الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"امطار الصيف" تقتل المحاصيل الزراعية والاشجار في شمال قطاع غزة!

نشر بتاريخ: 06/08/2006 ( آخر تحديث: 06/08/2006 الساعة: 15:50 )
غزة- معا- بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة نهاية العام الماضي تنفس الناس الصعداء, وظنوا ان الاحتلال لن يعود, فسارع كل الى ارضه المجرفة او الى مزرعته المدمرة, لكي يعيد زراعتها اويصلح ما اصابها من اضرار وخراب أملا ان يراها كما كانت قبل وصول آلة الحرب الاسرائيلية اليها.

ولكن الاحتلال ابى ان يبقي ذلك الامل في عيون هؤلاء المزارعين المغلوبين على امرهم, فأتخذ من اطلاق الصواريخ واسر الجندي الاسرائيلي ذريعة لكي يطلق العنان لجرافاته لاقتلاع "عشق الارض" المغروس في قلوب الفلسطينيين عامة والمزارعين خاصة, فالاحتلال يعرف ان كل شجرة تقتلع تعصر قلب الفلسطيني الما عليها.

فقبل ان تنطلق عملية امطار الصيف نشطت المنظمات الاهلية والعالمية في جلب الدعم للمزارعين لاعادة تاهيل اراضيهم ووزعت الاف الاشجار عليهم وحفرت الابار ومدت شبكات الري.

ومنذ ان بدات "امطار الصيف" - العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة- بالهطول فانها اول ما قتلت الاشجار والمحاصيل في شمال القطاع, ليس ذلك فحسب فعشرات الابار ومواتير المياه استهدفت بالطائرات والقذائف كانها اهداف عسكرية حساسة ولم يتبق لها اثر.

ويقول "ابو حسام" احد المزارعين في بيت حانون "عندما تسقط القذيفة بين الاشجار, اذا اصابت شجرة مباشرة فانها تقتلعها وتلقي بها عشرات الامتار بعد ان تمزقها اشلاء, واذا لم تصب الشجرة مباشرة فان شظاياها تقطع الاشجار المحيطة بها وتسقط جميع الثمار التي على الشجرة".

والامر من ذلك هو ماقاله "محمد وهدان" احد العاملين في البيارات شمال القطاع "انه من اصعب الامور ان تشاهد الاشجار تموت بالبطيئ عندما تحاول الوصول اليها لكي تسقيها المياه فلا تستطع بسبب كثافة اطلاق القذائف في محيط المنطقة او في الشوارع المؤدية الى تلك البيارات فإما تموت انت او تموت الاشجار".

ويوضح وهدان ان هذه هي المعادلة التي يريدها الاحتلال الموت للجميع ولكل ما يمت بصلة للفلسطينيين اينما كانوا وحيثما حلوا.

ومن الجدير ذكره انه في بلدة بيت حانون وحدها جرفت 7500 دونم تجريفا كاملا قبل عملية "امطار الصيف" ومئات الدونمات التي لم تحصى بعد, والتي جرفت خلال العملية وغير ذلك الاف اخرى في بلدة بيت لاهيا وشرق بلدة جباليا.

ولكن كثيرا ما نسمع من المزارعين انهم سيعيدوا زراعة الارض وانهم سياكلون من خيراتها واذا ماتوا فان ابناءهم واحفادهم سيكملون المشوار من بعدهم وان الفلسطيني يابى الا الصمود والانغراس في الارض مع اشجاره.