القطاع محروم من الصحف لليوم التاسع على التوالي
نشر بتاريخ: 03/08/2006 ( آخر تحديث: 03/08/2006 الساعة: 14:27 )
غزة- معا- كل يتحدث بحسرة ونقمة وصدمة جراء منع الصحف من الدخول إلى غزة لليوم التاسع على التوالي ولعدة مرات، أحدهم يتحدث عن مادته الإعلامية، وآخر عن الإعلانية وثالث عن ثقة القراء ورابع عن عزوف المؤسسات المعلنة وهكذا.
الصحف بغزة تمنع مرة أخرى عن الدخول ولأنها لا تطبع بقطاع غزة يعيش الصحافي والقارئ حالة من الشرود والذهول والانقسام بين الانترنت والقنوات الفضائية، ولكن في أحسن الحالات إن كان التيار الكهربائي مسموحاً به وحسب الوصف كثيراً ما أصبح الانترنت عزيزاً والتلفزيون أيضاً عزيز.
"معا" حاولت أن ترصد معاناة أصحاب الصحف فكان لها عدة لقاءت مع مراسليها بغزة الذين أعرب معظمهم عن استيائهم الشديد من منع الصحف بغزة لعدة مرات فيما طالب البعض الحكومة الفلسطينية ونقابة الصحافيين بتدويل القضية عالمياً عبر وكالات الأنباء والفضائيات لمنع حجب الصحف عن غزة مرة أخرى.
المدير المالي لصحيفة "الايام" في غزة سامي القيشاوي أعرب عن خيبته من عدم مبالاة الإعلاميين بقضية الصحف، قائلاً:" إنه يجب التحرك العاجل لمنع هذا الحدث", معتبراً أن حجب الصحف عن غزة يأتي كسياسة عقاب جماعي كما منع إدخال المواد الغذائية والأدوية، وهدفه حجب الحقيقة عن الشارع الغزي.
وعن الأضرار المادية لصحيفته قال القيشاوي:" إن منع توزيعها في غزة وبالإضافة إلى الخسائر الناجمة عن فقدان الإعلانات اليومية تلحق خسارة يومية بالصحيفة تقدر بـ 30 ألف شيكل، عدا عن الملاحق والمطبوعات التي تطبعها مطابع الايام وتوزع مع الصحيفة وتقدر تكلفتها فقط من غزة بـ 80-90- ألف شيكل شهرياً لبعض البلديات والمؤسسات الأهلية والتربوية التي بدأ البعض بالعزوف عن طباعة مطبوعات لهم نظراً لعدم وصول المطبوعات إلى المدينة".
وأكد القيشاوي أن الصحيفة توزع 4 الاف نسخة في قطاع غزة كلها يتم إعادتها عن معبر إيرز إلى المطبعة في رام الله كما هي مع الخسائر التي تتكبدها الصحيفة والمؤسسة والإعلاميين العاملين فيها، مشيراً انه كذلك كقارئ للصحيفة على مدار 11 عاماً يعاني من حرمانه من اعتياده اليومي على قراءة الصحيفة والاستمتاع بقراءة المواد الإعلامية المترجمة التي تتضمنها الايام.
وأضاف القيشاوي أن هناك تفكيراً لدى ملاك الصحيفة بإنشاء مطبعة لها بغزة ليتم توزيع نسخة منها لأهالي القطاع وعدم ربط توزيعها بإغلاق المعابر أمامها.
الصحافية في الايام اسماء الغول تقول إنها تعاني جراء منع إدخال الصحيفة إلى غزة من عدة إشكالات اهمها: فقدان ثقة القراء ومن ثم فقدانهم هم واختفائهم وانتقالهم إلى وسائل إعلامية أخرى لمعرفة الحقيقة والأحداث، وثانياً الإحراج أمام الشخصيات والأهالي التي تتضمنهم المواد الإعلامية التي تقوم بإرسالها جراء عدم قدرتها على إطلاعهم على مادتهم الإعلامية، وأيضاً عزوف بعض المؤسسات عن تزويد الصحيفة بأخبارها والبحث عن وسائل ذات تواجد في غزة كمواقع الانترنت ووكالات الأنباء التي لديها صفحات إلكترونية.
وأشارت الغول إلى ان بعض الصحف التي حاولت أن تتغلب على المشكلة وتواكب العصر ووضعت لها صفحة إلكترونية أصبح ذلك غير يسير على قراء غزة خاصة في ظل قطع التيار الكهربائي، وتكلفة الانترنت أحياناً وتأخر الحواسيب في فتح الصفحات على برنامج PDF مما يجعل من عملية تصفح الصحف الإلكترونية عملاً مملاً ومكلفاً.
أما صحيفة القدس التي توزع من 7-11 ألف نسخة في قطاع غزة يومياً فيؤكد الصحافي عماد الإفرنجي فيها على ان قطع التيار الكهربائي ضاعف من مشكلته والصعاب امام مهنته عدا عن الخسائر في عدد القراء والمؤسسات التي وصف بعضها بأنه لم يعد مهتماً بإجراء مقابلات صحافية مع مراسلي الصحف الثلاث القدس، الحياة الجديدة واليام التي تطبع في رام الله والقدس وتوزع في غزة، وكذلك عزوف المؤسسات والحكومة عن النشر بالصحف مما يلحق أضراراً بالصحف وتصبح حينها الخسائر غير قابلة للتعويض ومتراكمة.