منصور يلقي كلمة امام مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ في فلسطين
نشر بتاريخ: 10/12/2010 ( آخر تحديث: 10/12/2010 الساعة: 22:47 )
بيت لحم -معا- ألقى السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المنعقد في مدينة كنكون بالمكسيك أعرب فيها عن شكر وتقدير فلسطين لحكومة وشعب المكسيك لاستضافة هذا المؤتمر الذي يعالج قضية ذات أهمية مركزية، وذكر أن البلدان النامية هي الأكثر تضررا من الآثار الخطيرة لتغير المناخ نظراً لأنها الأقل قدرة على التعامل مع هذه القضية مؤكداً على ضرورة الإسترشاد بروح الشراكة العالمية والعمل الجماعي من أجل التخفيف من الأضرار التي تلحق بالبيئة ولضمان عدم حرمان البلدان النامية من حقها في التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وأضاف أن جهودنا لمواجهة التحدي العالمي لتغير المناخ ينبغي أن تعتمد على الصكوك الدولية القائمة بالفعل وهي اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ وبروتوكول كيوتو ومبادئ ريو بشأن البيئة والتنمية بإعتبارها الركائز الأساسية التي يمكن أن توجه جهودنا في المستقبل.
وحول الخطوات التي اتخذتها فلسطين بشأن تغير المناخ، ذكر السفير منصور أنه على الرغم من وضعنا كشعب لا يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال العسكري الأجنبي فإن السلطة الفلسطينية أدرجت الاعتبارات البيئية في خطتها "انهاء الاحتلال واقامة الدولة"، واعتمدت استراتيجية قطاع البيئة لفترة ثلاث سنوات، كما تم تشكيل لجنة وطنية لتغير المناخ تحت إشراف ومراقبة سلطة جودة البيئة.
وأشار في هذا الصدد إلى قانون البيئة الفلسطينية الذي أعتمد في 28 ديسمبر 1999 والذي يحدد الإطار القانوني العام لحماية البيئة في الأرض الفلسطينية المحتلة ويغطي مجموعة واسعة من المسائل المتعلقة بحماية البيئة، كما تطرق إلى قيام السلطة الفلسطينية بوضع استراتيجية وطنية للتكيف مع تغير المناخ وتقييم القدرات الوطنية، بالإضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع التجريبية في مجال التكيف مع تغير المناخ.
وذكر السفير منصور أن فلسطين بصفتها مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة شاركت في المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بالاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف وكذلك في الترتيبات الإقليمية المتعلقة بالبيئة في إطار جامعة الدول العربية والشراكة الأوروبية المتوسطية. كما تواصل فلسطين التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة وأجهزتها ووكالاتها في الاضطلاع بمختلف الأنشطة المتعلقة بالبيئة.
وأعرب عن الأسف في أن فلسطين لا تزال محرومة من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ وبروتوكولاتها والاستفادة من الصناديق المتعددة الأطراف التي أنشئت بموجبها. وحث السفير منصور الدول الأعضاء على إيجاد الإرادة السياسية لتشمل فلسطين في هذه الهيئات والصناديق المنشأة من أجل السماح لها بالقيام بدورها في مواجهة آثار تغير المناخ.
وأشار السفير منصور إلى أنه على الرغم من جميع الجهود التي تبذلها فلسطين فإنها لا تزال تواجه تحديات تجعل مسألة الإدارة البيئية مهمة صعبة للغاية، مؤكدا على أن ما يعوق قدرات التكيف مع تغير المناخ يكمن في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وإستغلال الموارد الطبيعية للشعب الفلسطيني، بما فيها الأراضي والمياه، وتدمير البنية التحتية الحيوية وتجريف الأراضي وإقتلاع الأشجار من أجل إنشاء المستوطنات غير القانونية وتشييد جدار الضم العنصري وبناء الطرق الالتفافية. وأضاف أن إسرائيل من خلال الممارسات والسياسات غير القانونية التي تنتهجها تنتهك كل الأعراف والبروتوكولات التي تهدف إلى مكافحة تغير المناخ. وبالتالي، فإن التعاطي مع الاحتياجات البيئية الخاصة للشعوب الرازحة تحت الاحتلال الأجنبي هي مسؤولية جماعية، فهذه الشعوب، مثل بقية شعوب العالم، لها الحق في التنمية المستدامة وحماية البيئة، وهذه الحقوق لا ينبغي إغفالها أو تجاهلها.
وأنهى السفير منصور كلمته بالقول بأننا في مسيرتنا لإرساء أسس الدولة الفلسطينية المستقلة، فاننا ندعو المجتمع الدولي الى تقديم العون لنا حتى ينعم أطفالنا بالحرية وبالبيئة الآمنة.
وعلى هامش المؤتمر قام السفير الدكتور رياض منصور، وبمشاركة السيدة رندة النابلسي، سفيرة دولة فلسطين لدى المكسيك، بعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في دول أمريكا اللاتينية من بينهم مساعدة وزيرة خارجية المكسيك ووزيرة الثقافة الإكوادورية وسفير بولينيا لدى الأمم المتحدة بحث هذه الدول على الإعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 أسوة بالبرازيل والأرجنتين.