الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تشييع جثمان المناضل حمد الله بمراسم عسكرية رسمية في طولكرم

نشر بتاريخ: 27/12/2010 ( آخر تحديث: 28/12/2010 الساعة: 14:10 )
طولكرم -معا- شيعت جماهير غفيرة بمراسم عسكرية رسمية، اليوم الاثنين، جثمان المناضل الوطني الفقيد وحيد الحمد لله، الذي توفي عن عمر يناهز (82 عاماً)، إلى مثواه الأخير في مدينة عنبتا في محافظة طولكرم.

وتقدم موكب التشييع نيابة عن الرئيس محمود عباس، أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، بحضور أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، ود. صائب عريقات، ومحمود العالول، وقيادات العمل الوطني والفصائل والمحافظين وقادة الأجهزة الأمنية.

وأقيمت للفقيد الحمد لله جنازة عسكرية وسجي جثمانه على عربة عسكرية فيما أطلقت 21 طلقة تكريماً لروح الفقيد الطاهرة.

ونيابة عن الرئيس محمود عباس، نقل الطيب عبد الرحيم تعازيه الى آل الفقيد واسرته، مشيداً بالمواقف الوطنية الصلبة للفقيد ودفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية والمعاناة التي عانها جراء ممارسات الاحتلال.

وكان الرئيس محمود عباس اجرى اتصالاً هاتفياً مع ذوي الفقيد، عبر من خلاله عن تعازيه الحارة برحيل المناضل وحيد الحمدالله، وسلم الطيب عبد الرحيم برقية العزاء الخاصة من الرئيس الى عائلة.

نص برقية الرئيس عباس:

ببالغ الألم وعميق التأثر الأخوي، تلقينا نبأ رحيل الأخ المناضل الكبير، وحيد كامل الحمد الله، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس بلدية عنبتا سابقاً وعضو مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية إلى رحمة الله تعالى وعفوه، بعد حياة حافلة بالعمل الوطني المخلص والتفاني في الدفاع عن حقوق شعبنا العادلة، دفع خلالها سنين عديدة من عمره في الاعتقال والإقامة الجبرية، فقد عرفناه رحمه الله أخاً عزيزاً مثالاً في الإخلاص والانتماء والوفاء، وكانت حياته مسيرة مشرفة وسلسلة من النضال الوطني دفاعاً عن فلسطين أرضاً وقضية ومقدسات التي خسرت برحيله أحد أبنائها البررة الذي نذروا أنفسهم من أجل أن ينبعث فجر الحرية في ربوعها، وفي هذا المصاب الذي نعزيكم وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني الباسل فيه، فإننا نعزي أنفسنا، وضارعين إلى الباري جلّ وعلا، أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وأسرته الكريمة الصبر والسلوان.

واستعرض ملوح في كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مواقف الفقيد الوطنية واخلاصه في الدفاع عن قضية شعبه العادلة وقضايا امته، وعاهده على الاستمرار في الدرب وصولاً للخلاص من الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وعبّر دويكات عن حزنه لرحيل المناضل وحيد الحمد الله، مستذكراً المواقف الوطنية الشجاعة للفقيد ودفاعه عن الارض الفلسطينية امام الغول الاستيطاني، ورفضه للسياسات الاحتلالية وايمانه بعدالة قضيتنا واصرار شعبنا على نيل حقوقنا الوطنية المشروعة.

واستعرض تيسير خالد، مناقي الفقيد ومواقفه الوطنية الصلبة، وقال ان الحمد الله رحل عنا وانه يتطلب علينا العمل الوفاء للمبادىء التي ناضل من اجلها وتحقيق اهدفا شعبنا بالحرية والاستقلال.

وباسم جامعة النجاح الوطنية، عبّر الدكتور خليل عودة عن حزن اسرة الجامعة ممثلة بمجلس امنائها وادارتها والعاملين على رحيل عضو مجلس امناء الجامعة وحيد الحمد الله، مشيداً بدور الفقيد وحرصه على جامعة النجاح لكي تكون منبراً تعليمياً شامخاً في سماء الوطن، وعلى المستوى العربي والدولي، مؤكداً ان الفقيد كان واحداً من الرجال الاوائل الذين تمسكوا بالمبادى الوطنية وقادوا حركة النضال الشعبي الفلسطيني.

واشاد رئيس بلدية عنبتا ياسر بركات بالخدمات الجليلة التي قدمها الفقيد لبلدته طوال سنين عمره، قائلاً : " اننا نودع من بين ظهر شخصية وطنية فذة وشجاعة قدمت الخدمات الجليلة لابناء شعبنا ".

والقى الدكتور رامي الحمد الله كلمة آل الفقيد، عبّر من خلالها عن الفاجعة التي اصابت العائلة برحيل عميدها المناضل وحيد الحمد الله، وشكر امين عام الرئاسة الذي شارك في تشييع الجثمان نيابة عن الرئيس محمود عباس، واعضاء اللجنة التنفيذية والمحافظين وقادة الاجهزة الامنية والمؤسسات الرسمية والشعبية ورؤساء البلديات والمجالس القروية والجامعات ورجال الدين الاسلامي والمسيحي والطافة السامرية، وكل من شارك في تشييع جثمان ابن فلسطين الكبير المرحوم وحيد الحمد الله، وعاهد الجميع على التمسك بالمبادى والاهداف التي عاش وناضل من اجلها الفقيد.

وفي بيان لها، نعت القوى الوطنية في محافظة طولكرم المناضل وحيد الحمد الله، موضحة ان الحمد الله رحل عنا وجماهير شعبنا وامتنا العربية بأمس الحاجة لعطاء ودور مناضل وقائد وطني وقومي من هذا الطراز، لما كان يمثله من دور وطني بارز ونموذج نضالي متقدم، حيث أدرك الفقيد مبكراً خطورة المشروع الاستيطاني العنصري واستهدافاته المدمرة للمشروع الوطني، فكان أول المبادرين لتشكيل لجان الدفاع عن الأراضي، وعمل على تحشيد القوى والطاقات الوطنية للتصدي لهذا المشروع الاستيطاني العنصري، وإدراكا منه لأهمية الوحدة الوطنية وأهمية الأرض المحتلة في مواجهة الاحتلال بكل تجلياته، فكان من أوائل المبادرين لتشكيل لجنة العمل الوطني في الأرض المحتلة كذراع وطني فاعل لمنظمة التحرير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذا عدا عن دوره في رئاسة بلدية عنبتا، بحيث جعل من البلدية قلعة وطنية متقدمة في مواجهة الإجراءات والسياسات الاحتلالية الإجرامية، الأمر الذي عرضه للعديد من الإجراءات القمعية، فتمت إقالته من قبل الاحتلال عن رئاسة بلدية عنبتا، وفرض الإقامة الجبرية عليه لعدة سنوات وغيرها من القيود التي تحد من حركته، إلا أنه ظل يمارس دوره النضالي والقيادي متحدياً كل الإجراءات ومتجاوزاً لكل العراقيل والعقبات.

وقالت القوى ان المبادىء والاهداف التي عاش وناضل من اجلها سوف تبقى لنا مرشداً ودليل عمل، وعاهدته وكل الشهداء بان تبقى راياتهم خفاقة وتبقى قيمهم ومثلهم والأهداف التي ناضلوا من اجلها بمثابة مبادئ نتمسك بها جميعا معاهديهم أن يستمر نضالنا حتى الحرية والاستقلال.