الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

خيام الإيواء تتلاشى: مجدي غبن يوزع الحلوى بمناسبة انتقاله لشقة سكنية

نشر بتاريخ: 19/12/2010 ( آخر تحديث: 20/12/2010 الساعة: 10:48 )
غزة-خاص معا- " من لا يشكر الناس لا يشكر الله" من هنا انطلق المواطن مجدي غبن مبتسماً يحمل الحلوى ويهديها لمن أنهى معاناته تحت حبال الخيمة الممزقة، التي حفظ تفاصيلها وعدد خيوطها فقد مكث تحت سقفها المشقق عامان، شاهد الشمس تتربع في كبد السماء وتساقطت عليه وعلى طفليه زخات المطر واليوم انتهى هذا وانتقل إلى بيت يستحق طفليه أن يلعبا بأركانه كما باقي الأطفال.

مجدي غبن " 25" عاماً دمر الاحتلال منزله في حي العامودي ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في حربه على القطاع شتاء 2008-2009، انتقل إلى مدارس وكالة الغوث أثناء الحرب مع طفليه وزوجته ليندا المصري وبعد أن وضعت الحرب أوزارها طلبت منهم وكالة الغوث إخلاء المدارس لاستئناف المسيرة التعليمية فغادر اللاجئون الجدد إلى حيث أقيمت لهم خيام الإيواء ومنذ ذاك الوقت وغبن يزور بيته المدمر ويتمنى يوماً أن يعود ليقطن بيتاً سقفه اسمنتي لا من القماش.

"معا" زارت خيمة الإيواء بعد قرابة عامين وقبل أن يتم نقل العائلة إلى شقة سكنية وهناك عثرت على الزوجة ليندا تحاول أن تطهو لأطفالها بعض الطعام، الملابس مبعثرة في كل مكان بالطبع لا مساحة كافية لخزانة ملابس، ولكن إرادة العيش كانت غالبة فابنهما وليد سبعة أعوام يواظب على مدرسته ويستيقظ مع خيوط الفجر الأولى التي يراها مع تشققات الخيمة، يرتدي ملابسه المتناثرة في أرجاء الخيمة ويسارع إلى مدرسته زيد بن حارثة القريبة، وتبقى الطفلة نهى عامان مع والدتها التي تبدأ مسيرة المعاناة اليومية من محاولة نثر التراب عن فراش الخيمة وغيها من المهام التي لا يستقر معها حال.

هذه المعاناة انتهت بعد أن قامت لجنة من شمال قطاع غزة تابعة لحركة حماس بإعداد تقرير شامل عن القاطنين في خيام الإيواء وتقديمه لوزارة الأشغال العامة والإسكان التي تشرع على الفور ببناء وحدات سكنية لمن يقطن الخيام، وإلى حين البدء بذلك تقوم هذه اللجنة ذاتها باستئجار شقة سكنية للعائلة التي تقطن الخيمة وتدفع من حسابها الخاص بدل إيجار لمدة ستة شهور إلى حين تنتهي الوزارة من بناء الوحدة السكنية للعائلة المستفيدة.

المهندس جال صالح من لجنة شمال القطاع زف هذه البشرى لمعا وقال ضاحكاً:" لقد جاء مجدي غبن لتحليتنا سعيدا بانتقاله إلى شقة سكنية".

هي الفرحة ذاتها التي لمستها "معا" في اتصال هاتفي مع أم صبحي" وفاء أبو مصطفى التي لم تكن تتمنى أن يتساقط المطر على غزة بعد أن تبللت صور ابنها الشهيد إبراهيم وفراش أطفاله في الخيمة ولكنها مع انتقالها للشقة قالت لمعا:" الآن ليتساقط المطر".

وحسب صالح فإنه يجري كذلك الإعداد لنقل عائلات لا تزال تقطن الخيمة في حي التوام شمال مدينة غزة، وأبدى المهندس بالغ الاهتمام حين علم أن هناك عائلات تقطن الكرافان في منطقة عزبة عبد ربه شمال القطاع.
عائلة غبن سيبدأ البناء لها مطلع العام القادم أي بعد أيام فيما سيبدأ البناء للمواطنة آمنة غبن على مساحة 130 متر مربع الأسبوع القادم، وهناك عائلات حسب المهندس صالح ترفض البناء لها على هذ1ه المساحة على اعتبار أنها صغيرة ويجري التفاوض معها.

وعن عائلة كراجة التي ترفض السكن في مكانها الأول حيث أعدم ابنهم إبراهيم أمام ناظريهم فإن هناك خياراً لشراء شقة سكنية لهم في خانيونس.

خمسة آلاف وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل كامل في قطاع غزة خلال حربه على القطاع وخمسون ألف وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي هذه كلها تنتظر ولا زالت لحظة البدء بمسيرة الإعمار ورغم الحصار المتواصل على مواد البناء إلى القطاع فإن الإرادة مستمرة للعيش وتعيد إعمار ما تستطيع بما تملكه رغم انه قليل.