الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخيل العربية الأصيلة تستلهم جمال المرأة وجاذبيتها

نشر بتاريخ: 15/12/2010 ( آخر تحديث: 16/12/2010 الساعة: 10:11 )
رام الله- معا- كتبت ألاء مطرية- تعد تربية الخيول العربية الاصيلة جزء من تراثنا الفلسطيني العريق على مر الزمان، ففي العديد من المدن الفلسطينية تعقد سنويا سباقات للسرعة وجمال الخيول الاصيلة، ما يدل على شدة الاهتمام الفلسطيني بالخيل والفروسية.

وفي حوار مع ايمن النجار، (30) عاما، وهو احد هواة تربية الخيول العربية الاصيلة، في مدينة القدس، قال انه يربي الخيل كهواية ولا سبيل في ذلك للتجارة، معتبرا انها افضل صديق له، حيث يقتني اسطبل للخيل منذ (10) اعوام، ويحتوي على (9) خيول أصيلة.

وأوضح النجار ان اقرب خيوله الى قلبه تلك التي تسمى بـ"نور الغرام"، والبالغة من العمر (5)اعوام، مشيرا الى ان تدريبها وتربيتها لوحدها يكلفه نحو (1000) دولار شهريا، لافتا إلى أن هذه الخيل حصلت على العديد من الجوائز في سباق الجمال، لقوتها ورشاقتها ولجمالها الجذاب التي تتمتع به، وهو يرفض بيعها، حيث عرض عليه مؤخرا بيعها بمبلغ كبير يقدر بـ(70) الف دولار، الا انه رفض هذا العرض لقوة العلاقة التي تربطهما.

وشبه النجار "نور الغرام" بالمرأة العربية الجميلة التي تهتم بجمالها، حيث يضع الكحل العربي في عينيها، ويملس رقبتها بالزيت الدافئ لتحافظ على نحالة رقبتها، وإعطائها شكلا جميلا، ويقوم بغسلها بصابون خاص ، وبعد الاستحمام ينثر على جسمها مسحوق خاص ليعطيها لمعانا ورائحة زكية، كما أنه يرسلها بين الحين والآخر الى حلاق متخصص لتصفيف شعرها، مؤكدا انها ايضا كالمرأة كذلك من حيث المعاملة، فهي بحاجة الى الحنان وحسن التعامل، وتحب من يدللها، وأضاف: " نور الغرام تحب الحلويات كثيرا، فأطعمها يوميا حبة من الحلاوة المفضلة لديها، ما يزيد من حبها لي وتعلقها بي".

وتعد التغذية المناسبة من العوامل الاساسية في تربية الخيول والعناية بها، اذ يمدها الغذاء المتكامل بالفيتامينات والمعادن المختلفة التي تنعكس ايجابيا على صحة الخيل وزيادة عطائها، وتختلف احتياجات الخيول من الأعلاف بحسب فصائلها، فالخيول ذوات الدم الحار تكون متوسطة الوزن ولا تحتاج لكميات كبيرة من العلف، وعلى العكس من ذلك تماما، فإن الخيول ذوات الدم البارد، ثقيلة الوزن، تستهلك كميات وفيرة من الأعلاف، لأن جهازها الهضمي أكثر اتساعا وحجما من غيرها.

ويتنوع غذاء الخيل من الأعلاف فمنها البرسيم، والجزر والشمندرالعلفي، والحشيش الاخضر، وفول الصويا، وبذور الكتان والتبن، وكلما زادت صحة الحصان وقوته وجماله زاد سعره.

ويرجع اصل الخيول العربية الى خمس جياد اصيلة كان لها شأن كبير في شبه الجزيرة العربية منذ زمن بعيد يرجع الى اكثر من (7000) سنة، حيث حافظت على نقاوتها العربية الاصيلة، ومنها "الكحيلة" والتي جاء اسمها من سواد عينيها اللتين تبدوان كالمكحلتين، و"العبيه"، التي أخذت اسمها من تشوالها وحفظ عباءة راكبها على ذيلها اثناء العدو، و"الدهمة" نسبة للونها القاتم المائل للسواد، و"الشويمة" التي تكثر الشامات عليها، و"الصقلاوية" التي أخذت اسمها من طريقة رفع حوافرها عند العدو في الهواء ومن صقالة شعرها السابل.

وتبلغ سرعة الحصان العربي الاصيل حوالي (70) كم في الساعة، ويتراوح ارتفاعه مابين (150-160) سم، ومن الألوان الدارجة للخيل العربي الأصيل الرمادي والاشهب والبني والاسمر والاشقر والادهمي، ويعيش الحصان العربي في الأغلب (35) عاما.

وإلى جانب الجمال الفائق، فان اهم ما يتميز به الخيل العربي الاصيل، القدرة الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش، والقدرة على التأقلم مع حرارة الجو، وسرعته الفائقة، كما أنه يتعرف على صاحبه ويحافظ على سلامته.

أما في اوصافه الجسمانية، فيمتاز بالوجه الصغير وقصبة الأنف المقعرة، وفيها فتحتان كبيرتان, فيما العينان واسعتان، والاذنين الصغيرتين منتصبتان، وبه تقعر خفيف بالوجه، كما يميزه كبر حجم الصدر ووجود تقعر خفيف بالظهر، وتمتاز قدماه بالقوة والمتانة ويكون حافره مقعرا بعض الشيء، وذيله مبتعد عن الفخدين ومرتفع، بينما تكون منطقة الابرة متوازية مع مؤخرة الخيل، ولا يتعدى البياض الذي في ساقه منطقة الركبة، وتكونة رقبته طويلة تملؤها العضلات وظهره قصير مكتنز، ويتحوي عموده الفقري على (17) زوج من الاضلع و(5) فقرات قطنية و(16) فقرة ذيلية، وهو ما يميزه عن الخيول الاخرى التي تحتوي على (18) زوجا من الأضلع و(6) فقرات قطنية و(18) فقرة ذيلية.

ومن اهم ما قيل في الخيل العربي الاصيل، ما قاله الشاعر عنترة بن شداد، في قصيدته التي وصف فيها جواده، لحبيبته عبلة، أبان الحرب فيقول:

هـلا سألـت الخيـل يـا ابـنة مــالك إن كنـت جاهلة بما لم تعلمــــــــــي
يخبـرك مـن شهـد الوقيـعـة أنـنـي أغشى الوغى وأعف عند المغنمــــــــي
فــوددت تقبـيـل السـيـوف لأنـهـا لمـعـت كبارق ثـغــرك المتـبـســـــم
ومـدجــج كـــره الـكـمـاة نزاله لا مـمـعـن هــربــا ولا مسـتـسـلــم
جــادت لــه كـفـي بـعـاجل طعنة بمثـقـف صــدق الـكـعـوب مـقــــوم
فشكـكـت بالـرمـح الأصــم ثـيابه ليـس الكريـم علــى القـنـا بمـحــــرم

وكان الشعراء يتباهون بالخيل وقد نظموا القصائد التي قيلت بها كمصدر من مصادر القوة لديهم، كقول المتنبي:

الخـيـل واللـيـل والبـيـداء تعرفـنـي والسيف والرمح والقرطاس والقلم

كما ورد ذكر الخيل كذلك في القرأن الكريم، في اكثر من موضع ومنها قوله تعالى: ? زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ?، أما في السنة النبوية، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة التي تذكر الخيل، ومنها: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل الى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة".