الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجنة المتابعة العربية تدعم موقف الرئيس من المفاوضات وستتجه لمجلس الامن

نشر بتاريخ: 15/12/2010 ( آخر تحديث: 16/12/2010 الساعة: 12:43 )
بيت لحم -معا- عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مساء اليوم الأربعاء اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية بدولة قطر، بحضور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ويوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية، ووزير خارجية اليمن، ومن الجانب الفلسطيني صائب عريقات وزير دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، فيما كانت أبرز غيابات أعضاء اللجنة من حيث التمثيل الدبلوماسي على مستوى وزراء الخارجية كل من: السعودية ـ التي حضر عنها وكيل وزارة الخارجية نزار مدني ، وسوريا والمغرب والجزائر ولبنان والأردن.

وقبل أن تستمع اللجنة إلى التقرير للرئيس محمود عباس، تلى الشيخ حمد بن جاسم، كلمة افتتاحية مطولة، أكد فيها أن لجنة المتابعة العربية في ظل التطورات الأخيرة تقف أمام مفترق طرق ليس فيه خيارات سهلة، داعيًا الدول العربية إلى تدبر أمر الوضع الراهن.

وأشار وزير الخارجية القطري إلى عدد من النقاط اعتبرها مركزية، وأكد على ضرورة استمرار السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين كخيار عربي.

وشدد على أنه لا يمكن للجنة المتابعة العربية أن تغطي العودة إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة في هذه الظروف، وأنه سوف تقيم اللجنة الموقف على ضوء ما يبلغنا به الأخوة الفلسطينيون.

وأكد على المسؤولية والدور الأميركي في عملية السلام على أساس نفس المنطلق الذي أكده الرئيس أوباما بأن يتحمل الجميع المسؤولية المترتبة على دورهم، مطالبًا في ذات الوقت الإدارة الأميركية إلى ضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة فورًا.

وأوضح الشيخ حمد بن جاسم أيضا أهمية التوجيه إلى مجلس الأمن في حالة فشل الولايات المتحدة من أجل تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحدودها القائمة ضمن خطوط 67 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتًا إلى أن هذا الخطوة التي صرحت الأوساط الرسمية الأميركية بمعارضتها، بما في ذلك تنويه وزيرة الخارجية في كلمتها، ليست سابقة للأوان خاصةً في حالة ثبوت فشل عملية التفاوض، لأن عدم اتخاذها في هذه الحالة سيعني القضاء على مفهوم حل الدولتين.

كما حث بقوة على إنجاز المصالحة الفلسطينية لأنها عامل قوة للموقف الفلسطيني

بدوره أكد مصدر دبلوماسي عربي مشارك في اجتماع لجنة المتابعة العربية المنعقد في القاهرة أن وزراء الخارجية العربية سيخرجون ببيان ختامي يؤكد دعم موقف الرئيس محمود عباس بما يخص الاستيطان، وعملية السلام.

وتابع في تصريحات نقلتها وكالات انباء ان مشروع البيان سيوصي بتكليف أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم، رئيس لجنة المتابعة، وبالتعاون والتنسيق مع الرئيس محمود عباس، ببلورة الأفكار المتعلقة بخطة العمل العربية المستقبلية بشأن عملية السلام، ومن ضمن ذلك التوجه لمجلس الأمن لطرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي، والمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967.

وأشار إلى أن أعضاء لجنة المبادرة العربية يعتبرون شروع عدد من الدول كالارجنتين والبرازيل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة، وتعطي دفعة لعملية السلام، وأنهم أوصوا بمواصلة العمل الحثيث لإقناع مزيد من الدول بالقيام بخطوات مشابهة.

وساد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية مساء اليوم، حالة من السخط والغضب الشديدين، جراء التعنت الإسرائيلي وعدم التزام سلطات الاحتلال بوقف التوسع الاستيطاني، والالتزام بمتطلبات عملية السلام، الأمر الذي أدى، برأي وزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع، إلى تعثر حقيقي بعملية السلام وإدخالها في نفق مظلم وخطر حقيقي.

واستعرضت المذكرة الشارحة التي عرضتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على الاجتماع، أبرز التطورات على مسار عملية السلام انتهاء بتراجع الولايات المتحدة عن موقفها المعلن بشأن ضرورة وقف الاستيطان.

وأشارت إلى تطور المفاوضات غير المباشرة، والمفاوضات المباشرة، وكيف أن العرب والفلسطينيين قدموا كل ما هو ممكن لدعم التحرك الرامي لإعطاء دفعة لعملية السلام.

كما تناولت المذكرة أبرز الانتهاكات الإسرائيلية والتصريحات العنصرية لقادة الاحتلال، والتي تدل على عدم جدية حكومة تل أبيب اليمينية في التعاطي مع الجهد الأميركي للسلام.

بدوره أوضح المستشار الدبلوماسي للرئيس السفير د.مجدي الخالدي أن المفاوضات تواجه الآن أزمة حقيقية، وهي متوقفة بسبب التعنت والتهرب الإسرائيلي، وأن الإدارة الأميركية شرعت باتصالات لاقناع الجانب الإسرائيلي بضرورة وقف الاستيطان، و'لكن واشنطن لم تستطع تحقيق هذا الهدف، من هنا بدأت تلوح الأزمة.

وحول أهم الأفكار التي حملها المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل خلال زيارته إلى رام الله أمس، قال الخالدي: من أهمها أن تعيد الولايات المتحدة التنقل بين الجانبين للاستماع إلى وجهات نظرهما، واجتماع اليوم سيبحث كل ما تلقته القيادة الفلسطينية من أفكار من واشنطن، وكل ما خلص إليه الجانب الفلسطيني من تحليلات حول الموقف الراهن.

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية نقلت وجهة نظرها إلى واشنطن من مجمل التطورات القائمة خلال لقاء الرئيس محمود عباس مع ميتشل أمس في رام الله، وخلال زيارة رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات للولايات المتحدة ولقائه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

واكد ان هناك مستجدات مشجعة تتمثل بالبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي، الذي كان محل تقدير من الجانب الفلسطيني، وبخاصة أنه تحدث بشكل واضح عن دعم الحقوق الفلسطينية، وهذا لاقى ترحيبا من قبل الدول العربية.

واعتبر الخالدي أن دور اللجنة الرباعية غائب حاليا، وأن هذا الموضوع سيكون محلا للبحث في اجتماع لجنة المتابعة المنعقد.