإقراض والتنميّة (فاتن) على المركز الأول، وحصل مركز المعمار الشعبي (رواق) على المركز الثاني، أما المركز الثالث ففازت به جمعية الحق في الحياة في غزة. وعن فئة التجربة المتميزة فقد فاز بالمركز الأول أحمد سليم جودة من نابلس، وفاز بالمركز الثاني عماد أحمد صالح حسونة من مدينة رام الله، وحصل إبراهيم راشد الحاج من مدينة نابلس على المركز الثالث. وأما عن فئة التميّز لذوي الاحتياجات الخاصة فقد حصلت سوسن الخليلي من غزة على المركز الأول، أما المركز الثاني فقد فاز به كمال عابدين من الخليل، وحصل على المركز الثالث أحمد بني نمرة من سلفيت. كما كرّمت الجائزة كلاً من فرقة الفنون الشعبية وفرقة العاشقين بجائزتين خاصّتين لتميّزهما في أدائهما وحفاظهما على إبراز الصورة الفلسطينية المُشرقة على مستوى العالم.
وتخلّل الحفل تقديم عرض موسيقي من معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وعرض أفلام قصيرة عن الفائزين، كما قدمت الفنون الشعبية عرضاً فنياً متميّزاً تضمن عدة رقصات فلكلورية، إلى جانب عرض فيلم خاص عن فرقة العاشقين الفلسطينية.
يُذكر أن فكرة جائزة فلسطين للتميز والإبداع جاءت بمبادرة رائدة من رجل الأعمال الفلسطيني السيد صبيح طاهر المصري، الذي جعل من الجائزة حدثاً سنوياً يكرم فيه المبدعين والمخلصين، بهدف تحفيز الإبداع والتميز في فلسطين، وتشجيع كل مبدع في فلسطين على مواصلة العمل نحو التميّز بما سيُسهِم في بناء المجتمع وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، وإبراز صورة فلسطين الحقيقية والمُشرِقة على مستوى العالم. وتستهدف فئات الجائزة لكل فرد ومؤسسة وتجربة فريدة تعود بالفائدة سواء على مستوى المجتمع المحلي أو البشرية جمعاء.