الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حمدان لـ"معا":مفهوم حماس لوقف الصواريخ يختلف عن فتح

نشر بتاريخ: 16/12/2010 ( آخر تحديث: 16/12/2010 الساعة: 20:06 )
بيت لحم - معا - أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أسامة حمدان أن ثوابت حماس لم تتغير منذ الانطلاقة قبل 23 عاما إلا أن الأدوات قد تستبدل من مرحلة لأخرى وان المصالحة ضرورة وطنية وفق أسس حامية للثوابت.

الزميل محمد اللحام أجرى لقاء مطولا مع حمدان وتم بثه مساء أمس عبر أثير شبكة "معا" الإذاعية وأجاب حمدان على كافة الاسئلة التي تستعرض كافة المواقف والتوجهات السياسية لحماس في ذكرى انطلاقتها.

نرحب بالأستاذ أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس في الذكرى الـ23 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس وبالتأكيد هنالك الكثير مما حدث ما بين الانطلاقة وما بين هذه اللحظة أين تقف اليوم حماس من انطلاقتها؟

أسامة حمدان: لا شك أن الحركة تقف بعد 23 عاما أمام رصيد كبير من التجربة على المستويات المختلفة من العلاقات الوطنية الداخلية أو السياسية أو المقاومة وقدرتها، وأنا أعتقد أن هذه التجربة حققت فيها الحركة العديد من النجاحات بالرغم من التحديات، وكان هناك نجاحات ربما يختلف الناس في تقييم بعض المواقف لكنني أعتقد أنه على مدى 23 عاما نجحت الحركة في أن تؤكد تمسكها بالثوابت الوطنية الفلسطينية وأن تواصل المقاومة وأن تصمد في وجه جملة من التحديات التي فرضها العدو وحلفاء هذه العدو على المستوى الدولي.

مع انطلاقة الحركة كان هنالك موقف رافض للتعاطي مع قيام سلطة في ظل الاحتلال وما أفرزته اوسلو وتغير هذا الحال في عام 2006 وشاركت الحركة في الانتخابات هل بعد أربع أو خمس سنوات من 2006 سيبرز موقف آخر وهل هناك دراسة او تقييم لدخول حماس الانتخابات وصواب ذلك من عدمه؟

اسامة حمدان: لا شك إن قرار الحركة المشاركة في الانتخابات ليس بناء على تغيير في موقف الحركة، إنما هذا الدخول جاء بناء على تقدير موقف أن الواقع الفلسطيني في ظل الاحتلال في المرحلة الماضية بدأ يشهد تغيرات وأن التعامل مع الواقع الفلسطيني بعد غياب الرئيس ياسر عرفات يحتاج إلى نظرة ربما كانت تقدر الحركة وما زالت أنها بحاجة إلى الدخول في المعترك الداخلي الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى، والحركة عندما شاركت في الانتخابات كانت تتطلع إلى تحقيق مسألة مهمة وهي إحداث نقلة في الواقع الفلسطيني الذي استوعب بأن التسوية قد فشلت... وها نحن نرى هذه اليوم حقيقة ماثلة ونقل المؤسسات الوطنية من موقع أنها مؤسسات ناشئة وفق التسوية إلى مؤسسات تعمل في سياق مشروع الوطن الفلسطيني المقاوم... مع الأسف هذا الأمر واجهه تحد خطير على الصعيد الداخلي ربما المشهد الداخلي اليوم هو مشهد لا تتمناه أي قوى فلسطينية وان كان الجهد ينصب لمعالجة هذا الإشكال.

كانت هناك تصريحات خلقت حالة من الضبابية من إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة في قطاع غزة فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل وأخذ ذلك عليه حتى من بعض الكتاب المعروفين بالعادة بمناصرة حركة حماس وشاهدنا خطاب الذكرى الـ23 تأكيد السيد هنية على موضوع عدم الاعتراف بإسرائيل هل كان هنالك حالة من الإقدام والإحجام داخل اطر حركة حماس تحديدا في هذا الموضوع؟

اسامة حمدان: في الحقيقة أنا أود أن أقول وبكل وضوح أن تصريح الأخ أبو العبد هنية حمل أكثر مما فيه وأكثر مما يحتمل وليس هناك إقدام أو إحجام في حركة حماس فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل وموقف الحركة واضح بأنها لن تعترف بإسرائيل والحركة تعتقد إن الحديث عن الاعتراف بإسرائيل سابقا كان خطئا سياسيا استراتيجيا وسهل في الواقع الدولي إن تواصل إسرائيل عدوانها وان يبدو الأمر بينها وبين الفلسطينيين كأنه اختلاف في وجهات النظر أو اختلاف في مساحات محددة ربما تختلف بها دول جوار.

نحن نعتقد أن الاعتراف بإسرائيل موقف الحركة واضح لا اعتراف بإسرائيل وأن المطلوب هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والإقرار بهذه الحقوق ليس فقط مجرد الإقرار بها وإنما أيضا الالتزام اتجاهها والعمل من اجل تحقيقها هذا هو الموقف الذي تحمله وتراه الحركة وتصريحات الأخ إسماعيل هنية حملت تحميلا خاطئا اعتقد أن موقفه اليوم كان توضيحا بينا لا يقبل الشك في هذا الجانب.

كيف تفسر لنا في أكثر من مناسبة ان السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحدث عن الحدود المؤقتة وتحدث عن هدنة طويلة الأمد وتحدث عن الدولة المؤقتة وهذا بالنتائج هو اعتراف ضمني بالجانب الأخر إن حدث ذلك وهو إسرائيل؟

اسامة حمدان أولا لم يتكلم الأخ خالد مشعل قطعا لا عن حدود مؤقتة ولم يأت على سيرة دولة مؤقتة ولا بأي حال من الأحوال وهذه محاولات غير ناجحة لتزييف موقف الحركة وبناء استنتاجات خاطئة ثم العيش في ظلال الوهم الناشئ عنها... حركة حماس لها موقف ثابت وواضح في هذا الموضوع وقالت أنها لن تعترف بالكيان الصهيوني بأي حال من الأحوال وأنها لن تقبل تسوية مؤقتة لأن هذا يعزز الاحتلال ولا ينهي الاحتلال فإذا كان البعض حاول بطريقة أو بأخرى القول أن حركة حماس تستقبل ذلك أو تتبناه فهو إما أراد أن يغطي موقفه السياسي السيئ في هذا الجانب أو انه كان قد فهم موقف الحركة بشكل خاطئ وعليه ان يعيد النظر في فهمه حركة حماس... وأنا اعتقد كثرة تكراره أحيانا يحاول البعض من خلالها تفسير الأمور بشكل خاطئ.

أستاذ أسامة لنفسر أكثر هل حركة حماس تقبل بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ؟

اسامة حمدان: ماذا يعني ذلك بالنسبة لك أو بالنسبة للسائل أو بالنسبة لأي إنسان نحن نقول وبكل وضوح إذا كان هناك هدف وطني فلسطيني هو أن تقوم هذه الدولة دون التنازل عن باقي حقوقنا فلا مانع لدينا من دعم هذا الهدف ونحن جزء منه أما أن يقرن ذلك بتنازل عن حقوق فلسطينية أساسية فهذا بكل الأحوال مرفوض وغير مقبول.

يعني المقصود حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية 181 و194 وهذه الثوابت الفلسطينية؟

اسامة حمدان: الثوابت الوطنية الفلسطينية واضحة ونحن لا نقبل بأي حال من الأحوال أي تنازل أو أي تفريط بهذه الثوابت ولذلك قلنا وبكل وضوح وجود برنامج وطني يرسم حدود عينة للمشروع الوطني نحن مستعدون للتعامل معه ايجابيا شريطة أن لا ينطوي على أي تنازل عن ثوابتنا الوطنية وثوابت الشعب الفلسطيني>

إحصائيات حركة حماس بأنها منذ الانطلاقة نفذت حوالي 87 عملية استشهادية وأكثر من 1106 عملية داخل إسرائيل لكن هذا عبر 23 عاما اما بالسنوات الأخيرة وتحديدا ما بعد سيطرة حماس وإدارتها الأمور في قطاع غزة هناك حالة شديدة من الانحصار في المقاومة فكيف تفسر ذلك خاصة أن البعض يربط ذلك سياسيا بما يحصل في قطاع غزة؟

اسامة حمدان: لا بد أن أشير هنا إلى مسألة مهمة وأساسية تتعلق بمنطق المقاومة وكيف نقرأ نحن في حركة حماس المقاومة نحن نعتقد أن المقاومة هي حق طبيعي ومشروع وهي اصل في مقاومة الاحتلال وأن العمل العسكري ضد الاحتلال لا يمكن بحال من الأحوال أن يتم التنازل عنه والتفريط به ونحن أيضا نقرأ المقاومة على أنها مواجهة مع الاحتلال وان هذه المواجهة لها أدواتها وأن هذه المواجهة أيضا قد تشهد في لحظات طبيعة مختلفة من الإدارة في لحظة من اللحظات ربما كان أداء العمليات الاستشهادية غالبا ليس فقط في سلوك حماس المقاومة إنما في سلوك الفصائل الفلسطينية بمجملها وفي لحظة أخرى أصبح هناك أداء أخر يتمثل بإطلاق صواريخ ربما بالأشكال الأخرى من العمليات ونحن نفرق بين مسألتين المقاومة كحق طبيعي ومشروع ولا بد أن يتواصل وبين شكل المقاومة أو أدوات المقاومة ولذلك نحن لا يقلقنا عندما تتغير الأدوات لأن الأصل باق ولا يؤثر في معنوياتنا عندما يقال أن تغيير بعض هذه الأدوات ربما ينطوي على شيء من التغيير في الموقف السياسي لأننا نعرف طبيعة موقفنا السياسي ونصر عليه.

من بين الخيارات التي يتم التداول فيها على لسان الرئيس محمود عباس بأن خيار المقاومة الشعبية قد يكون خيار بديل لموضوع المفاوضات وخاصة في ظل التعنت الإسرائيلي فيما يتعلق بالاستيطان ورغم الجفاء الموجود - بين فتح وحماس – هل هناك مبادرة داعمة من حركة حماس لتعزيز موقف المقاومة الشعبية كخيار ؟

اسامة حمدان: أولا يجب أن نفهم ماذا يقصد محمود عباس بخيار المقاومة لأن تجربتنا ليست مريحة في هذا الجانب بجهة استخدام ألفاظ ملتبسة وعبارات سرعان ما يجري تأويل معناها بطريقة لا تنسجم وما نعتقده من المصلحة الفلسطينية العليا ولذلك أنا افضل عدم الخوض في هذه المسالة فيما كانت حماس مستعدة للدعم أو غير مستعدة قبل أن يتضح بشكل لا يقبل الجدل ماذا يعني بخيار المقاومة الشعبية لا سيما أن لديه تصريحات عديدة وكثيرة قال فيها أيضا بوضوح أنه ضد مواجهة إسرائيل حتى ولو بإلقاء حجارة على إسرائيل وهذا يقتضي تفسيرا كيف يمكن الجمع بين مثل هذه التصريحات المتناقضة.

وثيقة ويكيليكس أشارت إلى موقف الرئيس عباس فيما يتعلق بالحرب على غزة بموقف رافض للتعاطي مع هذا الشأن ووقف المفاوضات فهل لحماس جاهزية لالتقاط الموقف لإنجاح الحوار وايصال رسالة للجانب الإسرائيلي في النهاية وليس موقف الرئيس محمود عباس لان الموقف موقف فلسطيني في النهاية؟

اسامة حمدان: نحن لسنا بصدد دخول لعبة تعزيز موقف تفاوضي لهذا الطرف أو ذاك الكل يعرف موقف حركة حماس وأن المفاوضات فشلت بعد أن أضاعت كثير من الحقوق والحديث اليوم عن تعزيز المسار التفاوضي يعني الإصرار على تضييع مزيد من الحقوق لا نريد الحديث عن تعزيز خيار المفاوضات المطلوب اليوم هو العودة إلى الشعب الفلسطيني والإقرار بفشل عملية التسوية و تعزيز خيارات الشعب الفلسطيني بما فيها خيار المقاومة وهو المشروع الاستراتيجي الذي يجب أن يطلقه أبو مازن.

بالنسبة إلى ملف المصالحة عزت الرشق قال أن هذا الملف يجب أن يكون فيه تأني كبير خاصة أن العقدة المركزية تتعلق بالجانب الأمني وتمسك حماس بجهاز الحماية في القطاع؟

اسامة حمدان: أولا حركة حماس ليست متمسكة بالبقاء حتى النهاية أو عدم البقاء في قطاع غزة القضية الأساس تتعلق بالاتفاق على الموضوع الأمني وماذا يعنيه العمل الأمني هل الأمن من اجل حماية الشعب الفلسطيني أم الأمن من اجل حماية الاحتلال المشهد الراهن للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أنها تعمل من اجل حماية الاحتلال نحن قلنا أن المطلوب هو تشكيل مرجعية أمنية عليا تشرف على إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتتولى متابعة عمل هذه الأجهزة والتأكد من أنها تعمل لصالح الشعب الفلسطيني.

في قطاع غزة كان هنالك اتفاقيات دولية تلزم السلطة بمنع إطلاق الصواريخ اتجاه القطاع ما الذي يلزم حماس بمنع إطلاق الصواريخ اتجاه إسرائيل؟

اسامة حمدان: ليس هناك ما يلزم حماس بمنع إطلاق الصواريخ بالصورة التي كانت تمارسها السلطة فيما مضى والسلطة كانت تلتزم بمنع إطلاق الصواريخ لمنع المقاومة وحماية إسرائيل وأمنها وهو ليس ذات المشهد الذي تتحدث عنه حركة حماس تعتقد أننا في مواجهة مع الاحتلال لكننا قد نصل إلى التهدئة لكن ليس استسلام لرغبات العدو أو نزولا عند شروطه.

لكن كان هناك تصريحا واضحة للدكتور الزهار في فيما يتعلق بمنع إطلاق الصواريخ؟

اسامة حمدان: كانت هذه التصريحات في سياق إدارة المواجهة مع الاحتلال وليس في سياق تنفيذ مطالب الاحتلال.

هناك حديث عن تغيرات في الممثليات الحساسة لحركة حماس في طهران وبيروت وفي دمشق وفي صنعاء هل هذا صحيح وما دواعي ذلك؟

اسامة حمدان: الكل يعرف أن حركة حماس هي حركة مؤسسية وان هذه الحركة تدير أمورها بطريقة مؤسسية وان هناك أخوة يتسلمون مسؤوليات جديدة ويسلمون مسؤوليات جديدة والتغيرات تأتي في هذا السياق وهذا هو سياقها الطبيعي وهناك نوع من تطوير كفاءات الأعمال.

هناك حديث في آخر الشهر عن لقاء بين فتح وحماس إلى أي حد هناك بوادر طيبة نبشر بها أبناء شعبنا للمصالحة وتقريب وجهات النظر؟

اسامة حمدان: أنا أريد أن استعير جملة أبو العبد في خطابه إذا اقتربت فتح من المصالحة ستجد أننا إليها اقرب ونحن حريصون على انجاز هذه المصالحة بأقرب فرصة ممكنة لأن المصالحة هي قضية بعد وطني وهي مسؤولية الجميع ونحن نرجو وسنسعى لتحقيق المصالحة إذا وقع لقاء بين القيادتين.

لماذا لا تتدخل بقية الفصائل بالمصالحة هل ستكون معينة أم معيقة؟

اسامة حمدان: لا ننظر لدخول أي فصيل للحوار على انه شكل من أشكال الإعاقة نحن نعتبر وجود الفصائل في الحوار شكل من أشكال دعم الحوار بل مطلوب أن تكون الفصائل في الحوار، وقد شاركت الفصائل في حوار القاهرة وكان لها دور واضح والآن هناك عقدة في الحوار وصلنا إليها بحماس وفتح وحصل تفاهم أن تقوم حماس وفتح بالتحاور حول هذه المسألة والوصول إلى صيغة يمكن أن تدفع الحوار إلى الأمام وأنا أقول بكل وضوح ان توصل حماس وفتح إلى أي صيغة تفاهم حول نقاط الخلاف يعني اتفاق أولي لا بد أن توافق عليه وتنخرط فيه وتنسجم معه جميع الفصائل ولا يمكن الحديث عن مصالحة فلسطينية تستثني طرفا أيا كان السبب.