وفد من الحزب الوطني الأفريقي يطلع على اوضاع محافظة نابلس
نشر بتاريخ: 12/12/2010 ( آخر تحديث: 12/12/2010 الساعة: 12:43 )
نابلس - معا - استقبلت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة وفدا موسعا ضم 21 عضوا قياديا من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي برئاسة روبن ميتشولا وبحضور عدد من المسؤولين والنواب وقيادات حركة فتح في المحافظة.
وبعد الترحيب، استمع الوفد الى شرح مفصل من قبل نائب المحافظ عن الوضع في محافظة نابلس خاصة في ظل سياسات الإحتلال والحصار الاسرائيلي والذي تصاعد بعد بداية الإنتفاضة الثانية وما واجهته المحافظة من اجتياحات عسكرية وإجراءات تعسفية مشددة بحق المواطنين.
وشرحت نائب المحافظ للوفد الواقع الذي تعانيه المحافظة من حصار عسكري متواصل، مشيرة ان محافظة نابلس كانت من اكثر محافظات الوطن التي تعرضت لهجمه اسرائيلية شرسة، فقد اعتقل من محافظة نابلس اكثر من 18000 اسير واسيره منذ بداية انتفاضة الاقصى، ويوجد حاليا حوالي 1600 معتقل ومعتقلة من محافظة نابلس في السجون الاسرائيليه بينما بلغ عدد شهداء نابلس منذ بداية انتفاضة الاقصى حوالي 600 شهيدا وشهيدة، بالإضافة الى قيام قوات الإحتلال بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية للمدينة لمدة تزيد عن ثمانية اعوام بحيث كان الفلسطينيون يعيشون في سجن اسرائيلي كبير وهذه المعاناة لم تتوقف على سكان المدينة فحسب بل إن الضرر أصاب المواطنين في القرى والمخيمات المحيطة بالمدينة مشيرة الى إعتداءات المستوطنين المتكررة على ممتلكات المواطنين والذي تمثلت مؤخرا بحرق أشجارهم ومدارسهم ودور عبادتهم ومؤكدة على دور السلطة الهام في خدمة أبناء المحافظة والتخفيف من معاناتهم الا ان هذه المعاناة مستمرة.
وفي نفس السياق، اشارت نائب المحافظ الى الوضع الإقتصادي في المحافظة، مشيرة ان محافظة نابلس تعيش حالة من الانتعاش الاقتصادي رغم ما يواجهه التجار من صعوبات في عملية التبادل التجاري ورغم محاولات الاحتلال المتكرره بوضع العراقيل امام التجار في عملية نقل بضائعهم من والى المحافظة، الا ان نابلس بدأت تستعيد عافيتها ووضعها تدريجيا كعاصمة فلسطين الإقتصادية، شاكرة الرئيس محمود عباس وحكومة الدكتور فياض على دعمهم المتواصل للمحافظة، مختتمة قولها :" أن الشعب الفلسيني مصمم على الإستمرار في النضال من أجل تحقيق اهدافه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، شاكرة الجهود الدولية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وما نتج عنها مؤخرا بإعتراف البرازيل والارجنتين بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي كلمة استعرض فيها موقف حركة فتح من الوضع الحالي، قال امين مقبول امين سر المجلس الثوري لحركة فتح بأن الحركة تدين كافة ممارسات الاحتلال والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية وأن الحركة متمسكة بالثوابت الفلسطينية بحيث ترفض استئناف المفاوضات في ظل الاستيطان وأن لا بديل عن الحلم الفسطيني المتمثل بالإستقلال التام وحق العودة للاجئين الفلسطينين وتحرير كافة الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
بدورها رحبت دلال سلامة عضو المجلس الثوري الفلسطيني بالوفد الضيف قائلة بأن الشعب الفلسطيني استفاد كثيرا من التجربة الافريقية في النضال ضد قوى الإستعمار والتمييز العنصري وهذا كان ملهما لنا في الثورة الفلسطينية كما قالت، مشيرة في السياق ذاته الى استمرار المعاناة الفلسطينية.
من جانبها ركزت الدكتورة نجاة ابو ابكر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني على المعطيات التي تعكس المعاناة الفلسطينية جراء الاحتلال الاسرائيلي ومنها سرقة اسرائيل لـ85% من المياه الجوفية الفلسطينية و46% من اراضي المحافظة مصادرة و23 سيدة من نابلس فقدن اطفالهن على الحواجز الاسرائيلية.
اما باسل كنعان رئيس الغرفة التجارية بنابلس، فقد اوضح للوفد الضيف الاثر الذي تركه الحصار على الوضع الاقتصادي في المحافظة والذي تسبب بدمار هذا القطاع، مشيرا الى ان هناك تحسنا قد حصل الا انه لا زال دون الطموح لان المعيقات الاسرائيلية امام حركة التجارة وتنقل البضائع لا تزال قائمة.
من جهتها قالت رئيسة وفد حزب المؤتمر الوطني الجنوب إفريقي روبن ميتشولا "أن ما شاهدناه هنا اوصلنا الى حقيقة ان ما تعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد على أيدي الإسرائيليين هو أسوأ مما تعرض له شعب جنوب أفريقيا على يد نظام التميز العنصري مشيرة إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من إجراءات الإحتلال مؤكدة ان روح التحدي والأمل للحرية لدى الشعب الفلسطيني لا تزال قوية".
واضافت ميتشولا "بأننا جئنا اليوم لنسمع من الشعب الفلسطيني عن معاناته وحلمه في التحرر والإستقلال والحرية"، قائلة " لقد عانينا كثيرا من سياسات الفصل العنصري والطريق امامنا كان صعبا وطويلا لكننا كنا نعمل صوب هدف واحد وتعلمنا الكثير من أخطائنا ومن أجل إكمال حلمنا بالحرية يجب أن يحصل الشعب الفلسطيني على حريته ودولته".
وبعد الكلمات مباشرة تم عرض فيلم وثائقي حول عملية الإستيطان والمستوطنات والحواجز العسكرية والنقاط والعقبات الإسرائيلية الموزعة في كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية بما فيها جدار الفصل العنصري ومخططات مد شبكة قطارات تربط وسط اسرائيل بالمستوطنات.
وفي النهاية اجابت الأتيرة، على اسئلة واستفسارات رئيس وأعضاء الوفد الأفريقي حول الوضع الإقتصادي في المحافظة والعملية السلمية والاستيطان والمفاوضات والإنتهاكات الإسرائيلية وسبل التطور والنهوض بالإقتصاد في المحافظة شاكرين جميع الدول الصديقة والداعمة للشعب الفلسطيني ونضاله بما فيها دولة جنوب افريقيا بشكل عام وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بشكل خاص.