خاطر: تكثيف الخطاب الاسلامي المسيحي اليهودي المشترك يعري الاحتلال
نشر بتاريخ: 15/12/2010 ( آخر تحديث: 15/12/2010 الساعة: 20:04 )
بيت لحم -معا- اكد الدكتور حسن خاطر امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية في اعقاب اختتام اعمال المؤتمر الاسلامي المسيحي الدولي الاول ببيت لحم مساء اليوم، ان المؤتمر كان ناجحا وموفقا في تحقيق اهدافه وايصال رسالته ، مؤكدا انه للمرة الاولى في فلسطين ينعقد مؤتمرا بهذا الحجم وبهذا التنوع الديني ، حيث شارك ما يقارب 600 شخصية معظمهم من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود ، اضافة الى عشرات القيادات السياسية والشخصيات الاعتبارية والوطنية وسفراء عرب واجانب ، تحت رعاية ومتابعة السيد الرئيس ابو مازن الذي مثل سيادته في كلمة الافتتاح المستشار زياد البندك .
واشاد الدكتور خاطر بمشاركة الوفود الاجنبية التي وصلت الى بيت لحم من اكثر من عشر دول من جميع القارات كان من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والبوسنة واندونيسيا والاردن اضافة الى مشاركة هامة جدا من قبل وفد كبير من جماعة ناطوري كارتا بزعامة الراب اسرائيل هيرش الذي القى كلمة في الجلسة الافتتاحية اعلن فيها عن العديد من المواقف الجريئة التي تستحق ان تعاد وتكرر في وسائل اعلامنا مرات ومرات .
وقال الدكتور حسن خاطر ان اهم توصية خرج بها المؤتمر هو تطوير وتكثيف وتركيز وتوحيد الخطاب الديني الاسلامي المسيحي اليهودي في مواجهة الاحتلال وتعرية وجهه الحقيقي في العالم ، ذلك ان الاحتلال ينفذ مشاريعه ويبرر جرائمه كلها باسم الله وباسم الدين ، فهو يحتل فلسطين باسم الدين ويصادر الاراضي ويبني المستوطنات باسم الدين ويهدم البيوت باسم الدين ويقتل ويعتقل ويبني الجدران ويسطو على المقدسات باسم الدين ايضا ، بمعنى ان الاحتلال يمارس دوره مقنعا بالدين اليهودي مما بات يستوجب على اصحاب الدين الحقيقيين مسلمين ومسيحيين ويهود تعرية هذا الوجه من ذلك القناع المزيف .
واوضح الامين العام للهيئة ان المؤتمر نجح في الاجماع على هذه الحقيقة وفي تجاوز القضايا الشكلية التي كانت تقع فيها العديد من المؤتمرات واللقاءات المشابهة في العديد من الدول ، وتناول المؤتمرون في اوراقهم ونقاشاتهم القضايا الرئيسية التي تمحور حولها المؤتمر وعلى راسها يهودية الدولة حيث شارك العشرات من العلماء والمفكرين من داخل فلسطين وخارجها ومن مختلف الاديان في اضاءة هذا الموضوع والوقوف مع مخاطره وانعكاساته على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة والعالم اجمع ، وان نجاح الاحتلال في فرض مثل هذا المشروع على المجتمع الدولي يعني تفجير العنصرية والاحقاد الدينية والكراهية بين اتباع الديانات ، اضافة الى تهديد من تبقى من اهلنا وشعبنا من مسلمين ومسيحيين وفتح الابواب على مصراعيها لتهجيرهم واذلالهم.
كما نوقش ايضا ورقة هامة تتعلق بالتسامح الديني في ظل الصراعات وهو موضوع هام وخطير يضع النقاط على الحروف في حقيقة الصراع العربي الاسرائيلي الموجود اليوم وانه صراع ضد الاحتلال وليس ضد اليهود رغم ان الاحتلال يريد ان يلبس ثوب الدين لخلط الاوراق وتضييع الحقيقة ، فاجمع المؤتمرون على ان التناقض والصراع ليس بين الاديان ولا بين اتباع الديانات وانما هو بين احتلال ظالم غاشم وبين كل اصحاب الحق واتباع الديانات الذين يرفضون تبرير الظلم والعدوان تحت اي شعار .
وطالب الدكتور حسن خاطر السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس اعطاء اولوية ورعاية خاصة لتركيز وتكثيف هذا الصوت الديني الاسلامي المسيحي اليهودي في مواجهة اكاذيب واضاليل الاحتلال على مستوى العالم خصوصا في ظل اخفاق الصوت السياسي الرسمي العربي والدولي، مؤكدا ان نجاح هذا المؤتمر وخروجه بهذه الرسالة يستحق الرعاية الكاملة للانطلاق نحو الوجدان الديني الانساني اينما كان ، مؤكدا على ان القدس والارض المقدسة لها في ذلك الوجدان رصيد كبير وضخم لم يستثمر بعد على الوجه الاكمل .