الشرق الاوسط يحترق والاسرى الفلسطينيون يحتفلون داخل زنازينهم باقتراب كسر قيودهم
نشر بتاريخ: 02/08/2006 ( آخر تحديث: 02/08/2006 الساعة: 19:52 )
بيت لحم- معا- رغم عدم, وصول اصوات المدافع الهادرة في شمال اسرائيل الى داخل المعتقلات الامنية الاسرائيلية حيث يقبع الاسرى الفلسطينيون الا ان حالة من الفرح العارم تسود هناك خلف القضبان وتحت الحراسة المشدد حيث تفجر كل اصابة مباشرة يحدثها حزب الله في العمق الاسرائيلي حالة من الفرح العفوي تسمع خلالها شعارات التأييد والتشجيع وترفع قبضات التحدي في سماء زنازين المعتقلات .
هكذا استهل محلل صحيفة "يديعوت احرونوت" روني شاكيد مقاله الذي نشرته الصحيفة اليوم مضيفا بان احداث الاسبوعين الماضيين تحولت الى بارقة امل تداعب مخيلة الاف الاسرى الفلسطينيين اضافة الى الاسرى اللبنانيين الثلاثين الذين يقبعون في سجون اسرائيل المختلفة و يعكف قادتهم ومن خلف الكواليس على اعداد قوائم الاسرى الذين يتوقع الافراج عنهم مقابل جنود الجيش الاسرائيلي .
وقد بدأت عمليات جس النبض الاولية المتعلقة بالافراج عن اشهر معتقلين قابعين في سجون اسرائيل مروان البرغوثي وسمير قنطار الذي سمحت سلطات الامن لمحاميته بثينة دقماق بزيارته تلك الزيارة التي فسرتها الاجهزة الاسرائيلية كمحاولة للضغط على حزب الله حتى يسمح لمنظمة الصليب الاحمر بزيارة الجنود الاسرى .
قنطار بدى خلال الزيارة واثقا من نيله حريته بعد 27 عاما من الاعتقال حيث قال لمحاميته " انا واثق من خروجي للحرية هذا العام ".
ونستطيع القول بانه توجد لدى قنطار كافة الاسباب للاعتقاد بقربه من الحرية فكيف لا وامين عام حزب الله حسن نصرالله هو من اعلن في اكثر من مناسبة بانه يخطط لخطف جنود بغية اطلاق سراحه وقد اوفى بالنصف الاول من تعهده ولا يوجد سبب للاعتقاد بانه سيخلف بالنصف الثاني من وعده اما مروان البرغوثي الذي يحتل رأس القائمة التي يقوم الاسرى باعدادها فتبدو فرص اطلاق سراحه خلال عملية التبادل المستقبلية ضعيفة.
واضاف شاكيد بان الخائف بشكل خاص من صفقة التبادل القادمة هي اجهزة الامن الاسرائيلية التي تعتقد بان الذين اطلق سراحهم ضمن صفقة التبادل السابقة تحولوا ال ما وصفته برأس افعى الارهاب الفلسطيني ولم يخف ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي يوم امس مخاوفه من هذه الصفقة حيث قال بان صفقة جديدة ستؤدي الى ارتفاع جدي في عدد العمليات الفلسطينية .
واشار شاكيد الى معايير اعداد قائمة التبادل التي يجب ان ترضي 8700 اسير فلسطيني اكثر من نصفهم ينتمي الى حركتي فتح وحماس فيما يتوزع الباقون على مختلف التنظيمات عدا عن اعتبار اكثر من 70% منهم ممن يحملون دما على ايديهم وفقا للتصنيف الاسرائيلي مع مراعاة ضرورة منح الاولية في قائمة الحرية للاطفال والنساء وقدمى الاسرى .
ويرى اغلب الاسرى الفلسطينين بخطف الجنود الثلاثة في غزة ولبنان فرصتهم الكبرى للخروج الى الحرية ويعبر معظمهم عن قناعته بان اسرائيل ستفرج عن الاف منهم مقابل جنودها .
احد المعتقلين الكبار الذي طلب عدم كشف اسمه حتى لا يخضع للعقاب من قبل ادارة المعتقل لحيازته جهاز خلوي بشكل يتعارض مع قانون المعتقل قال هذا الاسبوع " لا يوجد لدى اسرائيل اي خيار سوى التفاوض معنا الامر الذي يسبب لنا الفرح العظيم ونحن نرى نورا في نهاية نفق الاعتقال وظلمته ".
وبسبب تشديد ادراة السجون هذه المرة وخلافا للمرات السابقة عقابها على المعتقلين الذين يظهرون فرحهم فكل حركة او اشارة مهما صغرت تدل على الفرح سيكلف الاسير قضاء فترة داخل زنزانة ضيقة يمتنع الاسرى عن تحدي هذه الاجراءات حتى لا يشكل هذا التحدي سببا اسرائيليا لرفض ضمهم لقائمة المفرج عنهم .
واختتم شاكيد مقاله بالتاكيد على ان ادارة السجون العامة استعدت خلال السنوات الماضية لسيناريو اختطاف جنود او مواطنين وعقد صفقة تبادل واحتاطت ادارة السجون لاحتمال تزايد الانفعالات داخل السجون لدرجة انفجار اعمال عنف وصولا الى احتجاز سجانين على يد الاسرى وكذلك لاحتمال فشل صفقة التبادل وما يخلقه من ضغط واحباط داخل المعتقلات التي ستتحول في مثل هذه الحالة الى ما يشبه طنجرة الضغط لذلك قررت الجوء الى سياسة اليد الحديدية في تعاملها مع هذه القضية بكل احتمالاتها وابعادها حيث ابلغ ضباط كبار في ادارة السجون الاسرى الفلسطينين بالعقاب سيكون شديدا جدا على اي خرق للنظام والقانون .