الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكماء: نحتاج لإحلال السلام الحقيقي في الشرق الأوسط وليس عملية سلام

نشر بتاريخ: 14/12/2010 ( آخر تحديث: 14/12/2010 الساعة: 13:36 )
رام الله- معا- أكدت مجموعة الحكماء على الحاجة إلى إحلال السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، وليس لعملية سلام فقط، كما أكدوا على ضرورة اتخاذ المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية، للقانون الدولي وحقوق الإنسان كقاعدة لهما، وأن ترسم الحدود وتعالج قضايا الأمن أولاً.

وأشارت المجموعة في بيان صحفي صدر عنها اليوم الثلاثاء، أنه ومنذ عقدين تعاقبت عمليات سلام في الشرق الأوسط، ولكن دون أن تحقق السلام..

وتابع الحكماء، أنه وفي رحلتهم الاخيرة التي زاروا خلالها أربع دول في المنطقة، اضافة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، "سمعنا نفس الرسالة مرة تلو الاخرى، أن الشعوب تريد السلام، إلا أنهم يشكون في جدوى عملية المفاوضات ولا يثقون في وعود المجتمع الدولي".

وقال الحكماء، ان الان هناك فرصة لإعادة تقييم منهج المفاوضات برمته، فقد فشلت الجهود الأمريكية لالزام اسرائيل على فرض تجميد جزئي على الاستيطان مقابل حوافز سخية وذلك كوسيلة لاستئناف المحادثات المباشرة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضاف البيان، "نحن الآن نحث على اطلاق جهود جديدة مبنية على أساس القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان، بحيث تهدف إلى ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية الجديدة وإلى معالجة قضايا الأمن دون تجاهل القضايا الآخرى التي تقع في قلب الصراع، ونعتقد أنه بدون التركيز على هذه القضايا فإننا قد نشهد تضاؤلا في فرص تحقيق حل الدولتين".

وحسب البيان، فإن الهدف الرئيسي للمجموعة، هو تحقيق السلام والأمن لإسرائيل وجيرانها، وعليه فإنهم يدعو الحكومات والمواطنين حول العالم إلى الإصرار على أن تقوم أية مفاوضات مستقبلية على جملة من التوصيات، وتتمثل هذه التوصيات بـ، تطبيق حقوق الإنسان العالمية والقانون الإنساني الدولي على الجميع دون تمييز، إنهاء الاحتلال، وان يكون هدف المفاوضات ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية بناء على حدود 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

ويتضمن هذا الاتفاق، اذا ما تمت الموافقة عليه، تبادل للأراضي بنسب متساوية للسماح بهامش تعديلات صغيرة، كما يجب ان تركز المفاوضات الأولية كذلك على ترتيبات أمنية تحوز على ثقة الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء.

ومن جملة التوصيات كذلك الاتفاق على الحدود والأمن الامر الذي من شأنه ان يساعد في معالجة أكثر فاعلية لقضايا الوضع النهائي.

وفيما يتعلق بالمستوطنات الاسرائيلية، فقد اعتبرتها المجموعة مستوطنات غير شرعية، ويجب ان يتم وقف النشاطات الاستيطانية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، كذلك على إسرائيل أن ترفع حصارها غير الشرعي وغير الإنساني عن قطاع غزة، وأن توقف تدمير ومصادرة المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وتابعت المجموعة، بأن على السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن تتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان وخاصة عندما يتعلق الامر في خصومهم السياسيين ومنتقديهم، كما يجب عدم إنكار حق إسرائيل في الوجود، ولا يمكن على الاطلاق تقبل أي دعوة لتدمير اسرائيل، بالاضافة الى وجوب أن تكون مبادرة السلام العربية أساساً لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، على نحو تحقيق الحل القائم على دولتين واحلال السلام في المنطقة.

وختمت مجموعة الحكماء توصياتها، مؤكدة على ضرورة أن يصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى حل في نهاية المطاف، إلا أنهم لا يمكنهم التوصل الى ذلك وحدهم، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يساعدهم في الوصول إلى الاتفاق من خلال الوساطة النزيهة والقوية، ومن خلال التأكيد على الاتفاقات السابقة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والقانون الدولي، ومبادئ حقوق الإنسان. كما يجب على المواطنين أن يزيدوا من الضغط على قادتهم.

و أكدت المجموعة، على أنها ستبذل كل ما في وسعها كي تقنع الحكومات حول العالم بأن تتخذ منهجاً يستند الى الحقوق في حل هذا الصراع المرير واعادة تركيز المفاوضات الأولية على قضايا ترسيم الحدود والأمن.

وتابعت المجموعة، "عبرنا في السابق عن دعمنا للتظاهر السلمي والعمل المدني الخلاق من أجل السلام، فإننا نستمر في التأكيد على موقفنا هذا بشكل شخصي عند استطاعتنا وبقلوبنا إن لم نستطع".

وأضافت، "نرى انه وبدون استراتيجية قادرة على تحقيق اتفاق سلام مبني على حل الدولتين، فان الفلسطينيون سيستمرون في العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي وسيستمر ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العيش بدون أمل، وسيستمر أمن اسرائيل ووجودها تحت التهديد.وإذا لم يحدث أي تقدم حقيقي فإنه من المتوقع أن يسفر ذلك عن المزيد من العنف".

وختمت المجموعة، "إن أمنيتنا العظمى هي أن يعم السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، وان يطال الإزدهار جميع شعوب المنطقة".

يشار الى أن، الحكماء هم مجموعة مستقلة من القادة العالميين البارزين، أسسها نيلسون مانديلا عام 2007، وهم يقدمون تأثيرهم وخبرتهم المشتركة لدعم بناء السلام ولمعالجة الأسباب الرئيسية لمعاناة البشرية ولتعزيز المصالح المشتركة للإنسانية.

ويتكون الحكماء، من كل من مارتي أهتساري، وكوفي أنان، وألا بهات، والأخضر الإبراهيمي، وجرو برونتلاند، وفيرناندو هانريك كاردوسو، وجيمي كارتر، وجراسا ماشيل، وماري روبنسون، ودسموند توتو (الرئيس)، بعضوية فخرية لكل من نيلسون مانديلا وأونج سان سو كيي.