الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللياقة البدنية وأبعادها الحضارية

نشر بتاريخ: 26/12/2010 ( آخر تحديث: 26/12/2010 الساعة: 22:07 )
نابلس- معا- قيس ياسين- إن التقدم العلمي والتكنولوجي الباهر الذي تشهده وتعيشه الإنسانية في هذه الفترة الحضارية المتميزة قد أدت إلى تغيرات عديدة في حياة الأفراد والمجتمعات على كافة الأصعدة والاتجاهات سواء أكان التغير ايجابيا أم سلبيا.

إن وسائل الاتصالات والمواصلات بجانب ظهور وتقدم الآلة وانتشارها بشكل واسع قد عكس تغيرات جذرية على المستويات الوظيفية والاجتماعية والنفسية للأفراد حيث أصبح الفرد يؤدي دوره دون الحاجة إلى جهد بدني يتناسب مع حاجته الطبيعية لبذل ذلك المجهود مما أدى إلى ضمور في العضلات المختلفة في جسم الإنسان مع ظهور بعض الأمراض والأعراض الخطيرة التي قد تعكس نتائج سلبية من الناحية المادية والنفسية.

هذا بالإضافة إلى تأثير الناحية الاجتماعية بشكل سلبي من جراء هذا التقدم العلمي الواسع حيث أصبحت العلاقات الاجتماعية بين الأفراد بمستوى متدني نتيجة لانشغال الأفراد الكامل بأمورهم الوظيفية والخاصة مع شعورهم بعدم الحاجة إلى الآخرين من اجل كسب العيش أو الحماية أو قضاء وقت الفراغ (الترويح). كل هذا أدى إلى انعكاس خطير على الناحية النفسية التي يتمتع بها مجتمعنا الإنساني حيث انتشرت الأمراض النفسية بشكل واسع في شتى بقاع الأرض.

ومن أهم الأعراض والآفات الخطيرة التي أدت إلى ارتكاس الناحية البدنية والصحية والنفسية في المجتمع الإنساني :
· ارتفاع نسبة السمنة المفرطة.
· ارتفاع نسبة الدهن بالدم.
· زيادة نسبة الكولسترول داخل الأوعية الدموية.
· زيادة نسبة التشوهات القوامية في العامود الفقري عند الأفراد.
· قلة كفاءة الجهاز الدوري، التنفسي والعضلي عند الأفراد.
· شيوع الأمراض النفسية وانتشارها بشكل واسع.

إن دور اللياقة البدنية بواسطة برامجها المختلفة التي تم تخطيطها وتنظيمها على أسس علمية تربوية يبدو جليا واضحا في المساعدة الفعالة في المنع والتخفيف والسيطرة على هذه الأعراض المختلفة من اجل إضفاء السعادة والحيوية على الأفراد المساهمين في تلك البرامج والتي تشكل بالتالي سعادة وحيوية وقوة إلى المجتمع بشكل عام

عضو في نادي عصيرة الشمالية
تخصص بايوميكانيك رياضي، استاذ في جامعة خضوري طولكرم