الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسائل هادئة في ختام مرحلة الذهاب للمحترفين بقلم: أبو جهاد حجه

نشر بتاريخ: 21/12/2010 ( آخر تحديث: 21/12/2010 الساعة: 12:27 )
ليس من باب المديح ولا التجريح، ولا من باب عشوائية التصريح ولا جبن وضبابية التلميح، بل من موقع الانتماء والمسؤولية للإشادة بكل ما هو خيٌر ايجابي ونبذ كل ما هو سلبي وقبيح، وحيث نثق ونؤمن بأنها رسالة وأمانة ثقيلة.. فحيا الله حاملها وخادمها بإخلاص وأمانة.. ولا درة ناقة لمن أراد امتهانها أو الإساءة لها أو بها....

* الاحتراف الفلسطيني تحد كبير .. والمشوار في أوله.
يحق لنا أن نفخر ونتفاخر بالرجل الذي جعل من الحلم حقيقة، وأثبت كما هو معهود له وفيه أنه صاحب الأفعال والانجازات المتفردة التي يشهد لها ويشار إليه فيها بالبنان من الخصوم قبل الأصدقاء، ويمثل عنوانا وضمانة لقهر التحديات والمصاعب مهما بلغت، فحينما أعلن قراره بإطلاق الاحتراف وبدء مشواره الشيق والشاق للجميع، كان على دراية وإدراك تام بأن الأمر عظيم بكل المعاني والأبعاد والصور، وثقيل كما الجبال على الجميع وخاصة رؤساء ومسئولي الأندية الذين كانوا وما زالوا محط الرهان، لذلك قال فيهم حينها: "أنهم استشهاديون" دلالة على الشجاعة والاستعدادية المطلقة لخوض التحدي بما يمثلون وما يملكون من قوة وإيمان لحمل الأمانة وإبلاغ الرسالة وبلوغ الهدف، ولم يراوده الشك لحظة بأن هؤلاء الفرسان فيهم من ينكص على عاقبيه، ولا بينهم أو من حوله من ترتعد فرائسه من نقيق ولا نعيق ولا سحيج هؤلاء (الشؤم) الذين لا يريدون إلا أن نعيش في الظلمة والظلام، ولا يبصرون من حيث العور وعمى البصر والبصيرة فيهم سوى ما تلقيه فيهم وعليهم أضغاث أحلامهم ومباعث أحقادهم كنقيض لكل ما هو حسن وجميل، لتنتهي مرحلة الذهاب بأفضل مما كان متوقعا لها مقارنة بحداثة التجربة وقوة الصعوبات،، فالتحية لمن صدق وصبر، وللكائدين العابثين القبر والحُفر.

* القمة لمن تواضع وكد وصدق، وليس لمن سبق!!
ليس من باب التحيز مع أو ضد فريق من الفرق، لكنها الحقيقة التي تفرح كل الرياضيين والوطنيين والمحايدين الصادقين في قراءة أمور الفرق بشكل موضوعي وواقعي بعيدا عن التعصب والبهلوانية والخيلاء، وتؤكد بأنه "على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وقبل الرماء لا بد أن تملأ الكنائن"،وهنا فقد كان لاسم القدس ما يليق بها من حيث الحق والاستحقاق المجبولان بالتواضع والحكمة والحزم والاستعدادية الشاملة واللائقة، ولعل النتائج بتسلسلها تفرض على كافة الفرق ومسؤوليها أن يعيدوا حساباتهم ويقيموا التجربة ومكامن الخلل والقوة لديهم ولدى أقرانهم بأمانة وموضوعية لتعزيز الايجابيات وتجاوز السلبيات
وعناصر السلب وبما يخدم الرسالة الرياضية والوطنية العزيزة التي نؤتمن عليها، خاصة أننا في منتصف
الطريق وليس من الغريب أن تتبدل الأحوال في القمة والمنتصف والقاع إذا ما أصلح وصلح الحال بهدوء وأمانة مع الذات قبل الآخرين، ولكيلا نقول:" أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل".

* قضاة الملاعب لكم التحية ولكن..
أن لم يكن الجميع في كتيبتكم نجوم تألقت في الميدان، فان الغالبية منكم استحقت الثناء والتقدير على المهارة والحكمة والقدرة على التحمل والوصول بأصعب المباريات لبر الأمان رغم قلة الحياء من بعض الدهماء والعبثيين، وبحجم ما تحاطون به من حق في الحماية، ويطمح له من انجاز يتمثل في الوصول بكل المباريات والدوريات إلى بر الأمان بأقل ما يمكن من الأخطاء البشرية الطبيعية وغير المقصودة، وترسيخ مكانة التحكيم الفلسطيني على الخارطة الإقليمية والدولية، فان ذلك يوجب علينا القول بأن البعض لا بد له من الاعتناء بنفسه لياقة وثقافة قانونية والتزام بتطبيق اللوائح والتعليمات عن وعي وبدقة وحيادية، ذلك بأن القاضي يجب أن يمثل قدوة مقنعة، ومن غير المباح لقدوة "أن يكون للدف ضاربا"!!

* طواقم إدارات الفرق وإصلاح الاعوجاج..
سلام على مدير ومدرب يمارس مهامه بمسؤولية عالية ويخجل الحياء من تواضعه المتسلح بالحكمة والحزم والوعي، والتحية للإدارات التي تحرص على أن يكون طاقمها الإداري في الميدان وخارج الميدان الأخضر نموذجا يحتذى في الانضباط للمهام والأدوار الموكلة شكلا ومضمونا وسلوك، ذلك بأن المدير الفني ومختلف عناصر الطاقم الإداري وأن لم يكن ضرورة ومن باب الشرط الاحترافي تدليلهم على ذواتهم ومكانتهم ومركزيتهم كقادة وصمام أمان للفرق، فان المشهد الفلسطيني والرسالة الفلسطينية وأمانة المسؤولية المهنية والوطنية تحتم على كل من هؤلاء بأن لا يكون عنصر إثارة وتهييج للاعبيه أو جمهوره سواء ضد الحكام أو الفريق الخصم أو ضد الأخر اعتقادا بأن تلك الأساليب تمثل عباءة لستر العور والعجز والقصور، وإطالة فترة الاستمرار في الفشل، وعملا بالمثل "خذوهم بالصوت ليغلبوكم"، حيث يدمر من حيث يدعي أن يبني، والحقيقة تقضي بأن" الصانع العاجز يلقي باللوم على أدواته"، والشمس لا يمكن أن تغطى بالغربال.

* كباتن الفرق ولاعبو المنتخبات الوطنية؟!
للجميع تحية أكبار واحترام على أدواركم الواجبة ضمن الفرق أو المنتخبات، ولكن للبعض نتوجه باللوم والعتب والاستهجان، ما قيمة شارة الكابتن إن لم يكن بمقدوره ضبط التصرفات النشاز لزملائه؟! وكيف به وهو من يقود كالهزبر الإحداث غير الرياضية والمسيئة له ولفريقه سواء في الميدان أو بعد اللقاءات؟! أما بعض اللاعبين الذين يتسلحون بحصانة واسم المنتخب.. أوليس ذلك امتيازا إذا ما اعتد به فله من الاستحقاقات الانضباطية والسلوكية ما يحرم معه التورط في السلوك النشاز غير المبرر؟! وماذا يعني أن
يكون لاعب المنتخب هو نجم اللقاءات في نيل الكروت الملونة والعقوبات الانضباطية؟! وتماما كحرث الجمال، والمنطق يقول:" إذا حبيبك عسل متلحسوس كله" "واللي بعفر تعافير آخرتها على دماغه".

* الإعلام والإعلاميون بدون همس في الإذن ولا أسماء مستعارة ؟!
تحية لكم وقد كنتم نجوما فلسطينية إبداعية ساطعة في سماء دوري القدس للمحترفين ومختلف المناسبات الرياضية، بأسنة أقلامكم وعيون عدساتكم مرورا بكل الخنادق الإعلامية المتقدمة والمتنوعة من جنين إلى رفح حجزتم موقعكم في المقدمة وفي سدرة الاحترام كما تموقع الهلال المقدسي في قمة اللائحة، وأكدتم بجهودكم وإبداعاتكم المهنية الوطنية كم هو الفرق والفارق ما بين الإعلامي والصحفي المنتمي الذي يعمل لقضية ووطن، وذاك الذي لا يعتاش إلا بالظلمة والفتن، وبحجم معاناتكم ولهفتكم على تحقيق النجاح ونقل الخبر والصورة والرسالة الفلسطينية الرياضية للعالم بحرص وأمانة، يزداد احترامنا وتقديرنا لكم، تماما كما وعد قائد السفينة بأن لا ندع عقبة أمام قيامكم بالواجب.. فهنيئا لمن تسيد الصدر والمحراب، ولا عزاء لمن استطاب البقاء في السرداب.

* للجماهير الوفية وجحافل المشجعين رغم عناصر السوء..
انتم الرصيد ولغة الحسم والفارق المتفرد ما بين صدق الانتماء للرسالة والتضحية رغم المعاناة، وما بين الجفاف الذي تعيشه مدرجات الكثير من ملاعب العالم رغم توفر المغريات والسنين الطوال لانطلاق دورياتها المحترفة، فالتحية لكل من أخلص في تشجيع فريقه وحرص على الصورة الحضارية الفلسطينية بكبرياء، وأملنا عظيم بأن تبقى الحناجر تصدح مجلجلة بالشعارات والأغاني والهتافات التنافسية التي تعبر عن الوعي والانتماء الوطني والأخلاق الرياضية، وأن يجتث من الصفوف كل لسانه يحضر ليستحضر جلب البذاءات.

* الأمن والشرطة منا وفينا ودرع يحمي أمانينا.
كانوا أحد أهم عناصر النجاح للدوري ولكل المناسبات الكبرى، لا يطلبون شكرا ولا مدحا من أحد على واجبهم وأن وجب، ولا يتدخلون خارج إطار مهامهم الموكلة والتعليمات الصادرة لهم وبشكل استثنائي بما يتناسب والحالة الرياضية ومتطلباتها، يحضرون إلى الملاعب محاطين بالصعوبات لأداء رسالة يفهمونها عن ظهر قلب ولا يحتاجون لأصحاب المواعظ الموسمية والخطب العصماء لإرشادهم، وخاصة هؤلاء الذين يدعون القداسة وهم قح الابلسة، يجبرهم الواجب والظروف والأحداث أحيانا وبعد أن يعجز المنطق والحَكم والحكمة عن لجم رعونة تخرج عن المألوف للتدخل للحسم وبما يمنع جناية أو موبقة قد يخجل منها فاعلها بعد دقائق، وقد يخطأ انفعالا بعض منهم نتيجة سوء ما يوجه له أو يرى..ولكنهم رجال قانون وتحت القانون.

* المقارنة المستبضعة ليست من جنس الكبرياء الفلسطيني..
من يقزم ذاته أمام استحضار منجزات غيره، ومن يستحضر تجارب الآخرين محاولة لتسفيه وتشويه التجربة والصورة التي هو جزء منها لغرض في نفسه أو بوحي ممن يتبع.. نطمئنه بأن لدينا ما نعتز به ابد الدهر.
والى مرحلة الإياب بهمة الرجال والأحباب