الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوحيدي: اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي مؤتمر دوري محلي وذو فاعلية

نشر بتاريخ: 21/12/2010 ( آخر تحديث: 21/12/2010 الساعة: 10:32 )
غزة- معا- اعتبر نشأت الوحيدي مسؤول الإعلام في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أن الإعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال الأسبوعي بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي يمتد منذ العام 1996م مثابة المؤتمر الدوري والمتواصل والذي حمل عشرات الآلاف من الرسائل الوطنية والإنسانية وعلى كافة الصعد .

وشدد الوحيدي بأنه يجب أن يحظى هذا المؤتمر المتواضع والبسيط والواضح والبعيد عن مسارح التمثيل والذي يعقده أهالي الأسرى كل أسبوع في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة باهتمام شعبي وفصائلي ورسمي وقانوني وإعلامي واسع من خلال المشاركة الفاعلة فيه على طريق المساهمة في تدويل قضية الأسرى بالشكل الذي يفضح جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقهم ويلبي احتياجاتهم ويعمل على التسريع في تحريرهم من قيد السجان الإسرائيلي.

وقال بأن اعتصام أهالي الأسرى المحلي والعفوي والذي ينعقد منذ الساعة التاسعة صباحا من يوم الإثنين في كل أسبوع يشهد حالة جديدة لها رائحة الإنتفاضة الشعبية الأصيلة وقصصا جديدة ومتنوعة حول ملف الأسرى ومعاناتهم ومعاناة ذويهم الصابرين ونشاطا متميزا يقوده أهالي الأسرى ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى والبحث عن سبل لمعالجة كافة القضايا والهموم والمشكلات والتهديدات التي تواجه الأسرى من قبل المخططات الإسرائيلية والتي تمارسها إدارة مصلحة السجون ضدهم .

وأوضح بأن هناك هموم محلية وإنسانية تلتحم وتلتئم في ظل هذا الإعتصام التلاحمي والوحدوي الذي لن يكتمل إلا بإنهاء الإنقسام الفلسطيني السرطاني الذي يأكل من الجسد الواحد والذي يتضائل أمام إرادة وصبر وصرخات وأنات وحنين وإصرار أهالي الأسرى في اعتصامهم الأسبوعي الذي يطلقون خلاله رسائلهم المغمسة بالألم والمفعمة بالأمل بتحرير أبنائهم من سجون القهر الإسرائيلية .

وأشار الوحيدي إلى مزيج الدمع الطاهر الذي يتوحد في عيون ودعوات أمهات وآباء وأبناء وزوجات الأسرى أثناء اعتصامهم فهاهو والد الأسير علي الصرافيتي والذي يحاول أن يخفي حريق الشوق والحنين الذي يشتعل في صدره بسبب حرمان الإحتلال الإسرائيلي له من ابنه وهو الذي قدم شهيدين من أبنائه على مذبح الحرية والفداء " حسني ، ومحمد " ولقد اعتقل ابنه الأسير في 7 / 7 / 2002م " سجن النقب الصحراوي " وحكم عليه بالسجن لمدة 16 عاما حيث يسعى الحاج أبو حسني بنفسه للتخفيف من معاناة أهالي الأسرى وحل المشاكل التي تواجههم انطلاقا من إيمانه بأنه يعتبر كل الأسرى أبنائه وأولاده وأحفاده.

وقال ها هي أيضا الحاجة أم أحمد حرز " زوجة ثاني أقدم أسير من سكان قطاع غزة " والتي أصبح لديها الآن 21 حفيدا في ظل غياب الزوج والأب الذي خلف 6 أبناء وقد تزوجوا وأنجبوا 21 حفيدا وكان زوجها البطل نافذ حرز قد اعتقل في 25 / 11 / 1985م وهو من مواليد 30 / 3 / 1955م ومحكوم بالسجن مدى الحياة فإنك تراها مناضلة من أجل الحرية للأسرى وتواصل الإعتصام الأسبوعي وتشارك في كافة الفعاليات كباقي الأمهات والزوجات في باحة الصليب الأحمر بالرغم من أعباء الحياة ولقد أبت في هذا الإثنين إلا أن تواصل مشوار النضال الحر بالرغم من فقدانها لشقيقها المرحوم جميل عطا الله والذي وافته المنية قبل حوالي الأسبوع .

وأضاف الوحيدي بأن المشهد الفلسطيني الأصيل يتكرر أيضا مع الأم المناضلة " أم ضياء " والدة الأسيرين ضياء ، ومحمد الأغا " الفالوجي " حيث اعتقل الإحتلال الإسرائيلي وليدها ضياء في تاريخ 10 / 10 / 1992م وحكم عليه بالسجن لمدة 99 سنة " نفحة الصحراوي " كما واعتقل الإحتلال ابنها محمد بتاريخ 5 / 5 / 2003م وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما " سجن النقب " وقد أمضى منها 8 سنوات ونصف وهو من مواليد 25 / 1 / 1980م وكان والدهما رحمه الله قد توفي في تاريخ 11 / 11 / 1998م إثر جلطة ألمت به وبالرغم من مسافة الطريق من خانيونس إلى الصليب الأحمر وبالرغم من هذه الجراح الوسام على صدر الأحرار إلا أن الحاجة والأم " أم ضياء " تأبى ألا يرتفع صوتها بين جنبات وجدران الصليب الأحمر الدولي لتخترقها منطلقة في عنان السماء وإلى باحات المنظمات والنصوص الدولية والإنسانية في صرخات متواصلة للعالم أجمع بأن الحرية آتية لا محالة وأن الألم يتبعه أمل وفجر .

وأفاد بأن الحاجة أم ابراهيم بارود أيضا " 75 عاما " وهي والدة الأسير ابراهيم مصطفى بارود وهو من مواليد العام 1962م والذي اعتقله الإحتلال الإسرائيلي في تاريخ 9 / نيسان / 1986م والمحكوم عليه بالسجن لمدة 27 عاما فإنها تناضل منذ أعوام طويلة قاربت 16 عاما وربما أكثر من أجل حرية نجلها وكافة الأسرى وبدون تمييز حتى أصبحت الصوت المجلجل في وجه الإستعباد والظلم وقيود السجن والسجان الإسرائيلي وكانت وابنتها قد التقيتا مع ابنة الأسير محمد زقوت بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في العام 1998م حيث قطعا عهدا ووعدا بتحرير الأسرى والتخفيف من معاناة ذويهم إلا أن هذين المسؤولين الدوليين واللذان مثلا القوة والإنسانية لم يفيا بوعدهما حيث تشيخ الأمهات ويكبر الأبناء ويتزوجون وينجبون والوعود لم تتحقق بعد .

وأكد نشأت الوحيدي بأن مشوار النضال نحو تحرير الأسرى طويل ولكن بكاء ودعاء وآلام وآمال ورسائل أهالي الأسرى وإرادتهم في الصبر والإعتصام المتواصل في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة هي بمثابة أوراق عمل حقيقية تنبع من أرض الميدان الذي يهتز تحت خطوات أقدامهم وكيف لا وقد قدم الأبناء الأسرى 200 أسير شهيد في سجون الإحتلال الإسرائيلي وبالمثل فإن أمهاتهم وآبائهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم وهم يسيرون بثبات وفخر واعتزاز وألم ورحلوا وأفئدتهم وعيونهم تحن لرؤية واحتضان فلذات أكبادهم محررين من عتمات الزنازين والسجون الإسرائيلية.

واختتم الوحيدي بأن الإعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى يستحق أن يحظي بالإهتمام وعلى كافة الصعد الإعلامية والحقوقية والإنسانية والشعبية والعربية والدولية ارتقاءا بالأداء التضامني نحو تدويل ملف الأسرى العادل ووفاء للأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال وقيام من قبل العالم الحر بالواجبات الإنسانية وفقا لنصوص المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 / ديسمبر 1948م .

وجدد تأكيده أن الإعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى هو جزء رئيسي وأساسي من النضال نحو تحرير الأسرى ومؤتمر محلي يجب أن يخوض غمار التجربة بشكل فاعل وخاصة وأن الإعتصام يكتب أوراق عمله بدموع وبدماء وأنات ودعوات وصرخات وآلام وآمال وحنين وصبر أهالي الأسرى والأسرى المحررين وإلى جانبهم المتضامنين الفاعلين والناشطين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم الوطنية والإسلامية.