الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"ماجدة": رفضوا علاجي من أورام الفسفور وحرمت رؤية أولادي بغزة

نشر بتاريخ: 11/12/2010 ( آخر تحديث: 12/12/2010 الساعة: 08:36 )
بيت لحم - معا- كتب زهير الشاعر- (ماجدة) أم تعيش مسلسلا من المعاناة فصولها ما زالت مستمرة، قصتها بدأت بقصف منزلها بالفسفور في بيت لاهيا، واستمرت باصابتها باورام ملأت جسدها الذي بات لا يقوى من كثرة الغرز، فيما تمثلت عقدة القصة "الحبكة" بحرمانها من العلاج في مشافي اسرائيل.

خيوط الحكاية الحزينة نسجها العدوان الإسرائيلي في بدايته على غزة عندما تعرض منزل المواطنة ماجدة حكمت سلطان (31 عاما) من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لقذيفة فسفورية، خلّفت بعد شهر من سقوطها عشرات الاورام في جسدها.

ماجدة التي حضرت الى مقر وكالة "معا" بدى على وجهها معالم اليأس عندما اغلقت الابواب في وجهها، وبات علاجها شبه مستحيل بعد قدومها لاسرائيل والضفة الغربية، تسرد قصتها فتقول "في اولى ايام الحرب تعرض منزل العائلة لقصف بقذيفة فسفورية وبعد شهر تقريبا باتت الاورام تحاصرني، فاجريت عمليات جراحية عدة لاستئصالها، الا أن عودة الاورام وبكثرة اصبحت بشكل كبير، فيئس الاطباء في مشافي غزة من علاجي، ولم يبق في جسدي مكان الا وبه غرزة" كما تقول.

وتتابع ماجدة "بعد أن يئس مستشفى الشفاء بغزة قام باجراء تحويلة طبية لي لمستشفى "ايخلوف" بتل أبيب، وقد رافقني خلال رحلة علاجي التي لم تدم طويلا زوجي، فوصلنا الى المستشفى وبقيت في الساعات العشر الاولى اخضع لفحوصات، دون ان يستطيعوا تشخيص الحالة.

الا أن معالم حقيقة حالتها بدت تتضح عندما أتى أحد الاطباء، كما تقول، وهو كبير في السن والمركز وقال لها بمساعدة مترجم عربي "أنتي تعرضتي لمواد كيماوية ناتجه عن قذائف الفسفور" فاجبت بنعم قبل أن يختفي ظهور الطبيب بعد ذلك للابد.

وتقول ماجدة "وفي اليوم التالي نقلت إلى قسم الاورام في المستشفى وجرى أخذ عينات دم واخبرت ان النتجية ستكون بعد اسبوعين"، الا انه وفي صبيحة اليوم التالي استطاع زوجها وبالصدفة الحصول على تقرير من المستشفى يؤكد "احتمال ان تكون هناك مواد كيماوية في جسد ماجدة ناتجة عن الفسفور، قبل ان تباغتهم ادارة المستشفى وبشكل مفاجئ ودون سابق انظار "انه لن يسمح لكي بالبقاء هنا دقيقة واحدة ويجب ان تغادري المستشفى الى قطاع غزة".

الصدمة بدت واضحة على وجه ماجدة من ذلك الطلب وتقطعت بها الاسباب خاصة ان احد الاطباء العرب اخبر زوجها ان الملف سُحب من المستشفى واختفى دون اثر، وهنا تبقى علامات السؤال حول حقيقة ذلك الملف وحقيقة سبب الحالة؟ ولِمَا قررت الادارة سحب الملف؟ وهل بقاء الملف سيشكل سابقة قضائية تستخدم ضد اسرائيل؟ اسئلة كثيرة اجاباتها باتت طي الكتمان، والوصول اليها مستحيل في ظل بقائها دون علاج وتشخيص خاصة ان امكانيات المشافي في الضفة الغربية قد لا تكون بالمستوى الذي يمكن ان يوجد حل لحالتها.

عودة ماجدة لغزة تعني حسب قولها موتها، واعتقال زوجها الذي يعمل في الاجهزة الامنية برام الله، كما تسرد فصول القصة، فقررت الذهاب لمدينة بيت لحم وحولت بناء على تحويلة من السلطة الى مستشفى بيت جالا الحكومي الذي لم يستطع حتى اللحظة تقييم حالتها.

ماجدة التي تعيش حاليا ومنذ اربعة شهور بعيدة عن اولادها الخمسة (اكبرهم 14 عاما واصغرهم توأم 6 سنوات) تناشد باحضار اولادها للضفة الغربية، كون عودتها للقطاع باتت أمرا مستحيلا حاليا، كما طالبت السلطة بالعمل على توفير علاج سريع لها كون الاورام تنتشر بين ليلة وضحاها وتوفير تصريح اقامة في الضفة الغربية.

وكما تقول فإنها قامت بمراسلة عدة جهات في السلطة الوطنية الفلسطينية لتقديم علاج لها، الا انها لم تتلقى أي رد بخصوص النظر في معاناتها.

ومما يزيد من مأساة قصة ماجدة ان والدها معتقل في العراق ومحكوم لمدة عشر سنوات، كما ان شقيقها استشهد في العراق والشقيق الاخر مصاب ولا يقوى على الحركة بعد تعرضه للضرب على يد الامريكان في العراق، ولم تحصل على لم شمل الا قبل ثلاث سنوات، كما انها محرومة من رؤية اهلها منذ 15 عاما.

وزوج ماجدة ما زال يدفع قرضا مستحقا للبنك حصل عليه لتعمير منزله الذي تعرض للقصف في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، كما انه يدفع اجرة منزل في بيت لحم بحدود 500 دولار شهريا، بالاضافة الى تحويله لمبالغ مالية تسيّر امور ابنائه في غزة، ويبقى السؤال هل ستسمر معاناة ماجدة؟.

وعبر "معا" وجهت ماجدة مناشدة للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. سلام فياض، وكل من يستطيع مساعدتها في اللقاء بأبنائها وتوفير العلاج المناسب لها في أي مكان شريطة أن تضمن في النهاية اللقاء بابنائها الموجودين في غزة.