مركز التعليم التابع لجامعة بيرزيت يحتفل بتخريج اول مجموعة من المعلمين المتخصصين في تصميم مواد تعليمية الكترونية
نشر بتاريخ: 04/08/2006 ( آخر تحديث: 04/08/2006 الساعة: 15:16 )
رام الله- معا- أعلن مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت عن الانتهاء من تدريب أول مجموعة من المعلمين الفلسطينيين المتخصصين في تصميم وإعداد وتقييم مواد تعليمية الكترونية في مجالي الرياضيات والعلوم، ضمن مشروع تدريبي نفذته وحدة التعلم الإبداعي التابعة للمركز " وبتمويل من مؤسسة الـ" UNDP".
ونظمت وحدة التعلم الإبداعي في مركز التعليم المستمر في هذا الإطار حفل تخريج للمعلمين المشاركين في هذا البرنامج الذي يعتبر الأول من نوعه في فلسطين في مدينة رام الله بمشاركة شخصيات أكاديمية رسمية وأهلية، وسط التأكيد على أهمية ايلاء التعليم الالكتروني وتطويره الاهتمام الكافي باعتباره يمثل خيارا لا يمكن تجاهله في ظل التطورات المتسارعة في هذا المجال.
وأكد نائب مدير مركز التعليم المستمر، سارو ناكاشيان، على أهمية هذا المشروع الذي أنجزته وحدة التعلم الإبداعي في المركز، مؤكدا أن هذا الإنجاز الذي جاء بناء على الجهود التي بذلها فريق العمل يعكس الفلسفة التدريبية التي يتبناها مركز التعليم المستمر.
وشدد ناكاشيان على حرص المركز وإيمانه المطلق بالتنمية التي تستند بالأساس إلى تكريس الشراكة بين المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية والتي تعمل على تبني ودعم المبادرات الإبداعية.
وقال ناكاشيان" ان وحدة التعلم الإبداعي تعتبر احد أهم وحدات مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت والتي جاء تأسيسها في إطار التوصيات الاستراتيجية لتطوير عمل المركز".
وأعلنت ممثلة مؤسسة الـ " UNDP" هبة بركات التي شاركت في حفل تخريج المشاركين، عن حرص المؤسسة على الاستمرار في دعم المشاريع النوعية والإبداعية في إطار العلاقات الوطيدة ما بين المؤسسة والجامعات الفلسطينية.
وأشادت بركات بمستوى العلاقة ما بين المؤسسة وجامعة بيرزيت وقالت: " أن قطاع التعليم الفلسطيني يتمتع بجودة عالية ويعتبر المحرك الأساسي لعملية التنمية المستدامة وان استخدام تكنولوجيا المعلومات بات يلعب دورا رئيسيا في خلق وتطوير جودة التعليم وخلق جيل قادر على التعامل مع الوسائل الالكترونية في تطوير المعرفة والإبداع".
وأشارت إلى أن مؤسسة الـ" UNDP" تهدف من هذه المشاريع التي يجري تمويلها من الدول المانحة، إلى تعزيز وتوسيع نطاق المعرفة والتدريب في مجال استخدامات التكنولوجيا خاصة في مجال التعليم، الأمر الذي يساهم في استيعاب الطلاب الجدد وتطوير أداء المدرسين.
واستعرضت بركات طبيعة المشاريع التي تمولها المؤسسة في مجال تطوير التعليم من خلال العلاقة الوطيدة مع الجامعات الفلسطينية، مؤكدة أهمية هذا المشروع الحيوي الذي نفذه مركز التعليم المستمر والذي يساهم في تعزيز علاقة التعاون ما بين المدارس والجامعات والنظر إلى المدرسة كوحدة واحدة.
وأكدت على أهمية ما حققه المشروع في بناء منهاج تعليمي الكتروني في حياة النظام التعليمي الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق الاهتمام ببناء قدرات فئة مهمة جدا في المجتمع وهي فئة المعلمين، معبرة عن أملها في أن يقود هذا الإنجاز إلى إقدام وزارة التربية والتعليم العالي والمبادرة الفلسطينية للتعليم لتبني هذا الإنجاز وتعميمه.
وقال مدير وحدة التعلم الإبداعي في المركز، والمدرب الرئيسي في المشروع، د.اسامة الميمي،" نستطيع ان نعلن الآن بعد انتهاء المشروع بأننا نجحنا بتفوق في خلق نواة صلبة من المعلمين المختصصين في تصميم وإعداد وتقييم مواد تعليمية الكترونية" موضحا ان هذه الخطوة تؤسس لإطلاق حملة واسعة لتوعية المجتمع بمختلف قطاعاته ومؤسساته حول أهمية تبني هذا التوجه".
وأكد الميمي تحقيق ثلاثة مخرجات رئيسية لهذا المشروع الحيوي تتمثل في تدريب 14 معلما ومعلمة من مدارس حكومية وخاصة ومدارس وكالة الغوث، وإكسابهم المهارات الرئيسية.
وقال الميمي ان الخريجين أصبحوا قادرين على تصميم وبناء وتقييم مواد تعليمية الكترونية في مجالي الرياضيات والعلوم التي تدرس في المدارس، إضافة إلى إنجاز نماذج للمناهج التعليمية الالكترونية والتي يمكن إنتاجها على المستوى الوطني، وإنجاز مواد تدريبية مجربة هي الأولى من نوعها يمكن استخدامها في مجال التعليم الالكتروني للمعلمين".
وأكد الميمي أن إنجاز المشروع وكل ما ينتج عنه يمثل نواة فلسطينية لإطلاق حملة لتعميم ثقافة التعلم الالكتروني كما يوفر كادر بشري فلسطيني مؤهل لتصميم وإنتاج النماذج الالكترونية لهذا النوع من التعليم المنتشر في العديد من دول العالم الحديثة والمتطورة.
وأشار إلى أن نتائج هذا المشروع الذي يعتبر مشروعا تجريبيا جرى تنفيذه على مدار سبعة شهور، مثلت إنجازات حقيقية باتجاه إمكانية وجدوى تبني هذا النمط من التعليم الذي بات خيارا يجب التعامل معه وتعميمه في المجتمع تلبية للحاجة المجتمعية والتعليمية في فلسطين.
وشدد الميمي على ان تبني هذا الخيار الالكتروني في عملية التعليم لا يعني بأي شكل من الأشكال إهمال الاهتمام بالتعليم، وإنما يساهم في تسخير الوسائل الالكترونية والاستفادة من الوقت والجهد للمعلمين والطلبة على حد السواء في خدمة التعليم بشكل عام.
كما أكد رئيس مجموعة بيرزيت للإبداع (BIG )، د.صبري صيدم، على أهمية وحاجة المجتمع الفلسطيني للاهتمام بالتعليم والحرص على الارتقاء بمستواه باعتباره شكل مخرجا للعديد من الدول التي تعرضت للمآزق السياسية، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بقطاع المعلمين الذين يمثلون ركيزة أساسية في تطوير النظام التعليمي والمجتمع.
ودعا صيدم وزارة التربية والتعليم العالي إلى تبني واعتماد التعليم الالكتروني في المدارس باعتبارها تمثل القاعدة الأساسية لعملية تطوير النظام التعليمي إضافة إلى أهمية توفير المناخ والأجواء التي تشجع على الإبداع، وضرورة وضع استراتيجية للتعليم الالكتروني وإتاحة المجال للمعلمين ان يشاركوا في صناعة القرار في المدارس.
وأكد صيدم على ان تحقيق التطور في حياة المجتمع الذي يبدي إصرارا غير عاديا في الحفاظ على التعليم، وانه يتطلب توحيد كافة الجهود بين مختلف قطاعات المجتمع الرسمي والأهلي والخاص وفق علاقة شراكة متكاملة.
وأشاد صيدم بالدعم الذي تقدمه مؤسسة الـ" UNDP" في دعم قطاع التعليم الفلسطيني ووقوفها إلى جانب المؤسسات الرسمية والأهلية من خلال تمويل العديد من المشاريع الحيوية للمجتمع الفلسطيني.
وأعلن صيدم عن تخصيص مجموعة الإبداع التابعة لجامعة بير زيت لمكافأة للمعلمين الذين تخرجوا من هذا المشروع وتشتمل هذه المكافأة على تنظيم زيارة تدريبية لهم للأردن عبر التعاون مع اتحاد شركات أنظمة المعلومات الأردنية (إنتاج) ليتلقى المعلمون تدريبهم في شركة أي تي جي والتي أنجزت تصميم أول بوابة عربية في مجال التعليم الالكتروني.
وفي هذا الصدد تقدم صيدم بالشكر الجزيل لرئيس اتحاد شركات أنظمة الملعومات (إنتاج)، مصطفى ناصر الدين، و مدير عام شركة أي تي جي، وليد تحبتسم، على تقديمهم لهذه المكافأة لدعم المعلم الفلسطيني وحرصهم الدائم على النهوض بالمعلم الفلسطيني.
وكان حفل التخريج أشتمل على عرض نماذج للمواد الالكترونية التي جرى تصميمها خلال فترة المشروع، حيث عرض المعلم محمد حباس للمادة الالكترونية المطورة في مادة الرياضيات، في حين قدم المعلم عنان البرغوثي المادة الالكترونية المطورة الخاصة بمادة العلوم.
كما تحدثت المعلمتين رفاء رمحي وعالية ابو لبن عن الخبرات والتجارب التي جرى اكتسابها خلال المشروع، في حين جرى توزيع الشهادات على الخريجين فيما قدم نائب مدير مركز التعليم المستمر هدايا تقديرية لفريق العمل الذي انجز هذا المشروع، المهندس عمر ابو عليا، فايز ابو السعود ، رشاد بغدادي،وهيام كنعان، فيما قدم هدية تقديرية لممثلة مؤسسة الـ (UNDP )، هبة بركات، تقديرا للجهود والدعم الذي قدمته المؤسسة لانجاز هذا المشروع.